الاقتصاد الأزرق.. هذا المورد المستدام

يُصادف اليوم الاحتفال باليوم العالمي للهيدروغرافيا، الذي تُشارك فيه السلطنة -مُمثلة بالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني، ومديرية الهيدروغرافيا بالبحرية السلطانية العمانية- ويأتي احتفال هذا العام -الذي يتزامن مع الذكرى الـ94 لإنشاء منظمة الهيدروغرافيا الدولية- تحت شعار "بحارنا وممراتنا المائية ما زالت بحاجة إلى خرائط واستكشاف"، ويأتي الشعار مُتسقا مع مشروع الرؤية المستقبلية للمنظمة للعقد المقبل، والموسوم بمشروع الخرائط المحيطية العامة، والذي يهدف لتوفير الخرائط الملاحية لجميع المستخدمين، كما أنَّ الشعار يُسلِّط الضوء على حقيقة أنّ الكثير من بحار العالم ومحيطاته والمياه الصالحة للملاحة فيه لا تزال غير ممسوحة بالكامل وبالصورة المأمولة.

ولا شكَّ أنَّ الإلمام الكامل بطبيعة البحار يُسهم في تعظيم الاستفادة منها بالصورة المثلى؛ باعتبار أنَّ الاقتصاد الأزرق يُعنى بكلِّ الأنشطة البشرية المتعلقة بالمحيطات والبحار والمرافئ والموانئ والمناطق الساحلية، والتي لها دور في دَعْم الاقتصاد، وتتضمَّن هذه الأنشطة سلسلة واسعة من صيد الأسماك وحتى السياحة البحرية وصولاً إلى التجارة البحرية؛ الأمر الذي يجعل من معرفة أعماق البحر ومسح الأماكن غير الممسوحة أكثر أهمية من أي وقت مضى، لزيادة الاستفادة من الموارد البحرية خاصة أنها ذات طبيعة متجددة ومستدامة.

وتزداد أهمية البيانات الهيدروغرافية لاشتمالها على طيف واسع من الخدمات تغطي مجالات متنوعة كالدفاع والأمن وبناء القوارب والسفن العملاقة والغواصات الاستكشافية ومد خطوط الأنابيب والكابلات البحرية، والاتصال والاستشعار عن بُعد ودراسة علوم المحيطات والبحث العلمي والرصد والتنبؤ بالطقس وتربية الأحياء البحرية والاستزراع السمكي والطب الحيوي، ومعالجة وتحلية مياه البحار، وتنمية وإدارة المناطق الساحلية.

والخلاصة أنَّ الاقتصاد الأزرق يُمكن أن يلعب دورًا مهمًّا على صعيد تنويع مصادر الدخل واستدامة الاقتصاد.

تعليق عبر الفيس بوك