الحوثيون ينشدون هدنة في اليمن خلال رمضان مع تصاعد قصف "التحالف".. ويهاجمون نجران وجيزان بالسعودية

صنعاء - رويترز

كشفتْ جماعة الحوثي اليمنية، أمس، أنَّ نقاشا يجري مع الأمم المتحدة بشأن وقف القتال حتى نهاية شهر رمضان للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين -في رسالة على صفحته عبر فيسبوك- إنه التقى مبعوثَ الأمم المتحدة الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمناقشة الأمر. ويقصف تحالف عربي المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران ووحدات تابعة للجيش ومتحالفة معهم منذ مارس في إطار حملة تهدف إلى إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة. وذكرت مصادر أن مبعوث المنظمة الدولية يجري مناقشات أيضا مع الحكومة الموالية لهادي والموجودة في السعودية للدفع باتجاه وقف القتال. ودعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى "وقف إنساني" للصراع خلال رمضان للسماح لجماعات المساعدات الدولية بتوصيل مساعدات غذاء ودواء ووقود مطلوبة بشدة. وقال الاتحاد الأوروبي إنه يدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار لأغراض إنسانية وطالب القوات بقيادة السعودية بتخفيف القيود على دخول السفن الموانئ اليمنية.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة "لا تزال التفاصيل غير واضحة فيما يتعلق بتاريخ البدء ومدة الوقف لأغراض إنسانية لكن المبعوث الخاص يرى أن هناك ما يدعو للتفاؤل بأن الأطراف ستتفق خلال الأيام المقبلة". والتزم الجانبان إلى حد بعيد بوقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام توسطت فيه الأمم المتحدة في مايو بهدف السماح بتوصيل الوقود والدواء إلى مدنيين محاصرين في مناطق الصراع.

وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر ونحّوا حكومة هادي جانبا وبدأوا في التوسع جنوبا وغربا. وانتقل هادي من ميناء عدن إلى السعودية في مارس بعد أن تقدم الحوثيون في معقله الجنوبي. وفرضت السعودية حصارا شبه كامل على اليمن الذي يعتمد كثيرا على الواردات. وترغب في منع وصول أي أسلحة للحوثيين. وأدى نقص الوقود في اليمن إلى انتشار الأمراض والمعاناة في اليمن إذ عادة ما يعتمد على مضخات تعمل بالوقود للحصول على الماء. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 20 مليون شخص أي 80 في المئة من سكان اليمن بحاجة لشكل ما من المساعدات.

وميدانيًّا، أعلن المقاتلون الحوثيون وحلفاؤهم في الجيش اليمني أنهم قصفوا عدة مناطق في مدينتي جيزان ونجران السعوديتين مما أدى إلى مقتل وإصابة عدة جنود. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون إن 13 قذيفة أطلقت واستهدفت عدة مناطق من بينها مطار جيزان. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري إن القصف أدى أيضا إلى تدمير معدات عسكرية. ولم يحدد المصدر عدد الجنود السعوديين الذين قُتلوا.

وكان التحالف كثف غاراته الجوية بشكل غير مسبوق خلال يومي الخميس والجمعة مستهدفة مواقع للحوثيين ومنازل لقياديين بالحركة وقوات الحرس الجمهوري في العاصمة صنعاء وضواحيها وفي محافظات صعده وحجه والحديدة وعدن ولحج وشبوه ومأرب والبيضاء والضاع ومناطق أخرى من اليمن. وقتلت الغارات ما لا يقل عن 16 شخصا في اليمن.

ويرى محللون أن تكثيف الغارات قد يكون مؤشرا على قرب إعلان هدنة انسانية جديدة، وأن السعودية تحاول استغلال الساعات الأخيرة قبل وقف اطلاق النار المأمول.

تعليق عبر الفيس بوك