سالم بن سعيد البوسعيدي
كما كل رحلة في سفينة أو طائرة هناك أنواع عدة للتذاكر،الدرجة الخاصة، والدرجة الأولى والدرجة العامة ففي سفينة رمضان ثلاث درجات..
الدرجة الرخيصة الثالثة: صوم البطن أي الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بينما باقي الجوارح مفطرة.
أما الدرجة الأولى: وتسمى درجة الخصوص: وهي أقل عددا من الدرجة العامة وأغلى ولا شك كلفة وهي صوم الجوارح، فاللسان صائم عن قول الزور،والعين صائمة عن النظر المحرم، والأذن صائمة عن سماع ما يغضب الله، والقلب صائم عن الانشغال بغير الله واليدان صائمتان عن البطش والاستعمال في الشر والقدمان صائمتان إلا عن السعي في الخير.
فصوم البطن تسقط به الفريضة ولكنه لا يحقق التقوى؛ إذ لا يتحقق إلا بصوم الجوارح، وقد عبر عن ذلك قوله r: من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وقال أيضا مستنكرا صيام البطن فقط: "رب صائم حظه من صومه الجوع والعطش"
والخلاصة أن صوم الخصوص هو صوم الصالحين؛ فهو كفّ الجوارح عن الآثام، وتمامه بستة أمور: غضُّ البصر وكفُّه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يُذم ويُكرَه، وحفظ اللسان عن الهذيان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والجفاء، والخصومة، والمراء، وكفّ السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه؛ لأن كل ما حرُم قوله حرُم الإصغاء إليه؛ وكفُّ بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره، وكفّ البطن عن الشبهات وقت الإفطار. وألا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار؛ بحيث يمتلئ جوفه؛ فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مُلئ من حلال، وأخيرا أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقًا مضطربًا بين الخوف والرجاء إذ ليس يدري أيُقبل صومه؛ فهو من المقربين، أو يُرد عليه؛ فهو من الممقوتين؟
وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها؛ فقد روي عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مرّ بقوم، وهم يضحكون، فقال: "إن الله (عز وجل) جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته؛ فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا؛ فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون!!
وتبقى الدرجة الخاصة و هي لاشك أغلى من الدرجة الأولى غير أنها قليلة محدودة وتكون عادة مغلقة محجوزة لكبار الكبار وهي درجة صوم خصوص الخصوص، فصوم القلب عن الهموم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله (عز وجل) بالكلية ولنتأمل قول "الجنيد" ؛العبد الحبيب إلى الله يوم صيامه هو عبد ذاهب عن نفسه، متصل بربه، إن نطق فعن الله، وإن تكلم فبأمر الله، وإن سكت فمع الله، وإن تحرك فلله، فهو بالله ولله ومع الله، فمن منا يفعل ذلك؟ وتلبس بمعنى قوله عز وجل: (قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ).
____
إستراتيجية الدرجة الأولى
@خذ ورقة واكتب أي الدرجات تريد
تساءل:
- هل يؤهلك استعدادك لهذه الدرجة؟
- - اكتب متطلبات التذكرة التي اخترتها
- تذكر أن ينقصك الالتزام في صيامك من خلال الأعوام السابقة
هل تنتهك حرمة صيام العين، أم الأذن، أم اللسان أم...؟
*اعزم يقينا أن يكون صيامك متكاملا هذه المرة