البورصات والأسواق العالميّة تنتعش عقب أحدث مقترح يوناني لتسوية أزمة الديون.. وتحذيرات من "أوقات عصيبة" اليوم

أثينا توافق على خطة تقشف تتضمن رفع الضرائب وتقليص التقاعد المبكر وخفض الإنفاق-

"موديز" تحذر من زعزعة استقرار اقتصاد اليورو حال خروج اليونان

مسؤول ألماني: اليونان ليست مضطرة للبقاء في منطقة اليورو-

عواصم- رويترز-

أنعش عرض يوناني جديد لتطبيق إصلاحات مقابل الحصول على سيولة الآمال في توصل أثينا لاتفاق مع مقرضيها، وسط ترحيب من مسؤولي الاتحاد الأوروبي بمقترح اليونان الذي وصفوه بأنّه "أساس جيّد لاحراز تقدم" وتفادي تخلفها عن سداد ديون.

وارتفعت الأسهم الأوروبيّة وقفزت بورصة اليونان نحو سبعة في المئة أملا في أن تنهي الحكومة حالة الشد والجذب التي استمرت شهورًا ودفعت البلاد إلى حافة الإفلاس واحتمال الخروج من منطقة اليورو.

وفي مؤشر علي نبرة أكثر إيجابيّة، قال المفوض الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي بيير موسكوفيتشي إنّه "مقتنع" بأن زعماء منطقة اليورو سيجدون حلا على أساس أحدث مقترح تقدم به رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس.ولم يكشف النقاب عن مضمون العرض الجديد رسميا ولكن مسؤولين يونانيين يقولون إنه يسلم على مضض ببعض مطالب مقرضي اليونان في الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لرفع الضرائب وتقليص نظام التقاعد المبكر وتخفيضات أخرى للإنفاق لضمان بلوغ ميزانية أثينا الأهداف الموضوعة.

وفي بروكسل قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنّ اليونان عرضت رفع سن التقاعد بالتدريج إلى 67 عامًا وإجراء إصلاحات على ضريبة القيمة المضافة وتابعوا أن من المستبعد التوصل للاتفاق اليوم ولكن المقترح قد يكون خطوة تجاه التوصل لاتفاق في الأيام المقبلة.ويجب أن تسدد اليونان قرضًا قيمته 1.6 مليار يورو لصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل ومن المرجح أن تتخلف عن السداد ما لم تتوصل لاتفاق مع مقرضيها.

وقالت مصادر مصرفية لرويترز إنّ البنك المركزي اليوناني حذّر البنوك من "يوم صعب" (اليوم) الثلاثاء في حالة انتهاء قمة أوروبيّة طارئة دون إحراز أي تقدم ما يؤكد على الحاجة المُلحة للتوصل لاتفاق.وقدتضطر اليونانلفرض قيود على رأس المال في غضون أيام لوقف نزوح مليارات اليورو من البنوك من جانب مدخرين يخشون أن يتعاملوا بعملة جديدة متدنية القيمة في حالة حمل اليونان على الخروج من منطقة اليورو.

وقال موسكوفيتشي لراديو أوروبا 1 "نتحرك في الاتجاه الصحيح لدينا أرضية صلبة للتوصل لاتفاق وينبغي أن ندعمها.. اعتقد أن الغلبة ستكون في نهاية المطاف للإرادة السياسية التي يتحلى بها الجميع للحفاظ على اليورو ومصلحة الجميع وضمان استمرار العملة الموحدة".

ولم تظهر طوابير طويلة أو حالة فزع بين المودعين خارج البنوك اليونانية في العاصمة أثينا أمس، وقال البنك المركزي الأوروبي إنه رفع سقف السيولة الطارئة التي تستطيع البنوك اليونانية سحبها من البنك مرة أخرى اليوم في إطار حرصه على توفير سيولة للبنوك المحلية.وقال مدخر يوناني خارج فرع أحد البنوك "اعتقد أنه سيكون هناك اتفاق. هذه زيارة عادية للبنك". وحذرت وكالة التصنيف الائتماني موديز في تقرير من أنّ خروج اليونان من منطقةاليورو سيقود لزعزعة الاقتصاد ما سيكون له عواقب وخيمة على سيولة البنوك وملاءتها المالية وقد يقود ذلك إلى تأميم القطاع المصرفي.

وأظهرت تصريحات نائب وزير العمل اليوناني ديميتريس ستراتوليس لبرنامج إخباري صباحي مدى حرج موقف تسيبراس في سعيه لإبرام اتفاق يرضي المقرضين وحزبه اليساري سيريزا.وقال ستراتوليس وهو من صقور الحزب لمحطة تلفزيون أنتينا "لا نخشى الابتزاز وأولويتنا المصلحة العامة"، مضيفا "لنرى ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق". وفي وقت سابق قلل وزراء اوروبيون من احتمال التوصل لاتفاق نهائي، لكن أعربوا عن أملهم في التوصل لتفاهم سياسي في وقت مناسب لابرام اتفاق شامل قبل نهاية يونيو.

في المقابل، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للمحافظين في ألمانيا هانز بيتر فريدريش لقناة إن-تي.في التلفزيونية الألمانية أمس الإثنين إن اليونان لا تحتاج للبقاء في منطقة اليورو.وقال فريدريش العضو بحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحليف البافاري للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "ليس لزاما على اليونان البقاء في منطقة اليورو". وأضاف أنه من الضروري رؤية الإصلاحات التي نفذتها أثينا منذ أن وافق البرلمان الألماني على تمديد حزمة إنقاذ ثانية لليونان في فبراير.

تعليق عبر الفيس بوك