حديد:الجائزة ليست إنجازًا شخصيا وإنما انعكاس لما تزخر به السلطنة من كوادر مؤهلة

 

فاز الشاب حديد بن جمعان بيت شمسة بجائزة ماريوت العالمية للتميّز، وهوأحد أفراد طاقم عمل منتجع "ماريوت-صلالة" المجتهدين من أصحاب الهمم العالية، والذي واجه تحديات اجتماعيةوعملية عدة في مشوار عمله كموظف خدمة عملاء في منتجع ماريوت واضعاً نصب عينيهالارتقاء في السلم الوظيفي حتى يكون يوماً ما أحد أعضاء الإدارة معولاً على اكتساب المهارة والخبرة والصبر الكثير في سبيل تحقيق هدفه.

 

الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية

ويعمل حديد، البالغ من العمر27 سنة وهو من سكان ولاية مرباط بمحافظة ظفار، من 12 إلى 16 ساعة يومياً متحدثاُ اللغتين الإنجليزية والأوردو إضافة إلى لغته العربية الأم، ويسرد حديد تفاصيل تجربته العملية، حيث بدأ مشواره بالعمل بوظيفة "حامل حقائب " بالمنتجع، ونظرا لأن بعض الشباب العمانيين يترفعون ويعزفون عن العمل في مثل هذه الوظائف الدنيا لكونها لا تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية، ومنهم من يرى أن مثل هذه المهن الدنيا لا تليق بمستوى الحياة المعيشية لكن طموحات حديد جعلته يتخذ من العزيمة والإرادة فرصة لتغيير النظرة التي تسيطر على أذهان البعض، ليقبل على العمل في مهنة (حامل حقائب) من منطلق إيمانه كغيره من الشباب العمانيين بأن العمل الشريف مهما كان نوعه ليس عيبا أو عارًا، وأن يأكل الفرد من عرق جبينه خير له من البطالة والجلوس ضمن قائمة الانتظار الطويلة والتي لا يزال البعض من الشباب العماني يتبعها لعل وعسى أن تأتيهم فرصة بالعمل في إحدى المؤسسات الحكومية أو مكتب مكيف بإحدى شركات القطاع الخاص، وكان له ما أراد حين حصل على أول وظيفة مكتبية له كموظف استقبال، وكانت أولى خطوات تحقيق الطموح، ليٌفاجأ بعدها بحصوله على جائزة التميّز لموظفي منتجعات ماريوت العالمية من بين ما يقارب 150 ألف موظف لدى منتجعاتها البالغ عددها 3900 منتجع في 72 دولة حول العالم، في حفل تمّ تنظيمه في بيثيسدا بولاية ماريلاند الأمريكية حضره ما يقارب الـ800 فرداً، ليصبح حديد ثاني موظف ينال الجائزة على مستوى دول الشرق الأوسط منذ تأسيسها في عام 1987م.

 

فخور بما أنجزت

ويقول حديد بنظرة متفائلة ممزوجة بابتسامةمن كانت المثابرة أساس عمله، والطموح رفيقا لدربه، عن لحظات التتويج: هناك عبارة دائما ما أرددها مع نفسي وهي (جمال حياتكبكثرة إنجازاتك) فما أجمل أن تكون دوما من أهل النجاحوتتجنب أسباب الضعف والفشل، وبكل تواضع أقولها(إنني فخور بما أنجزت حتى اللحظة)، فلا أستطيع عبر هذه السطور أن أعدد ما أعبر عن مدى التغير الذي حصدته في مشوار حياتي العملي، والاجتماعي بشكل خاص جدا، واليوم كلي ثقة أن الشباب العماني قادر على التميز في مجال عمله مهما كانت وظيفته، فاليوم مقياس التميز ليس الدرجة الوظيفية أو المؤهل العلمي بل الجد والاجتهاد والمثابرة والسعي إلى التميز قادر على أن يحقق المستحيل، ما حصدته من تكريم وأنا بوظيفة (حامل حقائب) والتي قد يسخر منها البعض استطعت أن أحقق بها ما لم يحققه غيري ممن يتقلد المناصب العليا، وقد تكون وظائف قيادية، فيجب ألا نستهين بأعمالنا مهما كانت، فهذه الحياة ومتطلباتها، والإنسان الطموح قادر على العطاء والتميز وصنع ذاته من الصفر، وهذا هو الفرق بين من يرغب أن يضع له بصمة ضمن الأسماء العالمية.

وحول جائزة ماريوت العالمية يقول حديد إنه تم تأسيس جوائز ماريوت للتميّز منذ عام 1987م تكريماً لمؤسس الشركة حيث يتم تقديم الجائزة سنوياً بناء على ترشيحات الرؤساء ضمن المواصفات الخمس المدرجة على لائحة الجائزة والتي تتضمن الإنجاز والشخصية والتفاني والجهد والمثابرة. وتم تكريمي ضمن العشرة موظفين المكرمين لدى منتجعات ماريوت العالمية البالغ عددها 3900 منتجعاً في 72 دولة حول العالم في حفل تحت رعاية بيل ماريوت جونيور، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة ماريوت العالمية بولاية ماريلاند الأمريكية.

وأوضح حديد أن هناك معايير معينة لاختيار الموظف منها الالتزام وأخلاقيات العمل والانضباط والجودة والكفاءة في أداء العمل، ساعات العمل وغيرها من المعايير التي يتم من خلالها اختيار وترشيح الموظف من قبل المسؤولين فيإدارة ماريوت العالمية للمنافسة على هذه الجائزة، وسعدت كثيرًا عندما بلغني خبر فوزي بالجائزة، وأنه لابد أن أغادر إلى واشنطن لحضور حفل التكريم والتتويج، وسعدت لتمثيل بلدي سلطنة عمان في مثل هذه المحافل الدولية، وكذلك لتمثيل فرع ماريوت العالمية بالسلطنة. لافتا إلى أنّ الفندق يبعد عن الولاية حوالي 3 كيلومترات وفيه الهدوء والطمأنينة نتيجة للموقع الاستراتيجي للفندق.وأضاف أنّ الجائزة التي حصدها تتعدى كونها إنجازا على الصعيد الشخصي، إذ أنّها تعطي مؤشراً على أنّ السلطنة تمتلك قاعدة من الكوادر الوطنية الشابة متعددة المواهب ومما لا شك فيه أنّ هناك المزيد من الشباب العماني ممن يمتلكون الكثير لتقديمه لخدمة الوطن. وبناءً على استطلاع للرأي أجراه "مركز أبحاث الأسواق الناشئة EMIR" من مقره في مدينة دبي، تبين أنّ نسبة 45 بالمئة من المستطلعين يرون أنّ الحصول على كوادر عمانية ماهرة هي من أهم القضايا التي تهم المستثمرين عند الاستثمار بالسلطنة والتي تفوق أهميتها الأداء الاقتصادي في المنطقة والقضايا التنظيمية والرقابية والاستقرار السياسي.

 

رسائل شكر وتقدير

وعبر حديد عن شكره لكل من سانده لتحقيق هذا الإنجاز سواء من إدارة الفندق أو زملائة وأسرته، كما وجه كلمة شكر للهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء" والتي شاركتهم الفرحة والتتويج احتفاءً بالحصول على جائزة ماريوت العالمية للتميّز، كما حظي بتكريم آخر من وزارة السياحة في مسقط وشركة ظفار للسياحة وشركة عمانتل للاتصالات.

كما عبّرت سعادة د.منى بنت سالم الجردانية، وكيلة وزارة القوى العاملة للتعليم التقني والتدريب المهنيعن سعادتها بما حققه حديد من إنجاز نفخر به جميعاً كونه يعطي مؤشراً على كافة المستويات بما تمتلكه السلطنة من كوادر بشرية قادرة على تحقيق الإنجازات متى ما تمت إتاحة الفرصة لها، والمستوى الذي وصل إليه حديد يظهر مدى الجهود التي بذلها والتي أهلته لأن ينافس على مستوى خارج السلطنة ويتم تكريمه من بين 150,000 موظفاً حول العالم في نفس المجال".

ومن جانبها، علقت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة بقولها إنّه في ظل التطورات التي يشهدها قطاع السفر والسياحة في الفترة الحالية ومع اكتمال عدد من المشاريع المنتظرة التي تخدم هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة والتي تتطلب كوادر بشرية متخصصة فإنّ الإنجاز الذي حققه حديد يدل على أنّ هذا القطاع آخذ في التطور ويلقى الإقبال من قبل الشباب العماني، نفخر بهذه النماذج الشابة التي يعول عليها الكثير خلال المرحلة المقبلة.

وقال سامر خير، المدير العام لمنتجع ماريوت-صلالة: نشكر إثراء على هذا التكريم الذي مما لا شك فيه أنه سيترك طيب الأثر لدى حديد كونه من الكوادر الوطنية المتميزة ضمن فريق عمل منتجع ماريوت بصلالة، ونحن سعداء بحصوله على هذه الجائزة ليكون ضمن العشرة موظفين المتميزين الذين تمّ اختيارهم لهذا العام من بين 150 ألف موظفاً وهي تمثل إنجازا على الصعيد الشخصي لحديد ولفريق العمل وللسلطنة بوجه عام ليكون هذا الإنجاز حافزاً له لمواصلة الجهد والعطاء.

أمّا سعيد آية الله نمر، مدير الأغذية والمشروبات في منتجع ماريوت-صلالة فقال عن حديد إنّ ما وصل إليه خلال هذه المرحلة هي ثمار لجهود بذلت وتحديات استطاع ان يتغلب عليها حديد ساهمت لأن يكون اليوم أحد أفضل موظفي ماريوت العالمية ليحظى بهذا التكريم والاهتمام داخل وخارج السلطنة، مضيفاأنه قد يحظى البعض بالعديد من الفرص التي تساعده للوصول الى طريق النجاح، لكن حديد من الشخصيات التي تكافح من أجل صنع الفرص لتحقيق النجاح.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك