بحث أكاديمي بجامعة السلطان قابوس يتوصل لمادة بكتيرية تساعد النخيل على مقاومة الملوحة

مسقط - الرُّؤية-

اكتشفَ قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس اكتشاف، مجموعة جديدة من أنواع البكتريا، التي يُعتقد أنَّها غير ضارة، وتعيش داخل جذور شجرة النخيل.

ويأتي هذا الاكتشاف ضمن البحث الذي أشرف عليه الدكتور محمود يعيش أستاذ مساعد بقسم الأحياء؛ وذلك بالتعاون مع جامعة واترلو في كندا، وتمَّ نشره في مجلة أنطوني فان لوون هوك لعلوم الأحياء الدقيقة.

وبحسب ما تمَّ التوصل إليه، تقوم هذه البكتريا بمساعدة الشجرة على إذابة وامتصاص العناصر الضرورية؛ مثل: الحديد والبوتاسيوم والفوسفور، وكذلك إفراز مواد هرمونية وإنزيمات تساعدها على تحمل الملوحة الزائدة في التربة.

هذا.. وتساعد نتائج هذا البحث على فهم آلية تحمل نبات النخيل للملوحة، وكذلك من شأنها أن تفتخ الباب على مصراعيه لدراسات أخرى تهدف إلى زيادة مقاوم نبات النخيل لملوحة التربة باستخدام بكتيريا أصلا تعيش في جذور ذلك النبات. مثلما أنَّ جسم الانسان يحتوي على بكتيريا تساعده على الهضم وعلى عمليات أخرى، فإنَّ النبات أيضا يحتوي على بكتيريا تساعده على مقاومة الظروف البيئية القاسية. ومن ضمن الإنزيمات التي تساعد على تحمل الملوحة إنزيم إي.سي.سي.دي إمينيز (ACC Deaminase) وهو إنزيم مسؤول عن تحطيم الـ"آي.سي.سي" الذي يُعد المادة الضرورية لإنتاج هرمون الشيخوخة والانتحار عند النبات (الإثيلين)، إذ أنَّه من المعروف أنَّ معظم النباتات تقوم بإنتاج هذا الهرمون عند التعرض لضغوط بيئية من أجل قتل الخلايا ذاتيا (الانتحار المنظم) وإنهاء دورة حياتها في أقل مدة زمنية ممكنة؛ لذلك فإنَّه من شأن هذه البكتريا تقليل إنتاج هذا الهرمون؛ وبذلك مساعدة نبات النخيل على العيش وتحمل درجات أعلى من الملوحة الموجودة في التربة.

ويُذكر أنَّ شجرة النخيل تعد من أهم وأقدم الاشجار على الاطلاق في الشرق الأوسط، خاصة في منطقة الجزيزة العربية من حيث عدد الأشجار المستزرعة وكمية المحصول الناتج منها، وقد لوحظ مؤخرا أنَّ هذه الشجرة تعاني من زيادة الملوحة الموجودة في التربة بسبب الاستخدام الجائر للمياه الجوفية؛ لذلك فإنَّه من الضروري البحث عن حلول لهذه المشكلة.

تعليق عبر الفيس بوك