يسرى المسكرية: العمل التوعوي يتطلب فهما واسعا وواضحا لماهيته قبل الشروع فيه

مسقط - الرؤية

أكدت الباحثة يسرى المسكرية أن التوعية باختلاف مجالاتها تتطلب فهما واسعا وواضحا لماهيتها قبل الشروع في إعداد برامجها وخططها لأنها تخاطب العقول لتغيير الأفكار والاتجاهات والسلوك، مما يستدعيمن العاملين في المجال التوعوي التثقيفيابتداء فهم طبيعة عمل المؤسسة ليتمكنوا من توصيلجميع رسائلها للجمهور، فلا يكفي الفهم العام الذي يأتي من تعريف بسيط لمفهوم التوعية كسبيل المثال أنها "عملية اكساب الفرد وعيا حول أمر معين أو عملية توصيل رسالة لجمهور بهدف تغيير أو تعديل لسلوكه الحالي"لوضع خطط كاملة لتغيير سلوك ما في جمهور المؤسسة، بل يتعدى ذلك إلىفهم واستيعاب هوية المؤسسة(الرؤية - الأهداف - الرسالة - القيم) التي تنبثق منها الهوية التوعويةلتعتمد عليها لاحقا برامج وخطط القسم التوعوي الإعلامي، وأقصد بالهوية التوعوية مجموعة من القيم والمعايير والسمات التييقوم عليها القسم التوعوي أوالتثقيفي بالمؤسسةويتميز بها وتتضمن (مجال التوعية -الرؤية -الرسالة - الأهداف(قصيرةوطويلة المدى)-نوعية الجمهور المستهدف -نوعية الرسائل التوعوية المراد توصيلها -آلية التقييم -السياسة الإعلامية ،... إلخ) ،

وقالت:إن مختلف المؤسسات التي تهتم بالجانب التوعوي تمتلك هوية توعوية معينة ولكن هناك عدم وضوح واستيعاب العاملين بالأقسام التوعوية أو التثقيفية بمفردات هذه الهوية، أو بالأحرى مدى معرفتهم بوجود هوية يفترض أن تكون المسار لعملهم،فلا يكفي للمؤسسة أن تضع هوية توعويةفقط لتملأ بها فراغات التعريففي المجلدات وصفحة الموقع الرسمي،الهوية لم تُرسم لتبقى محفوظة بين الأوراق وصفحات الإنترنت بل ينبغي أن تكون الأقسام التوعوية أو التثقيفية على دراية تامة بهويتهالتنبثق جميع الخطط والبرامج وفق ما هو مذكور لتحقيق ما تصبو إليه، فرؤية الهوية التوعوية هي التطلع المستقبلي الذي يجب أن يتطلع إليه القسم التوعوي بالمؤسسة

وأضافت: أن الرسالة هي المسار العمليلتحقيق هذا التطلع أما الأهداف فتحدد أولويات هذا المسار، إذن فالهويةهي الروح الدافعة للموظفين والتي يجب أن تتجلى حتى في طريقة تعاملهم في المؤسسة وطريقة التعاطي مع التحديات والأزمات. ولكي تكون الهويةمؤثرة ومستوعبة من قِبل الموظفين يجب أن تكون واضحة ودقيقة وملمة وتحفيزية وأن تنتقى مفرداتها بعنايةوألا يكثر فيها حشو الكلام، حيث إن كانت على النقيض من ذلك فلن تُعار أي اهتمام لصعوبة فهمها وتطبيقها وبالتالي سيحدث التخبط العشوائي لعدم وضوح مسار العمل مما سيوجد الصعوبات ولن تحقق الخطط أي نتيجة إيجابية، وهذا الحال أيضًا في عدم معرفة الأقسام بالهوية التوعوية، وهذا ما أُعول عليه أهم الأسباب في عدم نجاح هذه الأقسام،فإن تعمل دون رؤية واضحة ليس إلا استنزاف للجهد وهدر للوقت والمال فليس من السهولة تغيير سلوك ما في جمهور معين ولكن أن تكون وجهة الخططصحيحةوبأهداف واضحة سيسهل الأمر كثيراوهي أولى الخطوات لتحقيق الرؤية المقصودة،لذا أرىمن الضروري أن تضعها الأقسام المعنية نُصب العين حين وضع الخطط وتصميم المطبوعات واختيار آلية العملوذلكليسهل تحديد وجهةمسارالخطط والبرامج المراد تنفيذها، ومن هنا أدعو جميع المؤسسات المهتمة بالجانب التوعوي لمتابعة ذلك لرؤية النتيجة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة