عبق البيئة العمانية يفوح من لوحات تركية العلوية.. و"خربشات" الصِّبى سلم نحو العالمية

مسقط - سالمة المقحوصيَّة-

بين القلم الرصاص وعُلب الألوان يقع عالمها الخاص، تعتزلُ فيه لتعبِّر عن مكنونات ما يخالجها.. يفصلها عن عالمها الواقعي طريقٌ يملؤه السعي نحو التعلم، وشغف الفن الراقي.. إنها تركية العلوية، التي بدأت طريقها لاحتراف الرسم بخطوات واثقة طعَّمتها بالدراسة ومتابعة كبار هذا المجال، حتى بات طموحها أن يرى العالم أجمع لوحاتها ويستمتع بفنها.

وعن البدايات تقول: الخربشات الأولى بدأت منذ سن صغيرة؛ حيث وُلدت في منزلٍ يعج بالفن، فأبي يرسم، وكذلك إخوتي، وهو ما عزز موهبتي بمرور الأيام.

إلى أن بدأت موهبة تركية في التطور التدريجي، ولشغفها الكبير بالرسم، أخذت تركية تسعى لقطع أشواط أكبر في التعلم، عبر تعليم نفسها ذاتيا من خلال متابعة الفيديوهات والصور ومتابعة الفنانين، حيث وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي آفاقا رحبة لمتابعة الفنانين والتعلم من خبرتهم.

تحرص العلوية على متابعة الفنانين ذوي الخبرة والتعلم من تجربتهم؛ فهي تحب متابعة أعمال الفنان أنور سونيا والفنان صالح العلوي؛ حيث ترى أن أسلوبيهما في الرسم ولوحاتهما الفنية تجسد التراث العماني بكل معالمه وعاداته بألوان تصنع البهجة وتأسر من يراها. كما تقول بأنها تتابع أيضا الفنان تركي العثمان الذي تعلمت من أبجديات فن البورتريه وتفاصيله، كما أنها تحب متابعة أعمال الفنانة ميادة ولوحاتها الواقعية.

وتشارك تركية حاليا في برنامج "معسكر الفتيات" بجنوب الشرقية، والمدعوم من قبل اللجنة الوطنية للشباب، والذي أتاح لها الفرصة لدخول مساحة أوسع من التواصل مع الآخرين وممارسة الرسم بشكل أكبر، كما أنَّه حفزها للسعي نحو مزيد من التعلم خصوصا أنها لم تشارك في برامج مشابهه؛ حيث ترى تركية أنَّ هناك نوعا من الغياب النسبي للفرص المتاحة للفنانين الشباب خصوصا الساكنين بعيدا عن العاصمة فهي لا تتمكن من زيارة المعارض الفنية بسهولة، وتطمح لأن تحصل على فرصة دراسة تخصصية للرسم، تساهم في تحقيقها لطموحها في أن تصبح فنانة لها بصمتها بين الفنانين في جمعية الفنون التشكيلية ولها مشاركاتها العالمية.

"الرسم متعة للفنانين ولمتذوقي الفن، فكل لوحة قد تحمل قصة أو رسالة، ولكل لوحة حكاية لدى الفنان"... هكذا قالت تركية التي تستخدم الأدوات المتاحة لرسم لوحاتها، وتتنوع فيها بين رسم الطبيعة والبيئة العمانية ورسم الوجوه، كما يستهويها الخط العربي. وهي تمارس الرسم في الأجواء الهادئة وأحيانا كمتنفس لأوقات الضيق، وفي أحيان أخرى تمارسه بغض النظر عن الظروف المحيطة.

واختتمت العلوية بتوجيه النصح لمن يملك موهبة بألَّا يتخلى عن موهبته، ويسعى دوما لتنميتها والرقي بها حتى تكون له بصمته الخاصة في مجتمعه.

تعليق عبر الفيس بوك