هيتام البر.. منطقة بلا كهرباء!

يُوسف البلوشي

"هيتام البر" في ولاية الدقم، منطقة تعاني على وقع حرارة الصيف القائظ؛ زرتها مؤخرًا، وجدت أهلها يعيشون على الرعي وتربية الحيوانات وتربية الجمال وتهيئتها لخوض السباقات المختلفة.

وتجيء بساطة أهلها من بساطة العمانيين الأوليين الذين كانوا يعيشوا العفوية بكل مفرداتها الجميلة، ويتمع أهلها بصفة الكرم والنخوة التي لطالما عرف بها العماني أينما حل، ولكنها تختلف في هذه القرية لروعتها وسمتها الطاغية في استقبال الضيوف وتكريمهم.

دلفت إلى هيتام البر -التي تقع بعيدا عن مركز ولاية الدقم بمسافة 140 كم تقريبا، وتعيش بلا كهرباء- ورأيت أهلها يرفعون أذان الصلاة بالصوت دون ميكروفون في مشهد تقليدي، فيجتمع بعدها أهالي القرية لتأدية الصلاة دون مكبرات صوت أو كهرباء تدعم مثل هذه الفرضيات في الحياة.

وهذا مشهد آخر لطفل يأخذ من ركن البيت بجانب تلك الشجرة ملاذا لمذاكرة دروسه والانتهاء منها قبل غروب الشمس حتى لا يغيب نورها عنه ليستمد نور علمه.

فمع غروب الشمس يعمل المشغل الكهربائي "الموتور" -الذي يعمل بالديزل- لتشغيل ما يكفي الأسر في بيوت هيتام البر.. إنارة مصباح يضيء مدخل البيت، أو غرفة واحدة قد يكون فيها مريض يتلقى علاجه.

إلا أن عدم وجود الكهرباء يظل معضلة هذه المنطقة التي تقاسي عناء أبسط المتطلبات الحياتية، ولم تصل الكهرباء للأسف بسبب اختلاف آراء المسؤولين بحسب تفسيرات أهل هيتام البر الجميلة، فضلا عن عدم وجود ملكيات خاصة للمواطنين لهذه المنازل.

إلا أنني ومن وجهة نظري أن سهولة الأمر تكمن في صعوبته؛ إذ إن ملكية الأراضي والمنازل والكهرباء تعود لجهات حكومية معينة باستطاعتها التحكم بمسار تشغيل الكهرباء أو منعه في حال أي تجاوزات أو مخالفات.

ورغم ذلك، انعكست بساطة أهل المنطقة على احترام قرارات الجهات الحكومية وتمسكهم بها المستمد من حبهم للوطن؛ بحيث يقومون فقط بالمراجعة الدورية لموضوع توصيل الكهرباء دون إثارة أية تعصبات قد تنعكس سلبا على البلد أو توجهات هذه الجهات.

وبمناسبة شهر رمضان المبارك وبداية فصل الصيف، نوجِّه نداء عاجلا لجهات الاختصاص بتسخير وتوصيل الكهرباء لهذه القرية العمانية وأهلها في ظل ما وجه به مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله بتوفير العيش الكريم لأبناء عمان أينما كانوا.

yousuf@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك