أمسك عليك لسانك (2)

جوخة بنت علي الحارثية *

قال تعالى : (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌۭ) سورة ق الآية (١٨)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نكمل اليوم بتوفيق من الله سلسلة الدرس الأول "أمسك عليك لسانك"، ونبدأها بفضل الصمت.

فهناك ما يدل على فضل الصمت، وهو أن الكلام أربعة أقسام:
(1) قسم هو ضررٌ محض.
(2) وقسم هو نفع محض.
(3) وقسم هو ضررٌ ومنفعة.
(4) قسم ليس فيه ضررٌ ولا منفعة.

(1) أما الذي هو ضرر محض:
فلا بد من السكوت عن هذا الكلام، مثل : الغيبة، النميمة، شهادة الزور، اليمين الغموس، الكذب، فحش القول، السب واللعن، القذف، وغيرها ..



(2) قسم ما هو نفع محض:
فهذا كلام فيه منفعة، فيه نفعٌ خالص يجتهد الإنسان ألا تفتر شفتاه عنه، مثل: ذكر الله، قراءة القرآ ، حضور مجالس العلم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

(3) وقسم ما هو ضررٌ ومنفعة:
مثل :
* الإشتغال بفضول الكلام
* الكلام الذي يسير حياة الناس فيما فيه مصلحة والامتناع منه خشية أن يزيد ضرره على نفعه، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

(4) قسم ليس فيه ضررٌ ولا منفعة:
وهو الكلام الفاضي الذي أكثر الناس عليه من قصص ومغامرات ..والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران، وهذا القسم فيه خطر، إذ حين يتكلم الإنسان فيه ربما يدخله في الرياء، التصنع، أو تزكية نفسه!

فالإنسان حقيقة الأمر يجب أن يراجع هذه الأقسام مراجعة واضحة، بحيث يكون كلامه مما فيه النفع المحض، ولا بد أن يبعد نفسه عن الكلام الذي فيه شك أو فيه ضرر يعود عليه .

اللسان حجمه صغير، وشأنه عظيم، وجُرمه كبير ،، باللسان ينطق الإنسان بالشهادتين، وباللسان ينطق الإنسان بكلمة الكفر! باللسان يدخل الإنسان الجنة ، وباللسان يدخل الإنسان النار قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : "مَنْ وَقَاهُ الله شَرَّ ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه، دخل الجنة"
وقال عليه الصلاة والسلام :"وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّم ".
فباللسان يتحصل الإنسان على رضى الله، وباللسان يحِلُ بالإنسان سخط الله.. باللسان يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة، وباللسان يشقى الإنسان في الدنيا والآخرة، فالعاقل منا هو الذي يعطي للسان حقه ليسعد في الدنيا والآخرة، نسأل الله - عز وجل - بمنِّه وكرمه أن يعاملنا بلطفه وكرمه، وأن يرزقنا حسن التعامل مع ألسنتنا، وأن نقيدها بلجام الشرع وأن يجعل يومنا خيراً من أمسنا، ومستقبلنا خيراً من حاضرنا، وأن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وأن يأخذ بنواصينا ونواصي ذرياتنا وأحبابنا إلى ما يحبه ويرضاه، إن ربي لطيف رحيم.

*دائرة الإرشاد النسوي بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية

تعليق عبر الفيس بوك