مسقط - العُمانيَّة
يُقدِّم قسم طب الطوارئ بمستشفى جامعة السلطان قابوس الرعاية الصحية العاجلة والخدمات الطبية الطارئة والعناية لمرضى الحالات الطارئة والحوادث والإصابات. ويُعد قسم طب الطوارئ بمستشفى جامعة السلطان قابوس من أكبر أقسام الطوارئ في السلطنة، وهو يستقبل أكثر من 60 ألف مراجع سنويًّا، كما يقوم بتدريب الطاقم الطبي بشكل مُستمر من خلال برامج معتمدة من كلية الطب والعلوم الصحية والمجلس العماني للاختصاصات الطبية لضمان الجودة في الأداء وزيادة الكفاءة في العمل والبقاء دوماً على اتصال بأحدث المستجدات العلمية.
ويضمُّ قسم طب الطوارئ بالمستشفى الجامعي أحدث الأجهزة الطبية كالأجهزة التي تستخدم في حالات الإنعاش القلبي، وجهاز أشعة الأمواج الصوتية، وأجهزة التنفس الصناعي كالتي توجد في قسم العناية المركزة أو أقسام التخدير، والقسم مُجهَّز بكل الأجهزة الضرورية للتعامل مع الحالات الطارئة التي ترتاد القسم. ويحرص القسم على توفير خدمات سيارات الإسعاف لجميع أقسام المستشفى ونقل المرضى، كما يقوم بتقييم جميع الحالات التي تصل إليه لضمان العمل ضمن مستوى الجودة.
وتعتبر المهام والواجبات والأعمال المنوطة بقسم طب الطوارئ كثيرة، وتتمحور حول التشخيص السريع والعمل على استقرار الحالات الحرجة في أقل وقت ممكن، ويقوم طبيب الطوارئ بواجبه المتمثل في إنقاذ المريض والعمل على استقرار حالته، ليتم تسليمه إلى الطبيب المتخصص الذي يقوم بعناية الحالة بعد ذلك؛ سواء كانت باطنية أو جراحية أو قلبية.
وتنقسمُ الحالات التي تصل إلى قسم الطوارئ إلى نوعين؛ النوع الأول: يتصل بحالات تصل من خلال سيارة الإسعاف بالهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف التي يتم التنسيق المسبق فيها مع القسم لإجراء اللازم من الإجراءات والاستعداد لاستقبال الحالة. والنوع الثاني: يتصل بحالات تصل للقسم بصفة شخصية ويتم التعامل معها حسب درجة الحالة وخطورتها. ويتعامل القسم بطرق مختلفة مع الحالتين؛ حيث إنَّ الحالات التي تصل إليه من خلال الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف يتم إدخالها مباشرة للغرف السريرية؛ لأنها تكون أكثر خطورة ويجب التعامل المباشر معها، وعادة يتم الاتصال على الخط المباشر المخصص لاستقبال مثل هذه الحالات الخطرة؛ للإبلاغ عن الحالة وتجهيز تقرير مبسط عنها، وتقدر الإحصائيات أنَّ أكثر من 90% من هذا النوع من الحالات تكون من أثر الحوادث المرورية التي تستدعي التدخل المباشر. كما تصلُ للقسم حالات بصفة شخصية يتم التعامل معها بسرعة حيث تدخل الحالة لغرفة التقييم المبدئي ويتم تشخيص الحالة عن طريق التاريخ المرضي والعلامات الحيوية للمريض وفحص الحالة.
ويتمُّ تصنيف المراجعين لقسم طب الطوارئ إلى خمس درجات حسب أهمية وخطورة الحالة، وكل صنف يحدده لون معين متعارف عليه بين طاقم العمل الطبي في الطوارئ؛ حيث إنَّ كلَّ لون يُحدد حدة وخطورة الحالة من الخطرة إلى الأقل خطورة؛ وذلك يعني أنه لا تتم دائما رؤية المرضى حسب الترتيب الزمني لحضورهم، وإنما حسب درجة خطورة الحالات. وفي التصنيف، يُعد الأزرق هو اللون الذي يحدد الحالات الخطيرة والمستعجلة التي يجب أن تعاين مباشرة حال وصولها لقسم الطوارئ، وفي مثل هذه الحالات يجب أن يتم إسعافها من قبل الطاقم الطبي والتمريضي مباشرة في قسم الطوارئ. ومثال على هذه الحالات: الحالات الخطيرة الناجمة عن حوادث السير، والحالات التي تحتاج إلى إنعاش قلبي ورئوي، والأزمات القلبية.
