على بوابة "مجلس الشورى"!!

(1)

أخيرًا.. ظهرت قوائم المترشّحين لمجلس الشورى في دورته القادمة.. أسماءٌ جديدة.. وأسماءٌ قديمة.. وأسماءٌ خرجت لأن الشروط المحدّثة لا تنطبق عليها..

(2)

ولأن استبعاد بعض الأعضاء جاء بعد دورة برلمانية كاملة، وليس له علاقة بالشروط الجديدة لعضوية المجلس، فالسؤال يطرح نفسه: "كيف دخل هؤلاء الأعضاء المجلس أصلا، إذا كانت هناك ثمة ملاحظات عليهم؟!!..وأين كانت أعين المراقبين عنهم طوال تلك الفترة؟!!".

(3)

عدم شرح الاستبعاد أطلق سلسلة من التأويلات في الشارع، لأنه إن لم توضح الحقائق، والوقائع فذلك يعطي مسوّغا للخيال، وللإشاعات، وللاصطياد في الماء العكر، فهناك من يردد أن (القرار جاء بسبب أن بعض هؤلاء الأعضاء أصبح بوقا مزعجا لأصحاب القرار..)، وآخرون يقولون: "إن الاستبعاد بسبب تصفية الأعضاء ليختار الناخبون ممثلا غير رسمي للحكومة".. وفريق يقول "إن المستبعدين عليهم ملاحظات أمنية تتعلّق بمستنداتهم الرسمية".. وغير ذلك.

(4)

قرار الاستبعاد قد يستغله البعض للترويج لتقييد حرية التعبير في السلطنة، ويوكله البعض إلى تراجع في التجربة البرلمانية لدينا، وقد يُظهره آخرون إلى تدخل الحكومة في تحديد اختيارات الناخبين، ويفتح المجال واسعًا للمتاجرين باسم الوطن في الخارج ليحرّضوا على "كبت الحريات العامة".. وما أكثر من يصدّق مثل هذه الشعارات من غير المطلعين على الشأن الداخلي العماني..

(5)

لعلّ استبعاد بعض الأسماء له ما يبرره لدى السلطات، ولكن أليست المطالبة بالشفافية والمكاشفة مطلب حكومي وشعبي في آنٍ معا؟!!.. وأليس من حق الناخبين أن يعرفوا أسباب استبعاد مرشحيهم الذين أولوهم ثقتهم في الانتخابات الماضية ثم هاهم يستبعدون دون إبداء الأسباب؟!!

وشخصيًا أعتقد أنّه لو تُرك الأمر لصندوق الاقتراع لكان ذلك أكثر تأثيرا ومصداقية في التجربة البرلمانيّة، فالناخب العماني لم يعد جاهلا أو ساذجًا، ولا تنطلي عليه ألاعيب وحيل بعض المترشّحين الذين دأبوا على شراء صوته، ثم بعد دخول مجلس الشورى اختفوا في زحمة "الاجتماعات"!!.

(7)

وليس بعيدًا عن الحدث.. فقد جاء وزير التجارة والصناعة في جلسة مناقشته الأخيرة بملفات "التجارة" التي يديرها بعض أعضاء مجلس الشورى، ولوّح بها في وجه أولئك الأعضاء الذين ينادون بأمور لا يلزمون أنفسهم بها.. وأظهر معاليه "السجلات التجارية" للبعض والتي وصلت غلّة أحدهم منها إلى سبعين سجلا..

الغريب أنّ وزارة التجارة والصناعة هي المسؤولة عن استخراج "الأعضاء" لهذه السجلات!!

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك