خبراء: الاكتتابات الأولية فرصة ثمينة لاستثمار الأموال المدخرة وزيادة حيوية سوق المال

◄ الرئيسي: اكتتاب "العنقاء" كشف حجم السيولة النقدية الوارد الاستفادة منها في مشاريع اقتصادية

◄ السيابي: تحقيق جدوى من الاستثمار يتعارض مع البيع السريع

◄ العبري: الثقافة الادخارية تتزايد مع زيادة الوعي الاستثماري

أكَّد خبراءُ ومُحللو أسواق مال أنَّ الاكتتابات الأولية تحمل أهمية كبيرة للمستثمر والبورصة على حدٍّ سواء.. مشيرين إلى أنها تكفل الاستمرارية والنمو والتطور وزيادة الحيوية في السوق.

وقالوا إنَّ الاكتتابات تُمثل قناه رئيسية ومُهمَّة تضمن التحفيز على الادخار، ومن ثمَّ توجيهها -سواء أكانت تلك المدخرات للأفراد أم المؤسسات المحلية والأجنبية- وتوظيفها لتمويل المشاريع الاقتصادية التي يبادر إليها المستثمرون. وأضافوا بأنَّه من خلال السوق الأوّلي تدخل مشاريع جديدة وتنمو مشاريع قائمة وتتوسع الفرص المتاحة للاستثمار، وتولد فرص عمل جديدة، وترفد الاقتصاد بقيمة مضافة جديدة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية. وتابعوا بأن الاكتتابات الأخيرة في سوق مسقط الأوراق المالية كشفتْ حجمَ السيولة التي يُمكن أن توفرها الاكتتابات الأولية لتمويل المشاريع الجديدة أو القائمة، وهو ما أكَّده إجمالي قيمة الأسهم المكتتب فيها في أسهم شركة العنقاء للطاقة، والتي جاوزتْ مليارَ ريال عماني (2.6 مليار دولار)، وغطى بذلك ما يزيد على 9 مليارات سهم.

مسقط - مُحمَّد البلوشي

وقال حسين بن علي الرئيسي الرئيس التنفيذي لشركة الأمين للأوراق المالية، إنَّ أسهمَ الطاقة تعدُّ من الأسهم الجيدة في السوق، وتوزع عوائد مالية جيدة.. مشيرا إلى أنَّ الاكتتابات الجديدة تعمل على تعميق السوق وتخلق فرصا استثمارية، مع الإشارة إلى الإقبال الكبير الذي شهده اكتتاب شركة العنقاء، والذي بلغت تغطيته 18 مرة، واستطاع أن يتجاوز المليار ريال عماني.

وأضاف الرئيسي بأنَّ اكتتاب سهم شركة العنقاء للطاقة أظهر وجود سيولة نقدية يُمكن الاستفادة منها في مشاريع اقتصادية، وطرح مزيد من الاكتتابات الجديدة؛ وذلك بهدف تنشيط عجلة الاقتصاد واستثمار تلك الموارد في مشاريع إقتصادية إنتاجية تعمل على توفير الخيارات الوظيفية للشباب. وأشار الرئيسي إلى أهمية التركيز على الاستثمار طويل الأجل، وعدم تبنِّي سياسة الخروج السريع لتعظيم الفائدة، والتي من شأنها أن تساعد المستثمرين على تحقيق عوائد مجزية مع بدء الجهة المصدرة توظيف الأموال المكتتب بها في أنشطة استثمارية لها تأثير في حركة الاقتصاد الوطني وتحقق عوائد مجدية.

تعجل المستثمرين

فيما قال ذياب بن خلفان بن هديب السيابي المدير التنفيذي لشركة تواصل للخدمات المالية والاستثمارية: إنَّ طبيعة الاستثمار بعد الانتهاء من فترة الاكتتابات مباشرة، يعتمد على المستثمر نفسه في المقام الأول.. موضحا أنَّ بعض المستثمرين يكتتبون بأموال خُصِّصت لأغراض غير الاستثمار في سوق الأوراق المالية، مثل بناء أو شراء منزل أو سيارة أو غيرها من الاحتياجات الضرورية؛ وبالتالي يقوم ببيع الأسهم في الأيام الأولى للتداول على السهم، وهؤلاء يحاولون استثمار السيولة المتاحة في فترة زمنية بسيطة.

وأضاف بأنَّ الاستثمار المجدي ليس في البيع السريع، بل الاحتفاظ بالأسهم لفترة زمنية أطول والاستفادة من العوائد أو فارق السعر.. لافتا إلى تجربة أسهم شركات الطاقة، خصوصا في أسهم شركات الباطنة والسوادي التي تمَّ التداول عليها في الأيام الأولى على 150 بيسة، إلى أن وصلت حاليا إلى 200 بيسة ويزيد. وأوضح أنَّ هذا الفارق في السعر يُمكن أن يستفيد منه المستثمرون، لاسيما وأنَّ أسعار الأسهم عند الاكتتاب هي أسعار جيدة، وننصح المستثمر الذي ليس لديه التزمات مالية بأن ينتظر، ولا يتعجل في البيع السريع وبأن يفكر بالاستثمار طويل الأجل.

سياسة التخصيص

وأكد محمد بن سعيد العبري مدير عام المديرية العامة للإصدارت والإفصاح بالهيئة العامة لسوق المال، أنَّ الاكتتابات الأخيرة وما أفرزته من نتائج حول أحجام الطلب على أسهم الشركة المصدرة للأوراق المالية توضِّح أنَّ الثقافة الاستثمارية والادخارية لدى أفراد المجتمع آخذة في الاتساع، إلى جانب أنَّ السوق استطاع خلال السنوات المنصرمة أن يكسب ثقة المستثمرين. وتابع بأنَّه في ظلِّ هذا الإقبال الكبير على الاكتتابات تُراعي الهيئة العامة لسوق المال صغار المساهمين عند التخصيص وفق سياسة متبعة مع الاكتتابات؛ حيث تقوم الهيئة بدراسة الوضع المتعلق بتخصيص الأسهم، آخذة في الاعتبار منح تخصيص جيد لصغار المكتتبين لتوفير فرص استثمارية في سوق مسقط للأوراق المالية لشريحة جديدة من المستثمرين وضخ دماء جديدة للسوق، والحد من ظاهرة التمركز في الملكية والذي تعاني منه معظم أسواق المنطقة، وهذا بالطبع سيوسِّع قاعدة المشاركة في أسواق المال والتداول في الأسهم؛ وذلك بزيادة عدد المستثمرين في السوق.

فرص استثمارية

وقال سعود العبري (مُستثمر) إنَّه لم يهتم في البداية بالاستثمار في سوق الأوراق المالية؛ نظرا لعدم تفرغه، لكن مع إقبال عدد من زملائه في فترات سابقة يقومون بعملية الاكتتاب في إحدى الشركات، ومن حينها قام بالتجربة للمرة الأولى في اكتتاب أسهم الباطنة والسوادي للطاقة؛ وبالفعل حقَّق ما كان يصبو إليه من استثمار في هذه الأسهم رغم حجم المبلغ الصغير. وأضاف: "أعدت الاستثمار في أسهم شركة العنقاء للطاقة والتي ارتفعت 40% مع أولى صفقاتها، وهذه كانت فرصة جيدة لي لاستثمار بعض الأموال التي كنت قد ادخرتها". وتابع العبري: "أتمنى أن تستمر الاكتتابات الأولية في سوق مسقط للأوراق المالية، وأن تقوم الجهات المعنية بتخصيص بعض الشركات، وأن تدرج شركات جديدة".. مشيرا إلى أهمية زيادة عدد الأسهم المخصصة لصغار المساهمين حتى يُحققوا أهدافهم الاستثمارية، ويستثمروا مدخراتهم بما يحقق لهم العائد الاستثماري الجيد.. موضِّحا دَوْر الاكتتابات الأولية في استثمار الأموال المدخرة.

تعظيم الفائدة

فيما قال حاتم المعشري إنَّه يستطيع في كلِّ اكتتاب أنْ يُحقِّق الأهداف الاستثمارية المحددة.. مشيرا إلى أنَّ هناك فائدتين من الاكتتابات الأولية؛ أولهما: في حالة البيع السريع خلال الأيام الأولى للسهم، فإنَّ هناك عائدا لا يقل عن 20 في المئة، وهذا ربح جيد خلال فترة وجيزة، مع الإشارة إلى أنَّ هذا العائد ارتفع في أسهم شركة العنقاء للطاقة ليصل إلى قرابة 40%.

وأضاف المعشري: أمَّا الفائدة الثانية؛ فتتمثل في التوزيعات المالية لبعض شركات، خصوصا شركات الطاقة التي جاءت توزيعاتها جيدة؛ وبالتالي يُمكن التأكيد على أنَّ الفائدة المرجوة من الاستثمار يمكن تحقيقها في حال البيع السريع أو الاحتفاظ بالأسهم، مع الإشارة إلى قراءة نشرة الإصدار بشكل جيد، وأنصح بالاستثمار طويل الأجل لتعظيم الفائدة.

تعليق عبر الفيس بوك