وإذا سألك عبادي عني فإني قريب

بدر العبري

يقول الله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".. لنتأمل أين وقعت هذه الآية من آيات الصيام؟! لا شك ـنها وقعت في عقد آيات الصيام، والسؤال هنا: لماذا كان هذا النداء الجميل في عقد هذه الآيات المباركة؟

والآن لنحاسب أنفسنا: فارقنا من رمضان الماضي أحد عشر شهرا، كم قصرنا في جنب الله تعالى! وكم أسأنا في حقه!! والله تعالى يتحفنا بهدية الشهر المبارك، شهر رمضان، والذي تعتق فيه الرقاب، لينادي عباده: يا عبادي إني قريب منكم فاقتربوا مني، يا عبادي: أعلم أنكم قصرتم في حقي، وها أنا أقترب منكم في هذا الشهر برحمتي الواسعة، فاقتربوا مني بالتوبة والخضوع والإنابة، "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون}.

ما أجمل هذا الخطاب الرباني، إنه خطاب رب رمضان، رب السماوات والأراضين، ينادينا لنستجيب ونخضع له، فهل من مستجيب؟ يدعونا للإيمان به والإخلاص له، فهل من مخلص وقانت له سبحانه، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.

فعلينا -إن كنا نرغب في رحمة الله في رمضان- أن نخلص النية لله وحده، ولا نشرك أحدا مع الله، فرمضان محتاج إلى الله، ونحن محتاجون إلى الله، فكيف نطلب من المحتاج العاجز عن عون نفسه؟!

نعم، نحن نعظم ونجل رمضان لأن الله هو الذي أمر بذلك، فإن تركنا الأكل والشرب إنما ذلك استجابة لله وحده، وإن ابتعدنا عن المعاصي والذنوب فخوفا من عقاب الله وحده، وإن صلينا التراويح، وقمنا ليالي الشهر المباركة، وتصدقنا بما من الله علينا، إنما رغبة في ثواب الله تعالى وحده، فنحن شعارنا في رمضان وغيره من الشهور: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين".

تعليق عبر الفيس بوك