"معركة كونسيبسيون".. الأرجنتين تلقن الباراجواي درسًا قاسيًا في كوبا أمريكا وتمريرات ميسي تحسم اللقاء

الرؤية- أحمد السلماني

ما الذي حدث في الملعب البلدي بمدينة كونسيبسيون في تشيلي؟ وحده مارتينو مدرب التانجو الأرجنتيني يعرف الإجابة ولا عزاء للمدير الفني للبارجواي دياز، سوى أن مغامراتهوفتيانه الشجعان انتهت على أسوار العاصمة الأرجنتينية بوينيس آيرس، ويبدوأنّ البرازيل كانت محظوظة بخروجها من دور الثمانية فقد يتكرر مشهد نصف نهائي كأس العالم عندما سحقتها ألمانيا بالسبعة.

وسحقت الأرجنتين الباراغواي في نصف نهائي كوبا أمريكا بستة أهداف مقابل هدف وحيد، ربما لا تعبر النتيجة عن سير الشوط الأول، ولكنها مستحقة خالصة وأرسلت رسالة في اتجاهين واحدة ذهبت إلى منتقدي العقم الهجومي لميسي ورفاقه والأخرى للمستضيف تشيلي التي ستقابل الأرجنتين بعد إقصائها للمفاجأة الكبرى البيرو السبت المقبل.

المنتخب الأرجنتيني دائماً ما يبدأبسيرجيو روميرو في حراسة المرمى وأدخل تعديل وحيدا على تشكيلته الأخيرة بإشراك مارتن ديميكيليس في الدفاع بدلاً من إزيكيل غاراي، بجوار نيكولاس أوتامندي وبين ثنائي الأظهرة بابلو زاباليتا وماركوس روخو، في الوسط خافيير ماسكيرانو ولوكاس بيليا وخافيير باستوري، تحت الثلاثي الهجومي ليونيل ميسي وسيرجيو أغويرو وأنخيل دي ماريا.

على الجانب الآخر بدأ منتخب باراغواي بـ4-4-2 بدايةً من جوستو فيلار في حراسة المرمي، بابلو أغيلار وبابلو دا سيلفا وبرونو فالديز وإيفان بيريس في الدفاع، درليس غونزاليز وفيكتور كاسيريس وريتشارد أورتيز وإدغار بينيتيز في الوسط تحت ثنائي هجومي مكون من روكي سانتا كروز ونلسون فالديز.

باراغواي على عكس مباراة الافتتاح وكافة خصوم التانغو في البطولة أظهرت نوعاً من الندية لبعض فترات الشوط الأول، معتمدة على بناء جداري دفاعي في مواجهة هجوم كاسح، إلا أن التفوق الأرجنتيني جاء عبر كرة شابها الكثير من التوفيق في تهيئتها والتميز من جانب روخو في إنهائها معلنا التقدم لبلادة في الدقية 15.

عاب تشكيل باراغواي في الطريقة الدفاعية كثرة العناصر الهجومية خاصةً على الأطراف، فغونزاليز وبينيتيز ذوا خصائص هجومية خالصة، بالإضافة لتمركز سيء من الدفاع في بعض اللقطات، فبرغم النشاط الباراغوياني عقب الهدف الأول، جاء الهدف الثاني من مهزلة في التمركز، ميسي يمرر كرة لباستوري وسط ثلاثة لاعبين دون أدنى نية لإبداء أية ردة فعل، وبالتالي لم يتردد باستوري في تسجيلها رغم الحصار الدفاعي ولكن اكتفى بالمراقبة من بعيد ليشاهد الكرة وهي تمزق شباك فيلار.

تغييرا رامون دياز المدير الفني لمنتخب باراغواي جمعا بين الاضطرارية وصحة التصرف، فمن الصحيح والثابت أنه اضطر لإخراج غونزاليز وسانتا كروز تباعاً للإصابة، إلا أن نزول بوباديلا منح الجبهة اليمنى اتزاناً ولكن حساباته خابت في كون أغيلار بقي وحيداً، كما أن لوكاس باريوس كان بالتأكيد خياراً أفضل من فالديز الذي سحبه بنفسه مطلع الشوط الثاني، ولكن بعد خراب مالطا.

عدوى سوء التمركز انتقلت سريعاً للجانب الأرجنتيني الأفضل عالميا في التنظيم الدفاعي بجانب الألمان، ليجد لوكاس باريوس كرة عائدة وسط غياب الرقابة من جانب الدفاعات الأرجنتينية والمندفعة للمقدمة، فيرسلها بكل ما أوتي من قوة في شباك روميرو، ديميكيليس استيقظ متأخراً، فيما تغيب أوتامندي عن المشهد لسبب غير معروف.

انتهى الشوط الأول مهدداً بسيناريو دور المجموعات، قبل أن تنتفض الأرجنتين وتغتال الطموح الباراغوياني في 7 دقائق فقط بهدفين لأنخيل دي ماريا أسوأ لاعبي الشوط الأول،دي ماريا كان أحوج ما يكون لهذا الهدف وفي ذلك التوقيت، فاللاعب عانى من أزمة ثقة طاحنة منذ خروجه من ريال مدريد ووضح أثرها على أدائه طوال البطولة، ليتبع ذلك بالهدف الثاني من متابعة لتسديدة باستوري الذي أدى أفضل مباراة ربما في مسيرته الكروية.

لا يوجد الكثير ليقال،فبعد الهدف الرابع استسلمت باراغواي للأمر الواقع، واتجهت الأذهان الأرجنتينية إلى العاصمة التشيلية سانتياغو حيث سيقام النهائي ضد المضيف، لا داعي للمزيد من الإرهاق، ولا لحصول ميسي على إنذار عديم الفائدة يكلفه الحرمان من خوض اللقاء الأخير.

كل ما بقي ليقال بات هباءً، فأوريول روميرو لن يعيدك من تأخر بفارق ثلاثة أهداف أمام الأرجنتين بنزوله بدلاً من فالديز، وبانيغا كالعادة حل محل باستوري، تلاه مشاركة نأمل في عدم تكرارها لفيرناندو غاغو بدلاً من ماسكيرانو الذي استحق أن يستريح عقب مجهوداته الهائلة طوال البطولة.

أخيراً استرد دي ماريا عافيته وتركيزه ليضع عرضية رائعة على رأس أغويرو، لم يكلف برونو فالديز ودي ماركوس نفسيهما عناء مضايقته وهو يسجل منها، ليخرج ويأتي هيغوايين بدلاً منه مسجلاً السادس للأرجنتين عن جدارة واستحقاق في نهائي كوبا، وعلى المنتخب البرازيلي أن يحمد الله على خروجه من دور الثمانية.

تعليق عبر الفيس بوك