إشادات واسعة بالتعاطي الإعلامي مع تقلبات الطقس والأجواء المناخية.. ومواطنون: التغطيات "على مستوى الحدث"

الصور المتراكمة في الذهنية العمانية عمَّا خلفه إعصارا "جونو" و"فيت"، باتت تمثل هاجسا لدى العمانيين من أية طارئة تطرأ على الحالة المدارية، وهو ما تُفسره المتابعة الواسعة للأخبار المتعلقة بأي تغيُّر في الأجواء المناخية.. ولعل الحال خلال اليومين الماضيين تُبرز ذلك؛ فانشغال الرأي العام بالعاصفة المدارية "أشوبا" وتطوراتها يلفت أنظار الجميع.. ولكنَّ الأمر الأبرز هو ممَّن يستقي أولئك المتابعون تطورات الحدث؛ سيما وأن نقلا عبثيا دون تثبت أو تمحيص، أو عن مواقع مجهولة، بلا شك سيزيد من فداحة التعامل غير الصحيح مع تطورات الأنواء.

إلا أنَّ المتابع في الفترة الماضية، يجد أنَّ وسائل الإعلام العمانية (لا سيما الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون)، باتت تلعب دورا مهمًّا في تقريب الصورة وتوضيحها للمجتمع؛ وسط مساعٍ حثيثة لطمأنة المواطن، وهو ما يعكس اختلافا جوهريا في حجم التعاطي الإعلامي مع الطوارئ المناخية.

الرُّؤية - مدرين المكتومية

وفي السياق، يرى خلفان الطوقي -كاتب وإعلامي- أن الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون (على سبيل المثال) استطاعت خلال السنوات الثلاث الماضية اجتذاب أعداد أكبر من المتابعين في السلطنة، ولم يكن ذلك سهلا، ولا يتأتي ذلك إلا من خلال عمل كبير وخطوات ممنهجة. ومن أهم الخطوات التي لاحظتها على المستوى الشخصي استضافة أسماء كبيرة ومتخصصة لإلقاء الضوء على قضية تشغل الشأن العام، ومن خلال الاتعانة بخبراء محليِّين ودوليين وخبرات سابقة لدراسة السوق التنافسي للسوق الفضائي الشرس، وكيفية اللحاق وأخذ جُزء من حصة السوق ، وبالفعل استطاعت الهيئة استعادة الثقة وإرجاع بعض جمهورها، وضم عدد من البرامج المنوعة التي تلامس الشارع العماني، وضخ دماء جديدة متخصصة في التليفزيون واﻹذاعة للعمل بما يتناسب وسوق اﻹعلام، وكذلك التدريب المستمر للعناصر الموجودة لضمان جودة المقدم للمشاهد أو المستمع. ويظهر ذلك جليًّا في نمو ثقة الجمهور في اﻷحداث الحاصلة الآن كمتابعة الجمهور لأوضاع المناخ والحالة الجوية "أشوبا".. ويضيف: ولضمان استمراريتها وبقائها على خريطة المتابعين، فلابد لوسائل إعلامنا تعلم فن المنافسة بأن تكون مرنة وسريعة التأقلم مع السوق التنافسي الشرس وإعادة هيكلة عملياتها حسب متطلبات الأوضاع المحيطة.

ويقول محمد العوضي: في اعتقادي أنَّ الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون تبذل جهدا كبيرا في هذه الأوضاع المناخية المضطربة، حيث نجد هناك اهتمامًا باستضافة المعنيين من الأرصاد الجوية في البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وتناولت الموضوع بشكل كبير وواضح، فاليوم نستطيع أن نقول إنَّ المتحدث الرسمي الذي كنا نفتقر وجوده، نجده الآن حاضرًا وبقوة في هذا الوقت. والحمدالله هناك تعاطٍ كبير من المجتمع لهذا الأمر.. ويضيف: ومن جانب آخر، لعبت الأرصاد دورا مهمًّا؛ بحيث انها تظهر بين ساعات لتجعل المواطن مطلع على كل المستجدات وتطور الحاله المدرية، وهو أمر يدل على الاهتمام التام والاستعداد لمثل هذه الحالات.

وتابع بقوله: ما أتمناه أن يهتم المواطن بنفسه وينظر للموضوع بشكل من الأهمية والاعتبار، ولا يلقي بنفسه في التهلكة، خاصه وأنَّ مثل هذه الحالات تتسبَّب في الكثير من المشاكل الجسيمة. ومن هنا، أتمنى فعلا ألا يجازف مرتادو البحر بذهابهم للبحر، وأتمنى ألا يجازف الشباب لأجل المتعة والتسلية في الأودية على حساب أرواحهم.

تفاعل المجتمع

أما مي السيابية، تقول: إنَّ الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون لا يمكن إنكارها أو تهميشها، خاصة وأنها تسعى لتقديم المادة من مصادرها، وهي متواصلة بشكل واضح وكبير مع الجهات المعنية لتحليل الوضع وما وصلت إليه الحالة، حتى إنه من الملاحظ أنَّ الشائعات قلت، وبدأ المجتمع يتعلم كيف يصل للمعلومة ويستقيها من مصادرها، والحمدالله حضور البرامج واضح، والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون تعمل جاهدة للوصول للناس وتوعيتهم وإيصال رسائل الجهات المعنية من تنويه وتفاعل حول الأنواء المناخية، وأتمنى أن تستمر الجهات المعنية في تقديم هكذا تحليل، وأتمنى أن يتخذ المجتمع -والشباب خاصة- كل الحيطة والحذر لتجنب أسوأ الأحداث وأخطرها.

تعليق عبر الفيس بوك