بإعلان أسماء المرشحين لعضوية مجلس الشورى، يكون الإعداد لانتخابات المجلس للفترة الثامنة من عُمر المجلس، قد وصل إلى مراحل مُتقدمة، وسار بسلاسة كبيرة عبر مختلف مراحله، بجهود حثيثة ومقدَّرة من وزارة الداخلية؛ الأمر الذي يُعطي مُؤشرات مُبكرة على نجاح العملية الانتخابية بما ينعكسُ على تعزيز المسيرة الشورية في السلطنة، والتي تعدُّ إحدى ركائز دولة المؤسسات، وجزءا مهما من منظومة بنائها.
... لقد شهدتْ التجربة الشورية في السلطنة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله- تطوُّرات مهمة ونقلات نوعية، على صعيد التشكيل والأداء بما يُترجم الاهتمامَ الساميَّ بتعزيز مسيرة الشورى كإرث حضاري ومُتطلب عصري لدولة المؤسسات.
ولقد جاء تطوُّر الشورى في السلطنة من خلال تطور متدرج وواع يُراعي مُتطلبات كلِّ مرحلة من مراحل النهضة، ويستصحبُ التطوُّر الذي تعيشه بلادنا في كافة المجالات المعرفية والتقنية، بما يخدم أهداف التنمية.
ولقد أسهمتْ التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة سلطان البلاد المفدى بتوسيع الصلاحيات الرقابية والتشريعية للمجلس، في إضفاء زَخَم وحيوية على أنشطته وأعماله، وانعكست على فاعلية المجلس، ومُناقشاته للقضايا التي تهم الوطن والمواطنين في جميع المجالات، علاوة على الدراسة الواعية والمعمَّقة لمشروعات القوانين المحالة إليه بما يُعزِّز دوره التشريعي، ويعظم إسهامه في إثراء القوانين.
ولا شكَّ أنَّ تراكم خبرات الممارسة البرلمانية ينعكسُ على المجلس لجهة الارتقاء بأدائه، ويتَّضح هذا جليًّا في أداء المجلس للدورة الحالية؛ والتي اتَّسمَت بالكثير من الحراك الذي يصبُّ في خانة التكامل مع جهود الحكومة.
كما يُعوَّل على المجلس في فترته الثامنة الكثير من العمل والجهد لخدمة المواطن وتقدم الوطن.