أما الأحمر، فهو اللون الذي يُحدد الحالات المستعجلة والتي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، وتتـضمَّن هذه الحالات ضيق التـنفس الشديد والجلطات الدماغية، وتلقى الرعاية الأولية من الطاقم التمريضي فور وصولها.
فيما تندرج تحت الأصفر الحالات التي قد تتحول إلى حالات حرجة وخطيرة إذا لم تتم معالجتها؛ ومثال هذه آلام البطن التي تكون معها علامات المريض الحيوية مستقرة، والمرأة الحامل التي تعاني من نزيف خفيف، والصداع الشديد الذي لا يصاحبه تقيؤ أو إصابة بالرأس.
أما اللون الأخضر؛ فهو يُحدد الحالات الأقل خطورة من بين كل الحالات؛ فهي تتضمن مثلا الإصابات الرياضية الخفيفة، والالتواء الكامل وتكون العلامات الحيوية لديه مستقرة. كما أنَّ الحالات الخضراء لا تستقبل في حال وجود حالات خطيرة وطارئة حيث تلقى هذه الحالات الاهتمام الأكبر وسوف يتم تحويل الحالات الخضراء إلى المراكز الصحية. واللون الأبيض تندرجُ تحته الحالات غير الطارئة وغير العاجلة، والتي تلقى الاهتمام والرعاية من المراكز الصحية، وتحوَّل تلقائيًّا إليها؛ ومثال ذلك: تنظيف الجروح، وصرف أدوية المريض المزمنة مثل حبوب الضغط.
ويتمُّ علاج الحالات في قسم الطوارئ بالأولوية وليس بالأسبقية؛ حيث تقسَّم الأسرة كالآتي: 6 أسرة للإنعاش (أحدها لإنعاش الأطفال)، وسريران للحوادث الخطيرة، وسريران للعزل، و4 أسرة للأطفال، وسرير للولادة، وسرير لطوارئ النساء، وسرير للعلاج، و7 للحالات الأخرى. ويتكوَّن الطاقم الطبي بقسم طب الطوارئ من فريق طبي متكامل يعمل به استشاريون وأطباء وإخصائيون وممرضون وفنيون وإداريون، ومتدربون من المجلس العماني للاختصاصات الطبية، واستشاري أو إخصائي أول كمشرف عام على الفريق الطبي لتقييم الحالات، وبالخصوص الحالات الخطيرة التي تستدعي التدخل السريع.
وتوضِّح الدراسات أنَّ ما يقرب من 30 ألفاً من مراجعي قسم الطوارئ خلال العام 2014م تُعتبر حالات غير طارئة، وهي التي لا تستدعي حالتها الصحية دخول الطوارئ بل تعتبر بسيطة بإمكانها المغادرة في الحال والتوجه إلى المركز الصحي أو مستشفيات أخرى. ويشهد قسم الطوارئ بالمستشفى الجامعي عملية توسعة كبيرة حيث يتم إنشاء مبنى جديد لطوارئ الأطفال، ويحتوي على طاقة استيعابية بحدود 22 سريرا للحالات الطارئة للأطفال وللترقيد المؤقت، وجارِ العمل على توفير أشعة مقطعية خاصة بالطوارئ، وزيادة عدد غرف الملاحظة. ومن المتوقع الانتهاء منها خلال السنتين المقبلتين.
ويُذكر أنَّ الحالات الطارئة هي الحالات التي تؤثر على التنفس والنبض والعلامات الحيوية الأخرى للإنسان، والحالات التي تؤثر على درجة الوعي أو التي يمكن أن تسبب إعاقات أو تشوهات أو تؤثر على حياة الإنسان بأي طريقة أخرى، وهي الحالات العاجلة التي يجب أن تعالج في قسم الطوارئ.