وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

بدر العبري

يقول الله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.

إنّ الله تعالى رحيم بعباده، يُحبّ لهم الخير، فجعل لهم عقولا يفكرون بها، وقلوبا يهتدون بها، وأرسل لهم رسله تترى، وأنزل عليهم كتبه، رحمة وشفقة بهم، حتى يجتنبوا طرق الغواية، ويكونوا في الدنيا من أهل الطاعة والاستقامة، وفي الآخرة تكون لهم النجاة والسعادة.

ومع هذا توعد الشيطان بإغواء الإنسان عن طاعة الرحمن، وإيقاعه في الذنوب والعصيان، ليكون والعياذ بالله من أهل الخذلان، قال تعالى حكاية عن الشيطان: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}.

والله سبحانه وتعالى يعلم بأنّ الإنسان في حقيقته ضعيف، سرعان ما ينقاد للهوى والعصيان، لذا فتح الله تعالى له باب التوبة في أي وقت شاء، سبحانه قريب من عباده برحمته وعطفه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

فاعلم يا عبدَ الله، كلنا خطاء، وكلنا نقع في معصية الله تعالى، قال سبحانه مناديا عباده: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وما علينا بعد التوبة إلا أن نستمر على طاعة الله، والاستسلام لأمره، والبعد عن نواهيه، خائفين من عدم قبوله لها، مشفقين من عذابه وعقابه، راجين ما أعده للتائبين من النعيم، والثواب الكبير، قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة