فيديوهات "الكيك".. حينما تصنع سلبيات العولمة مستقبل الشباب

شباب أجمعوا على أنَّ التقليد الأعمى وسوء إدارة أوقات الفراغ جعلا منها "ظاهرة مخيفة"

◄ السليمي:الوطن يحتاج لشباب يفكرون بعمق ويعيشون بعقولهم-

◄ العجمية: متابعو "الكيك" ليس لديهم وعي كافٍ بما يدور حولهم-

الشكيلي: كـمجتمع مثقف علينا ألا نعطي هذه الظاهرة أهمية -

بعد أن كانت المخاوف من "العولمة" -وتسارع وتيرة التطور التكنولوجي- تنحصر في خلق جيل منطوٍ أو منعزل عن واقعه، ومندمج في عالم افتراضي خلقته له وسائل التواصل؛ فيما يُشبه "الإدمان"، اتَّسعت دائرة المخاوف لتصل حدَّ القلق من إفراز جيل جديد مستهتر لا يولي اهتماما لمسؤولياته المجتمعية كفرد من أبناء هذا الوطن، ولا حتى على مستوى الأسرة الصغيرة.

ويبدو أن تلك الشبكة الافتراضية بخيوطها العنكبوتية ستظل تتمدَّد لتلقي بالمزيد من السلبيات على الفئات العمرية الصغيرة؛ فبعد انتشار الفيسبوك وتويتر وجوجل بلس..وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، طفت على السطح مؤخرًا فيديوهات "الكيك" التي باتت ساحة لعرض المواقف الكوميدية أو الخارقة للعادة؛ وما استتبع ذلك من تقليد أعمى من فئة الشباب لتلك الفيديوهات ومحاولة محاكاتها على أرض الواقع، بل ومحاولة الإضافة عليها بحس "أكثر جنونية" ليكون هو الآخر بطلا من أبطال تلك الفيديوهات؛ حتى أحكمت الأزمة بتلابيبها، واستدعت الوقوف عليها، سيما وأنها تمس لبنة المجتمع الأولى وبناة مستقبله وهم الشباب.

الرُّؤية - عهود المقبالية

ويقول عاصم السليمي: إن ظاهرة فيديوهات "الكيك" ومحاولة محاكاتها على أرض الواقع، بها نوع من الطرافة والمزاح، والبعض الآخر قد يميل إلى السطحية في التفكير واللهث وراء التقليد، وهذه الصورة توضح إلى مدى أصبحنا نعيش بعاطفتنا ونفكر بسطحية، فضلا عما تمثله لحالة من الانجرار الأعمى وراء تقليد مثل هذه المواقف.. وتابع بقوله: الإنترنت عالم فسيح، يحتاج منا أن نكون مُؤثرين فيه بعلومنا وحضارتنا، لا أن نكون مجرد متلقين، أو أن الآخرين وحدهم هم من يملكون حق التأثير فينا وتغييرنا.

ويضيف: ما أخشاه أن تصيب هذه الظاهرة المجتمع بتشوه أيديولوجية الأجيال الجديدة، الذين باتوا يلهثون خلف ما لا ينفع ولا يفيد، سوى تضيع الوقت بمثل هذه التفاهات.. ودعا الشباب إلى التفكير بعمق، والارتقاء بعقولهم ألا يتجاهلوا إنسانيتهم، من أجل رفعة هذا الوطن.

فيما ترى خلود العجمية أن بعض هذه الفيديوهات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لها هدف؛ مثل: تحدي الثلج؛ بهدف التعاطف مع مرضى التصلب العضلي، ويسعى لجمع التبرعات لمكافحة المرض.. إلا أنها استدركت بقولها: ولكن في مجتمعاتنا خرج الموضوع عن هدفه؛ فمعظم الفيديوهات التي تنتشر على "الكيك" ليس لها هدف.

وتضيف: فيما يخص لعبة الشبح "تشارلي تشارلي"؛ فإنني أعتبرها مجرد انقياد أعمى لا يحمل في ثناياه أية أهداف؛ فالبعض يتداولها لمجرد تسلية وإضاعة الوقت. وشخصياً، أعتبر الاشخاص الذين ينقادون وراء هذه الاشياء أشخاص ليس لديهم وعي كافٍ بما يدور حولهم، ولا يملكون حتى الوعي بنتائجها.

أما أحمد الشكيلي، فقطع برفضه لتلك الفيديوهات ومن يحاكيها أو يتابعها، وأطلق عليها "ظاهِرة غِير صحية".. وأوضح: فيها هَدرٌ لوقت وطاقات شباب هذا الوطن المعطاء، الذين يجب أن ينهمكوا في دفع عجلة التنمية في وطننا العزيز، فضلا عن الخسائر المادية التي قد يتكبدها البعض نتيجة هذه المقالب.

ويضيف: هي انقيادٌ أعمى وسعيٌ وراء الأوهام بدافع الفضول والسعي وراء اكتشاف وتجربة كُل جديد.. وقال: يَجْب علينا كَمُجتمع واعٍ ألا نُعطي هذه الأشياء أدنى أهمية لكي لا تأخذ الصيت الذي لا تستحقه؛ امتثالاً لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أميتوا الباطل بالسكوت عنه، ولا تثرثروا فينتبه الشامتون"، فَبعدم إعارتنا أي اهتمام لما يقوم به مَنْ يصدقون بهذه التحديات سيزول ويُنسى مع الزمان دون أي ضجة وتأثير على مُجتمعنا المُترابط.

زضرب مثالا بفكرة "تحدي الثلج"، التي قال إن الأطباء أكدوا أنها قد تسبب انخفاضًا في معدل نبضات القلب، وتجعل الجسم عرضة للأزمات والجلطات القلبية.. داعيا إلى ضرورة التكاتف للتخلص من هذه الظاهرة، التي باتت (بحسب رأيه) تقلق الكثيرين في حال الجيل القادم؛ سيما مع تنامي انصياعهم وراء تلك الفيديوهات.

وقالمحمد سلطان الشبلي :هذه المقالب لا تضر بالشباب وحدهم، بل هي خطر يضر بالمجتمع ككل، إذ إنها تولد البغضاء والشحناء بين الشباب.. ويضيف: إن مثل هذه الظواهر يعتبر تقليدًا أعمى وعدم إلمام بأيٍّ من مضارها.. كما أنَّ كلَّ من يتابع هذه الظواهر يعتبر شخصا غير مبالٍ وغير واعٍ؛ حيث إنها قد تسبِّب أضرارا صحية وتؤثر على الشخص مثل وضع الملح والثلج لوقت طويل والضغط عليه على الجلد أو شرب الليمون والشطة...إلخ.

وتابع بقوله: يجب التحذير من هذه المقالب.. فما يجب على الشباب فعله هو الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بكل ما هو مفيد وبما يخدمه كشاب ويخدم وطنه، وأن يتركوا كلَّ ما يُلهيهم ويعمل على تضييع أوقاتهم.

تعليق عبر الفيس بوك