إستراتيجية محاربة القصور الذاتي

سالم بن سعيد البوسعيدي

salem2226@gmail.com

أسئلة مهمة دائما يطرحها الذهن قبل أي رحلة.. ترى هل هذه الرحلة مهمة لي؟ ماذا يترتب عليها في حياتي؟ ما أهميتها في قائمة الأولويات؟.

بالإجابة عن تساؤلات كهذه نعلم قيمة أي رحلة وخصوصا الرحلة على سفينة رمضان دعونا نجب على التساؤلات بتساؤلات أخرى:

üما الذي يبحث عنه الناس في الحياة إذا؟

الناس - مع اختلاف مشاربهم ومعارفهم - يبحثون في آخر المطاف عن ثلاثة معاني:

الطمأنينة والرضا. فالطمأنينة، فهي "هدوء النفس واستقرارها وخلوها من أي أمر قد يعكر صفوها". أما الرضا، فهو الاكتفاء والاغتناء عن المزيد". وهو غير "الرضا" بمعنى "القناعة باليسير". .هل تحس بذلك؟ لا أعرف جوابك..

ليكن ليكن جوابك بالايجاب أو النفي..المهم أن تتوقف وتسأل نفسك: أين أنا من الطمأنينة؟ أين أنا من الرضا؟ قد تقول لكنني لا أكاد أحس بوجود مشكلة معي؟ لا تقل ذلك المرض الخبيث يتغلغل في الإنسان وهو لا يحس به حتى يتمكن منه.

++++

الناس قد يتوهمون أنه لا مشكلة هناك، ويحسبون أنهم مستمتعون في "عيشهم"؛ حتى صاروا لا يشعرون بعطش "الروح". فيصل بهم الأمر إلى خشية "التوقف" إلى أن "يجرفهم التيار" !

لماذا علينا التوقف لحظات مع النفس وسط لهاث الحياة المادية؟

للاستراحة.

لمنح الوقت الكافي للتفكير والعقل، ومن ثم التأكد من صحة الوجهة التي أتوجه إليها؛ أو ما يعرف ب"الجرد والمحاسبة".

لجمع "شعث النفس" وما تفرق منها خلال المسير، ولترتيب "الملفات المبعثرة".

++++

أين "رمضان" من كل هذا؟

نجد أن "رمضان" هو ذلك "المختبر" الذي تتم فيه كل "العمليات الحيوية" تالية الذكر" "رمضان" هو الشهر الذي "يتوقف" فيه الناس.. هو الشهر الذي "يقلب الطاولة" على رأس "القصور الذاتي" فهو شهر "الثورة" على "التبعية التقليدية"، فالقصور الذاتي لمواعيد النوم "يتوقف" والقصور الذاتي لمواعيد الطعام "يتوقف" والقصور الذاتي لنمط الحياة اليومية الاستهلاكية "يتوقف" والقصور الذاتي لطبيعة الناس في عدم تقدير الوقت "يتوقف"

والقصور الذاتي لانشغال الناس بالجسد "يتوقف"، وهكذا...

"رمضان" هو الشهر الذي تتجلى فيه قيمة "الوقت".. فنرى الناس يحسبون أيامه يوما بيوم بل ساعة بساعة..

"رمضان" هو الشهر الذي تتجلى فيه "الروح" على حساب "الجسد"..

"رمضان" هو شهر "العلم".. ليس المقصود بـ"العلم" هنا: الشهادات الأكاديمية التي تفرغ أهلها من "حقيقة العلم".

إنما "العلم" هو ذلك الذي تحدث عنه الله سبحانه في الآية التاسعة من سورة الزمر. العلم بـ "من أنا ولم أنا"، العلم بـ"الهوية والوظيفة والهدف"، العلم بحقيقة "وجود الخالق ووظيفة المخلوق"..

و"رمضان" هو شهر "القرآن"

وبهذا فهو الشهر - الأغلب - الذي يجلس فيه "المخلوق" إلى مائدة "كلام خالقه" ليتعلم منه كيف يمضي على هدى في هذه الحياة.

"رمضان" هو شهر "النفس"، فنجد أنّ الناس يتجرأون على أن يمسكوا بمصاحفهم في أماكن العمل .. وفي سياراتهم ..وفي منازلهم، ويختلون مع "أنفسهم" بغية أن "ينجزوا" أكبر قدر ممكن من "المشاريع"..

"رمضان" هو شهر "الطمأنينة".. ولا غرو فهو شهر القرآن

____

استراتيجية محاربة القصور الذاتي

خذ ورقة الآن واكتب

هل أنا سعيد؟

هل أنا مطمئن؟

هل أنا راض عن حياتي ومساري؟

هل لدي توازن بين النواحي الجسدية و العقلية و الروحية، أم لدي قصور؟

هل لدي جهل أو كبر عن قبول الحق؟

هل أنا تبعي في سلوكي وأفكاري، لدي تغير أم تغيير؟

ما العادات التي أريد أن أتخلص منها (الكذب/ التأخر في المواعيد...)

ما العادات أريد أن أكتسبها (اتقان العمل مثلا..)

أخيرا هل لدي تنظيم لوقتي في رمضان وفق رباعية القرآن/ العلم/ العبادة/التأمل،

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة