وقفات

بدر العبري

يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَاالَّذِينَآَمَنُواكُتِبَعَلَيْكُمُالصِّيَامُكَمَاكُتِبَعَلَىالَّذِينَمِنْقَبْلِكُمْلَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ}.

الله تعالى في هذه الآية الكريمة يخاطبنا بأجمل صفة وهي صفة الإيمان، فلكوننا والحمد لله نؤمن بالله خالقا، أيضا نؤمن بالله مشرعا، فالخالق والمشرع هو الله وحده لا شريك له، قال سبحانه: {وَهُوَاللَّهُلَاإِلَهَإِلَّاهُوَلَهُالْحَمْدُفِيالْأُولَىوَالْآَخِرَةِوَلَهُالْحُكْمُوَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ}.

والسؤال هنا: لماذا نصوم رمضان؟ ولماذا نتوقف في نهاره عن الطعام والشراب؟ أليس استجابة لله وحده لا شريك له! إذا الذي كتب الصيام هو الله جل جلاله، والذي فرضه علينا هو الله سبحانه وتعالى.

فنحن نستقبل شهر الله، الذي باركه وعظمه، وتقرَّبَ لعباده فيه بالرحمة والغفران، والبركة والإحسان، والعتق من النيران، فحري بنا ونحن نرجو من الله ذلك أن نخلص النية لله وحده، لا نعمل لرمضان ولا لغير رمضان، بل لرب رمضان لا شريك له.

فإن اجتهدت في العبادة فتذكر رب رمضان، وإن أقمت لياليه المباركة فتذكره سبحانه، وإن تصدقت وبذلك فلا تجعل ذلك إلا لله وحده.

ومما يدل على عظمة رمضان أنه لم يفرض على هذه الأمة فحسب؛ بل فرض على جميع الأمم، بل حتى اليوم العديد من الأمم تصوم، ولكن دخلها التحريف والتبديل، فحفظ الله صيامنا، وأرجعه كما كان على الفطرة السوية، والحنفية السمحة.

والله تعالى لا يريد أن يكلفنا ما لا نطيق، ولكن يريد أن يرى استجابتنا وإخلاصنا له وحده سبحانه وتعالى، وهذه هي التقوى، لَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ، أي لكي تحصلوا على فضيلة التقوى، فلا يصل إلى الله صيامنا ولا قيامنا، والتي بها يتقبل الله الأعمال، قال سبحانه: {إِنَّمَايَتَقَبَّلُاللَّهُمِنَالْمُتَّقِينَ}.

تعليق عبر الفيس بوك