أهالي السويق يناشدون "الصحة" تنفيذ مشروع المستشفى المرجعي المؤجل منذ الخطة الخمسية السابعة

الرشيدي: مسؤولون أكدوا طرح مناقصة المشروع تزامنا مع الاحتفال بيوم النهضة

الخروصي: الحكومة لا تخطط لتقديم خدماتها بناءً على معيار الكثافة السكانية

البريدعي: الطفرة السكانية التي تشهدها السويق تستوجب توفير مستشفى مرجعى بالولاية

السعيدي:المراكز الصحية بالولاية غير مؤهلة لتقديم خدمات صحية متطورة

الجهوري: تأخير إنشاء مستشفى السويق راجع إلى عدم نشاط ممثلي الولاية في المجالس

الأهالي يضطرون إلى نقل مرضاهم إلى مستشفيات صحار ومسقط رغم المضاعفات

مستشفى الرستاق يرفض استقبال كثير من الحالات بدعوى ضيق سعته الاستيعابية

"الصحة" تقيم وحدة غسيل كلى بمكتب الوالي القديم بتكلفة ٤٨٠ ألف ريال

إنشاء مبنى لمتابعة الأمراض المُعدية ومركز صحي بضيان وإعادة بناء "صحي مشايق"

 

 

الرؤية-خالد بن علي الخوالدي

 

لم تشفع الكثافة السكانية والمساحة الكبيرة لولاية السويق لها لدى وزارة الصحة لتسارع في تنفيذ مشروع مستشفى السويق المرجعي المؤجل منذ سنوات، حيث يطالب الأهالي بسرعة إسناد المشروع للتخفيف من معاناة المرضى الذين لا يتحملون مضاعفات النقل على الطرق السريعة إلى مسافات بعيدة للوصول إلى مستشفيات مرجعية في صحار ومسقط، خصوصا في ظل رفض مستشفى الرستاق استقبال بعض الحالات بدعوى تبعيتها لمحافظة جنوب الباطنة. وأشار عدد من المسؤولين إلى أنّ مشروع المستشفى يؤجل من خطة خمسية إلى أخرى حتى بات خبر المستشفى بين الأهالي أقرب للشائعة منه إلى الخبر الحقيقي والمشروع المقرر أن تنفذه وزارة الصحة لخدمة الأهالي في ظل التوسع العمراني بالولاية وزيادة الكثافة السكانية من عام إلى آخر.

 

 

وقال سعادة الشيخ محمد بن خالد الرشيدي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السويقإنّمشروع مستشفى السويق أحد المشاريع التي أدرجت ضمن خطط وزارة الصحة منذ الخطة الخمسية السابعة (٢٠٠٦- ٢٠١٠) وتم تأجيله إلى الخطة الخمسية الثامنة (٢٠١١ -٢٠١٥) وجرى إدراجه ضمن المشاريع المنتظر تنفيذها في موازنة ٢٠١٥م، ومن خلال لقاءات مع المسؤولين بالوزارة أكدوا لنا أنّ هناك مجموعة من المشاريع ستطرح قريبًا لمجلس المناقصات أثناء احتفالات السلطنة بيوم النهضة المباركة هذا العام، ومنها مشروع مستشفى السويق، ونحن على أمل أن يتحقق ذلك في الموعد المحدد هذه المرة، حيث سبق وتمّ تحديد مواعيد مماثلة في السنوات الماضية ولم يحدث أي جديد.

 

وأضاف سعادة الشيخ محمد الرشيدي أن ولاية السويق من أكثر الولايات كثافة سكانية لكن حالها كحال كثيرٍ من الولايات الأخرى يوجد بها خدمات صحية أولية فقط وتستفيد من الخدمات الصحية المتقدمة من خلال مراجعة مستشفى صحار المرجعي ولم تشفع لها كثافتها السكانية في إقامة مستشفى مرجعي، كما هو الحال في المدن الكبرى والعاصمة مسقط لتوفير جميع الخدمات الصحية في مختلف الولايات والمحافظات.

 

تكمل اتفاقية تقديم الخدمات الاستشارية لإنشاء مستشفى السويق المرجعي العام، فهل هذه الدراسة تحتاج إلى سنة كاملة وعلى ماذا استقرت أوضاع مكونات المستشفى حسب علمك فقال الرشيدي من خلال المتابعة مع المسؤولين تم اطلاعنا في آخر اجتماع بوجود بعض الأهالي على الخرائط النهائية لمشروع المستشفى وتعتبر أعمال الاستشاري في إعداد الخرائط منتهية والحقيقة المشروع يشتمل على جميع الأقسام الطبية وتم إعداده بصورة مثالية تواكب هذا العصر وكذلك راعت الوزارة في إعداد الخرائط الخطط المستقبلية عند زيادة منشآت إضافية في المستشفى وسوف يشمل المستشفى أكثر من ٣٠٠ سرير بإذن الله.

 

وعن حجم معاناة الأهالي، قال سعادة الشيخ محمد بن خالد الرشيديإن أهالي الولاية يعانون من تأخر إنشاء المستشفى معاناة شديدة حيث إن مستشفى صحار المرجعي يبعد عنهم أكثر من ١٠٠ كيلومتر ومستشفى الرستاق كان لا يستقبل الحالات من السويق في وقت سابق، قبل أن يتغير الوضع نسبياً في ظل تكرار مطالبات الأهالي بالسماح باستقبال أبناء الولاية في مستشفى الرستاق، لكن الأمر لم يتغير كثيرًا في ظل ضيقالسعة الاستيعابية للمستشفى بما لا يتناسب مع الكثافة السكانية بالسويق، وهي معاناة ستستمر إذا لم تستعجل الوزارة بناء مستشفى السويق مع الوضع في الاعتبار عامل وقت التنفيذ، فلو أنّ العمل بدأ بالمشروع في العام 2016 فلن ينتهي قبل 3 سنوات على الأقل، في حال لم تحدث طوارئ وتأجيلات جديدة خلال تنفيذ المشروع، وهو ما يعني استمرار المعاناة لسنوات أخرى، لذلك نتمنى أن يكون مستشفى السويق إضافة متميزة لمشاريع الوزارة وأن يقدم خدمات جليلة للمواطنين والاستفادة من موقع المستشفى الجيد بين مستشفى صحار ومستشفيات مسقط كما أنّه يخدم عدة طرق منها طريق الباطنة الحالي وطريق الباطنة الجنوبي.

 

وأضاف الرشيدي أن مستشفى السويق خبره قديم وأهالي الولاية نسوا تلك المشاعر بسبب طول الانتظار وبعضهم أورثوا هذا الخبر لأبنائهم وأصبحوا عندما يسمعون أي أخبار عن هذا المشروع لا يكترثون لها ولسان حالهم يقول نرغب أن نرى هذا المشروع على الواقع إذا كان هناك مشروع بحق وليس على الورق أو عبر وسائل الإعلام، حيث إن أبناء الولاية يعيشون حالياً مرارة واقع المستشفى المجهول.

 

ونوّه سعادة الشيخ محمد بن خالد الرشيدي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السويق إلى الخدمات الصحية التي تستعد وزارة الصحة لتقديمها، ومنها وحدة غسيل الكلى في مكتب الوالي القديم وتم إسناد تجهيز المبنى لشركة الأنصاري برقم المناقصة 290/2104 بقيمة تزيد على ٤٨٠ ألف تقريبًا، ومشروع مبنى متابعة الأمراض المعدية على مساحة ٩٥٠ متراًفي موقعبين مجمع صحي السويق ومجمع الشرطة بالسويق وبهذا المشروع تكتمل المنظومة في عملية تجديد بطاقات العمالة الوافدة بولاية السويق بين ثلاث مواقع (دائرة القوى العاملة وشرطة عمان السلطانية وهذا المشروع) أما مشروع مركز صحي ضيان فقد تم اختيار موقعهالذي يخفف الضغط على مركز صحي البداية، ومن ضمن خطة الوزارة كذلك إعادة بناء مركز صحي مشايق حيث إن المبنى قديم وتجديده ضروري وحالياًيعد المركز من المراكز الصحية القريبة من طريق الباطنة الجنوبي وسيقدم خدمات لهذا الطريق الحيوي ونطالب الوزارة بالإسراع في إعادة بنائه كون مشروع الطريق الجنوبي حاليًا قيد الإنشاء.

 

أسباب غير معلنة

وقال المهندس بدر بن سيف الخروصي عضو لجنة الشؤون البلدية بولاية السويق إنّالسويق من "الولايات المؤجلة" بمعنى أنها تشهد تأجيل تنفيذ الكثير من المشروعات والخدمات بها، دون أسباب معلنة، وليس على النطاق الصحي فقط وإنما في مختلف المجالات، وللأسف فإنّالحكومة لا تنطلق في تقديم الخدمات من منظور الكثافة السكانية ولو كانت نتائج التعداد هي الفيصل في توفير الخدمات كما وعدنا بذلك منذ التعداد الأول عام 1993 كانت السويق الآن من أكثر الولايات في توفير الخدمات وذلك بسبب عدد السكان المرتفع في الولاية.

وأضاف المهندس بدر الخروصي أن الأهالي يسمعون عن مشروع إنشاء مستشفى في ولاية السويق منذ كنّا ندرس في الإعدادية وها نحن أكملنا خمسة وعشرين عامًا في العمل وقبلها عدة سنوات في الدراسة ولم ير هذا المستشفى النور إلى الآن ولا نعرف لماذا، ولو اطلعت على إحصائيات وزارة الصحة عن نسبة المراجعين للمستشفيات في صحار والرستاق لوجدت أن أهالي السويق يشكلون النسبة الكبيرة ولذلك فإنّ الأهالي يعانون من زيادة عدد حالات الوفاة التي وقعت في الطريق أثناء تحويل المرضى وكم من حالات الولادة التي حدثت في الطريق أيضًا، لذلك نتمنى أن يكون في الولاية مستشفى يتناسب والكثافة السكانية وتزويده بكادر طبي قوي يغني عن مراجعة أي مستشفيات أخرى.

وأكد المهندس بدر الخروصي عضو لجنة الشؤون البلدية بولاية السويق أن هذه ليست المرة الأولى التي يسمع فيها الأهالي أنباء عن إنشاء المستشفى ثم يذهب الخبر أدراج الرياح لذلك لم يعد الأهالي يصدقون أن هناك مستشفى سيقام في ولاية السويق حتى يرون الشركة المنفذة تباشر العمل بالفعل.

 

طموحات وآمال

وقال المهندس عادل بن سالم البريدعي إنّ ولاية السويق من الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة وهي في حاجة إلى مستشفى حديث ومتطور يواكب الطفرة التنموية في الولاية، وزيادة عدد السكان، ومما يدعو إلى الاستغراب تأخر الجهة المعنية في تنفيذ المستشفى الجديد رغم صدور الإعلان عن إنشائه منذ فترة طويلة، وهناك معاناة وشكاوي متعددة من قبل المواطنين بسبب بعد مستشفى صحار والرستاق ومعظم السكان لا تتوافر لديهم وسيلة النقل إلى هناك.

وأضاف البريدعي أن الأهالي يطمحون لأن يكون المستشفى على قدر واسع من الخدمات المتكاملة وأن تتوافر به كوادر طبية متخصصة ومؤهلة لخدمة المرضى وسلامتهم وأن يتوفر به جميع المرافق الخدمية وأن يراعى فيه تصميم المواقف الكافية لاستيعاب السيارات بدل الوقوف على الأرصفة وخلف السيارات الأخرى كما نراه في المستشفيات الأخرى وأتمنى أن نرى الأهالي بالولاية على قدر من الراحة النفسية والطمأنينة والسلامة التي يتمناها كل شخص على أرض هذا الوطن المعطاء، وأناشد المسؤولين والقائمين على مشروع إنشاء مستشفى السويق الجديد ضرورة المسارعة في تنفيذه بأسرع وقت ممكن وفي ظل الطفرة السكانية التي تشهدها الولاية فقد بات من الضروري التعجيل بإنشائه ليخدم جميع أهالي الولاية والولايات المجاورة.

 

مراكز غير مؤهلة

وقال راشد بن مسلم السعيدي إنّعدم تنفيذ مشروع المستشفى مع قرب انتهاء الخطة الخمسية الحالية،دليل على سوء التخطيط من قبل وزارة الصحة ومحاباة بعض الولايات على حساب ولايات أخرى رغم الكثافة السكانية لولاية السويق وإن كانت بالولاية مراكز صحية إلا أن هذه المراكز غير مؤهلة لتقديم خدمات صحية متطورة، وحسب علمنا فإن بناء المستشفى كان يفترض أن يبدأ تنفيذه قبل سنوات.

وأشار السعيدي إلى أنّالأهالي يضطرون إلى قطع أكثر من 100 كيلومتر للذهاب إلى أقرب مستشفى وهو مستشفى صحار، وفي ظل طول المسافة يتعرض بعض المرضى للمخاطر التي قد تؤدي بحياتهم أحيانًا قبل الوصول للمستشفى، كما أن مستشفى الرستاق يرفض استقبال الحالات المرضية من السويق فضلاً عن ازدحام طريق الباطنة مما يؤدي إلى تأخر الحالات المرضية، كما أنّ الأمر يزيد خطورة عند سقوط الأمطار ونزول الأودية التي تقطع الطريق في بعض الأحيان.

وأضاف السعيدي أأنّالطموحات كثيرة لكن نتمنى أن يضم المستشفى جميع العيادات التخصصية وزيادة أعداد الأسرة فيه، وكنّا قبل فترة تلقينا خبر إنشاء المستشفى بالفرحة والسعادة والسرور، لكن تلك الفرحة للأسف تحولت إلى واقع مرير مع ازدياد الحالات المرضية الحرجة دون إيجاد حل مناسب، وازدياد متوسط كبار السن في الولاية مما يتطلب وجود مستشفى مرجعي قريب منهم، إلى جانب زيادة عدد المواليد في الولاية مما يتطلب وجود قسم خاص لرعاية الأمومة والطفولة.

وقال علي بن مبارك بن مصبح الرشيدي عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية السويق إنّ الولاية من أكبر ولايات السلطنة من حيث المساحة وعدد السكان لذلك فإنّحاجتها للخدمات في جميع المجالات يجب أن تكون أكثر من غيرها ولهذا قررت الحكومة إنشاء مستشفى مرجعي في ولاية السويق يقدم خدماته لمواطني الولاية والولايات المجاورة ويجنب مواطني الولاية مشقة الذهاب إلى مستشفى الرستاق أو مستشفى صحار وهي مسافة طويلة جدًا، وكان المفروض أن يبدأ مستشفى السويق تقديم خدماته للمرضى من عدة سنوات لكن حتى الآن لم يبدأ العمل فيه بعد الإعلان عنه منذ عام 1998 في ظل عدم استشعار الحاجة الملحة لهذا المستشفى.

 

 

دراسات استشارية

وأضاف علي الرشيدي أن الأهالي ينتظرون أن يطرح مجلس المناقصات المشروع خلال يوليو الجاري بعون الله بعد أن استغرقت الدراسات الاستشارية عامين، ونتمنى ألا يتأخر طرح المناقصة عن هذا الموعد لان المواطنين يعانون الكثير من المشكلات نتيجة ترددهم بين مستشفى الرستاق ومستشفى صحار فالمخاطر التي يتعرض لها المواطنون نتيجة بعد المسافة ورفض مستشفى الرستاق استقبال المرضى هناك تعرض حياة المواطنين للخطر وقد تكررت عدة حوادث ووصل الأمر إلى وفاة المريض لذا ندعو المسؤولين إلى التحرك سريعا لطرح المناقصة والبدء في التنفيذ كما أتمنى إرساء المناقصة لشركات على مستوى عال حتى نتجنب التوقف بسبب الخسارة أو المشكلات الأخرى والتي يتعرض لها صغار المقاولين.

 

وذكر الرشيدي أن مستشفى السويق وكما هو مقرر له أن سيكون من أكبر المستشفيات في السلطنة من حيث عدد الأسرة وتنوع العيادات لذلك تمنى من الجهات المسؤولة مراعاة عدد السكان الذي يكاد يساوي ثلث سكان الباطنة وهو مستشفى يتوسط الباطنة شمالها وجنوبها وقريب من مسقط لهذا يجب أن يكون على مستوى عال من السعة والخدمة، وكل سكان ولاية السويق والولايات المجاورة ليس لهم شغل إلا السؤال عن المستشفى فهو حلم يتمنونتحقيقه بعد انتظارهم سنوات، وتوجه للمسؤولين بالاستعجال في تنفيذ المشروع لما له من أهمية كبرى والاهتمام بجودة الخدمات والسعة.

 

واتفق الشقيقان فهد بن سالم الجهوري وسلطان الجهوري على أن من أسباب تأخير إنشاء مستشفى السويق عدم وجود حراك من جانب أعضاء مجلس الشورى بولاية السويق، وأضاف: لو كان لدينا مسؤولون متحدثون لحصلت الولاية على خدمات متطورة، وقد استقبلنا سابقاً خبر إنشاء المستشفى بفرحة كبيرة لما يمثله من حق تأخر كثيرا لأبناء الولاية، فولاية السويق يوجد بها الكثير من المراكز الصحية ولكن بلا فائدة لعدم وجود مستشفى مرجعي متكامل، والمعاناة كبيرة بسبب صعوبات استقبال مستشفى صحم وصحار لأي حالة إلا بتحويل من أحد المراكز الصحية مع العلم بأن المستشفيات المذكورة أعلاه بعيدة عن إنقاذ الحالات الطارئة، لذلك نطمح إلى مستشفى بمواصفات عالمية لولاية تعد الأكثر كثافة سكانية بالسلطنة، فلا نريد جسدا بلا روح أو نسخة ثانية من مستشفى صحار ولا يهمنا فخامة المبنى بقدر ما يهمنا كفاءة الطاقم المعالج.

 

تعليق عبر الفيس بوك