إستراتيجية التوبة
سالم البوسعيدي
حقٌّ على المسافر شيئان:
1- أن يتخفف من أحماله.
2- أن يتزوَّد بخير الزاد وبما ينفعه هناك عند محطة الاستقبال بعد السفر
والمسافر في سفينة رمضان مسافر إلى الله، عليه أن يتخفَّف من أحماله؛ فالسفر بعيد والحِمْلُ ثقيل. فيخفف الذنوب المثقلة لقلبه المثقلة لروحه التي تمنعه من التحليق في عوالم الروح: "وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوزَارَهُم عَلَى ظُهُورهم آلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ".
****
رَضِي الله عن عُمر بن الخطاب، حينما كان يفرح بقدوم رمضان، ويقول: "مرحباً بمطهِّرنا من الذنوب"، إنه شهرٌ تحرق فيه الذنوب وتكفر فيه المعاصي؛ لذا كان لا بد من مسح ذلك الران الذي علا القلوب قبل إقبال رمضان. بأسهل طريق وأيسر سبيل (إنها: التوبة).
والتوبة تعني: مفارقة الذنوب، ومخاصمة السيئات -صغيرها وكبيرها، سرها وعلانيتها.
فالتوبة ضرورة؛ لأنَّ الناس عند الله نوعان "إما تائب أو ظالم".. يقول الله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" والتوبة ضرورة؛ لأنَّ الذنوب كثرت وقد تغفل عن ذنب وهي مهلك والاستهتار بالذنب كبيرة و التوبة ضرورة؛ لأن التائب حبيب الله "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"، وهذا هو الكفل التائب الذي يوم مات كُتِبَ له على بابه: (إن الله قد غفر للكفل). والتوبة ضرورة؛ لأن الأعمار غير مضمونة، وما أسرع الأيام والأوقات.. نذكر الآن أناساً كانوا معنا في رمضان يصلون معنا ويأخذون من الليل ويقرأون القرآن .. والآن: هم تحت التراب، يتمنون العودة إلى الدنيا ولو لساعة واحدة.
*****
هناك كثير من الأخطاء والذنوب نحن لا ندرك أنها كذلك، مثل الكسل والسلبية، والغضب والعصبية وتضييع الأوقات والأزمان: في الكلام الكثير من الغيبة والنميمة، وآفات اللسان. والنوم الكثير والكثير. ومشاهدة القنوات الفضائية القاتلة للدين والوقت والخُلُقْ، والتسويف في الأعمال، وتسويف التوبة خاصة.
*****
كيف ندرب أنفسنا على التوبة؟
- تذكر مراقبة الله دوماً على كل حال وعند كل خطوة.
- الاستعانة بالدعاء ببساطة (سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي.....).
- ليكن لك واعظ من رسالة الله إليك كل يوم ومن وعظ ونصائح الآخرين.
- لزوم الصالحين وأماكن الصلاح (عليك بالمسجد دوما مع أهل الصلاح).
- المحاسبة المستمرة -يوميا قبل النوم- والمراجعة للأعمال.
*****
إستراتيجية التوبة: خُذ ورقة الآن، واكتب:
- لن أفوِّت فرصة رمضان، سيكون مطهرة لي من الذنوب، من الكسل والغضب وتضيع الوقت والتسويف
- عوِّد لسانك على الاستغفار.
- استشعر معنى طلب المغفرة في قلبك، تصوّر عامل يخطئ بحق سيد عمله، لا يسمع أوامره، ولا ينتهي عن نواهيه، كيف يعتذر، وكيف وضعه النفسي، قارن نفسك به، مع أن اعتذاره لبشر واعتذارك لخالق البشر.
salem2226@gmail.com