"قمة السبع": أوباما "يغازل" أوروبا بـ"التحريض" ضد موسكو.. واستياء أوروبي من "ديون أثينا"

عواصم - الوكالات

طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، من مجموعة السبع التصدي للعدوان الروسي بأوكرانيا، فيما بدا وكأنه تحريض شديد الوضوح ضد الغريم التقليدي للولايات المتحدة.. جاء ذلك خلال اجتماع لمجموعة الدول الصناعية السبع بمنطقة جبال الألب في بافاريا، أمس.

وركزت أعمال اليوم الأول على قضايا الاقتصاد العالمي والتجارة والشراكات، و"التصدي للعدوان الروسي في أوكرانيا" في ظل تصاعد العنف هناك الذي يلقي مراقبون مسؤوليته على الانفصاليين المدعومين من موسكو، إلى جانب مناقشة التهديدات التي يمثلها التطرف العنيف والتغير المناخي.

وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، قبيل القمة إنَّ أيَّ مناقشة محتملة بشأن العقوبات المفروضة على روسيا ستكون في اتجاه تشديد تلك العقوبات. وأضاف: "نعتزم اليوم التأكيد على وحدة مجموعة الدول السبع بشأن سياسة العقوبات." وتابع: "لذا..وبناء على الموقف الحالي..أوضح أنه إذا أراد أي طرف بدء نقاش حول تغيير نظام العقوبات فإن ذلك سيكون فقط نحو تشديدها".

ومن المقرر أن ينتهي أجل العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا في يوليو. ووافق قادة الاتحاد الأوروبي في مارس على إبقاء العقوبات حتى يتم تنفيذ بنود اتفاقية مينسك لوقف إطلاق النار بالكامل وهو ما يعني فعليا تمديدها إلى نهاية العام لكن لم يتم بعد اتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن.

وفي مستهل القمة -التي تستغرق يومين- استقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مضيفة الحدث أوباما في بلدة كروين بمنطقة الالب.. ويضم جدول الأعمال الألماني مناقشات بشأن قضايا الصحة العالمية من الإيبولا إلى المضادات الحيوية والأمراض الاستوائية. لكنَّ أزمتي أوكرانيا واليونان طغيتا على المناقشات في فندق شلوس إلماو الفاخر قرب الحدود النمساوية.

وعبَّر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في كلمة قبل بدء القمة عن استيائه من رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس متهما إياه بتشويه مقترحات من مقرضين دوليين لإبرام صفقة تمويل مقابل الإصلاح لإنقاذ أثينا من التعثر في سداد الديون.. وجدد تأكيده على أن خروج اليونان من منطقة اليورو ليس خيارا، لكنه حذر من أن هذا لا يعني أن بإمكانه منع ذلك بحل سحري.

فيما سلط أوباما وميركل الضوء على أهمية العلاقات الأمريكية الألمانية التي تضررت في السنوات الأخيرة بسبب الكشف عن قيام الولايات المتحدة بعمليات تجسس في ألمانيا بما في ذلك التنصت على هاتف المستشارة الألمانية. وأشارت ميركل إلى الخلافات لكنها وصفت الولايات المتحدة بأنها "صديقتنا" و"شريك أساسي".

وخلال المؤتمر الصحفي مع يونكر، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه يأمل أن تشكل المجموعة جبهة موحدة فيما يتعلق بالعقوبات ضد روسيا.. وأضاف: "إذا أراد أحد أن يبدأ مناقشات بشأن تغيير نظام العقوبات فينبغي أن يكون ذلك لتشديدها وحسب."

وألقى مراقبون أوروبيون مسؤولية العنف في الآونة الأخيرة بشرق أوكرانيا على الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو. وتم استبعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مما كان يعرف سابقا بمجموعة الدول الثماني بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم لأراضيها العام الماضي.

وقبل هذا التجمع نظم آلاف من المحتجين المناهضين لمجموعة السبع مسيرة في بلدة جارميش-بارتنكيرشن القريبة أمس الأول. ووقعت اشتباكات متقطعة مع الشرطة ونقل عدة محتجين إلى المستشفى لعلاجهم من إصابات ولكن أعمال العنف كانت محدودة بالمقارنة مع بعض اجتماعات القمة السابقة.

تعليق عبر الفيس بوك