إدريس بابا باحامد
مخطوط الدرر البهية في المناسك الحجية للشيخ خميس بن أبي نبهانجاعد بن خميس بن مبارك، أبو عبدالرحمن الخروصي الذيولدفي(1209هـ/ 1795م - وتوفي 1307هـ/ 1890م).وهو عالم وفقيه متمكن عاش في القرن الثالث عشر الهجري وأوائل القرن الرابع عشر، من بلدة ستال من أعمال ولاية العوابي، نشأ في كنف والده الذي أدركه في آخر أيام حياته وتلقى منه مختلف علوم الشريعة والأدب والتاريخ والسلوك وغيره، سكن فترة من الفترات قرية ستال، ثم انتقل إلى العوابي ثم إلى بلدة مسلمات عام 1288هـ 1871م، سافر إلى عدة بلدان خارج عمان من ذلك الهند سنة 1256هـ/ 1840م، ورحلة إلى الديار المقدسة سنة 1257هـ/ عاش حياته عفيفا زاهدا وقد ابتلاه الله تعالى بفقد بصره في العشر الأواخر من حياته إلا أنه ترك رصيدا مهما من المنسوخات والمؤلفات ولم أجد من ذكر أن هذا المخطوط له، ولعل الكثير وسم هذا المخطوط بعنوان: أوراد وأحكام في مناسك الحج. إلا أني أرجح أن يكون هذا المخطوط مؤلف آخر من مؤلفات الشيخ؛ ذلك أن الذين ذكروا أوراد وأحكام في مناسك الحج وصفوه بأنه جاء في مصنفين كبيرين، أما الدرر ففي مخطوط صغير ضمن مجموع في مناسك الحج.فمما تركه الشيخ:
1- نفائس العقيان الجامع لأشعار أبي نبهان.
2- قلائد الجمان في مدح ورثاء الشيخ أبي نبهان.
3- كتابان في الأشكال الرملية وتسيير النقطة.
4- الدرر البهية في المناسك الحجية.
توفي الشيخ في بلدة مسلمات سنة 1307هـ/ 1890م. عن عمر يناهز 98 سنة فهو من المعمرين ودفن في موضع الجناة من مسلمات. (فهد السعدي، معجم الفقهاء والمتكلمين ج1، ص 198 بتصرف).
المخطوط:
يقع هذا المخطوط في خزانة حرف الميم ويحمل رقم:(1315)،وهو في الحقيقة ضمن مجموع من مجاميع موضوع واحد في باب الحج، وهذا الكتاب بالتحديد لا يحوي صفحات كثيرة كما هو الحال في كثير من المخطوطات إلا أن الشيخ استطاع وبتوفيق من الله تعالى أن يجمع جميع أبواب الحج ومناسكه، لذلك كان الكتاب سهل التناول واضح المنهج، يضم المخطوط: 139 صفحة، وتضم كل صفحة من صفحاته ما يقارب21 سطرا، خطه الناسخ الشيخ عبد الله بن أحمد بن حمود الحسني بخط مشرقي ممتاز ورائع، مستعملا في ذلك إبداعا في الألوان، والخطوط، ومن الرائع في هذا المخطوط إن ورقه كان مصقولا، والمخطوط بحالة ممتازة وجيدة لا يظهر عليه أثر للقدم أو للخرم، مقاس كل صفحة من صفحاته حوالي 20 سم طولا و17 سم عرضا، تناول في الكتاب كل أبواب الحج وباختصار يفيد المتعلم ويذكر العالم، لا غرابة في أسلوبه ولا تكلُّف فهو أسلوب يسير بسيط واضح يصلح أن يكون كتابا تعليمًا في بابه. ومما يلاحظ عليه أن الترقيم مستمر فهذا الكتاب بدأ من صفحة 169 / 208.
بداية المخطوط:
يبتدئ المخطوط بقول الشيخبسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الأمة البشير النذير السراج المنير، محمد سيد المخلوقات، وسر الكائنات صلى الله عليه وعلى آله العالية مقاماتهم إلى أعلى الدرجات، نجوم الهدى ومصابيح الدجي الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، أما بعد، فيقول العبد الفاني أبو نبهان عبد الرحمن بن خميس الخروصي العماني: إني لما قصدت التوجه إلى بيت الله الحرام وزيارة نبينا خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام خطر ببالي أن أجمع فرائد ما وقفت عليه، وفوائد ما ساعدت العناية في القراءة بالمصير إليه...× (ص 1من الخطوط).
نهاية المخطوط:
وينتهي هذا الكتاب من هذا المجموع بقول المؤلف رحمه الله تعالى هذا ما تيسر لنا من النيات والأدعية والأذكار في مناسك الحج من أول خروجه من وطنه إلى رجوعه إليه والحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي ألفه الشيخ الفقيه النزيه الزاهد خميس بن سيدنا العلامة أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي رحمهما الله، تم الكتاب كما وجدته وأنا استغفر الله من الزيادة والنقصان والغلط والنسيان وكان الفراغ من نسخه يوم الثلاثاءلثلاث مضين من شهر ربيع الآخر سنة 1380هـ، وذلك بقلم الراجي رحمة مولاه الكريم عبده عبد الله بن أحمد بن حمود الحسيني بيدي وقد نسخته على وجهالاستعجال كما يشاهد وأسأل الله عفوه، تمَّ× (ص 208 من المجموع وهو آخر صفحة من هذا الكتاب).
مقتطفات من المخطوط:
يعد هذا المخطوط كما أسلفت الذكر من المخطوطات المهمة في بابها، ذلك لروعة أسلوبه واختصاره المفيد فقد حاول المؤلف الابتعاد عن التطويل الممل في المؤلفات و الاختصار المخل في ذلك، ولذلك سأختار من هذا المخطوط بابا منه لفتح شهية القارئ، يقول الشيخ ذاكرا بعض ما يقال عند منى وعند عرفة من أذكار وأدعية:
وبعد ذلك يلبي ويكثر منها، دعاء يقرؤهعند وصوله منى، فإذا وصلها قال: اللهم هذه منى وهي مما دللت عليه من المناسك فامنن عليّ فيها وفي غيرها بما مننت به على أوليائك، وأهل طاعتك، فها أنا عبدك وبين يديك وفي قبضتك.
دعاء يقرأه عند خروجه من منى قاصدا عرفات فيقول: اللهم إليك صمدت وإياك رجوت وعليك اعتمدت وإليك توجّهت ووجهك أردت فأسألك أن تبارك لي في وجهتي وأن تقضي لي في عرفات حاجتي، وأن تباهي اليوم بي من هو أفضل مني.
دعاء: فإذا أتى عرفات يقول: اللهم ارزقني في هذا المنزل جوامع الخير كله، وأعذني من جوامع الشر كله، وعرفني فيها ما عرفت أولياءك وأهل طاعتك واجعلني متبعا لسنتك، وسنة نبيك محمد r.
دعاء عرفة بعد زوال الشمس: إذا وفقت فينبغي لك أن تقرأ الفاتحة والمعوذتين وسورة الإخلاص وعشر آيات من آخر البقرة وآخر الحشر ويكثر من قول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم يستغفر لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات، ويلبي في خلال التكبير .
دعاء آخر من أفضل الأدعية وأجلها وأوجزها وهو المعروف بدعاء الأنبياء و الملائكة وهو : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصل اللهم على سيدنا محمد النبي وآله وسلم،.
دعاء آخر عند الوقوف بعرفة: يقرأ آية الكرسي مائة مرة وقل هو الله أحد مائة مرة وقيل ثلاثا وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة والتهليل مائة مرة، مثل قوله لا إله إلا الله وحده لا شرك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ويكبر مائة مرة ويقول: ماشاء الله لا قوة إلا بالله مائة مرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم كذلك.
وقد اخترت لك أيها القارئ هذه الأدعية لأهمية عرفة وأهمية الدعاء فيها والله الموفق والحمد لله رب العالمين، إنه من وراء القصد وهو يهديالسبيل.