"التكتيك المباشر" يمنح البارسا "الثلاثية".. و"تريو" الهجوم الكتالوني "وحش كاسر" أمام دفاعات السيدة العجوز

برشلونة - رويترز

إحراز هدفين بتوقيع لويس سواريز ونيمار من هجمات مرتدة خلال الفوز على يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، جاء بمثابة تتويج للأسلوب المباشر الجديد في اللعب للنادي الإسباني الذي أصبح أول فريق أوروبي يحرز ثلاثية من الألقاب للمرة الثانية.

وتكامل سواريز بصورة رائعة في خط الهجوم الكتالوني الضارب- إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي ونيمار- بعد عودته في أكتوبر الماضي من الإيقاف بسبب عضه لاعبا منافسا في نهائيات كأس العالم 2014. ورغم أن اللاعب القادم من أوروجواي لم يقدم أفضل مباراة في مواجهة بطل ايطاليا، لكن تأثيره في تحقيق الفوز كان هائلا بسبب فطنته وقدرته على قراءة التحركات وبصفة خاصة عندما تابع كرة ميسي التي أنقذها الحارس الايطالي جيانلويجي بوفون وأرسل الكرة إلى الشباك محرزا الهدف الثاني للفريق.

وفي آخر مرة جمع برشلونة فيها بين ألقاب الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا في 2009 تحقق ذلك من خلال أسلوب اللعب الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة، لكنه هذه المرة طبق أسلوب اللعب المباشر الذي يعتمد على الانطلاقات السريعة والهجمات المرتدة.

وحدث ذلك جليا بينما كان الفريقان متعادلين 1-1 إذ انطلق ميسي نحو مرمى الخصوم قبل هدف سواريز كما تكرر الأمر خلال الوقت المحتسب بدل الضائع عندما عزز نيمار فوز فريقه بالهدف الثالث.

وفي مؤتمر صحفي قال لويس انريكي مدرب برشلونة عن سواريز "كنا نعرف نوعيته وسجله.. الشك الوحيد كان يتعلق بمدى قدرته على التكيف والاندماج في الفريق والآن أصبح واضحا نجاحه في ذلك وهو يتمتع بنهم كبير للفوز بالألقاب." كما أشاد مدرب برشلونة بجهود ميسي ونيمار قائلا "ميسي لاعب أساسي وهو صاحب الهدف الثاني ونحن سعداء بوجوده لأنه منحنا ما كان يمنحنا طوال الموسم الحالي." وأضاف لويس انريكي قوله "في الموسم الماضي قدم نيمار موسما جيدا للغاية رغم أنه كان موسمه الأول في الفريق والآن تطور وأصبح رائعا واثبت انه واحدا من أفضل اللاعبين على مستوى العالم." كما كان دفاع برشلونة من خلال تألق جيرار بيكي وخافيير ماسكيرانو رائعا أيضا لكن يبقى ثلاثي الهجوم هو من صنع الفارق بالفعل.

وقال سواريز للتلفزيون الإسباني بعد المباراة "هذا رائع.. إنه حلم.. شيء فريد.. لكي تفوز بهذه الألقاب يجب أن تعاني.. وإلان فلن يكون للأمر قيمة كبيرة.. واليوم كان يجب أن نعاني لنفوز بالمباراة". وقال جيانلويجي بوفون حارس يوفنتوس "نعتقد أنه كانت لدينا فرصة للفوز بهذا اللقب الرائع لكننا لم نستغلها وفاز أفضل فريق". وأضاف "في كرة القدم لا يحدث هذا دائما لكنه حدث هذه المرة".

وتجاوز برشلونة التوتر سريعا ولمس جميع لاعبيه غير الحارس الكرة في هجمة رائعة لتصل إلى نيمار فمررها إلى القائد أندريس إنيستا ومنه إلى راكيتيتش الذي سددها مباشرة في المرمى مسجلا رابع أسرع هدف في تاريخ نهائي المسابقة. وحرم بوفون- الذي فاز مع منتخب إيطاليا في هذا الاستاد بلقب كأس العالم- برشلونة من هدف ثان في الدقيقة 13 بعدما أبعد بيد واحدة تسديدة دانييل ألفيس. وتألق الحارس البالغ من العمر 38 عاما مرة أخرى لينقذ فرصة أخرى في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني ونجح يوفنتوس في التعادل على عكس سير اللعب حين تابع ألفارو موراتا الكرة المرتدة من الحارس الألماني لبرشلونة مارك أندريه تير شتيجن في الدقيقة 55. لكن الفرحة لم تدم حيث ضغط برشلونة وأنقذ بوفون فرصة من ليونيل ميسي في الدقيقة 68 قبل أن يحرز سواريز الهدف الثاني من هجمة مشابهة تماما لهدف يوفنتوس. وكافح يوفنتوس بشجاعة لكن اللياقة البدنية للاعبيه المتقدمين في السن لم تسعفهم لينجح نيمار في تسجيل الهدف الثالث من هجمة مرتدة في نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع. ورفع هذا حصيلة ثلاثي هجوم برشلونة المكون من ميسي وسواريز ونيمار إلى 122 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم.

وكانت تلك آخر مباراة لتشابي مع برشلونة بينما أصبح إنيستا أول لاعب من الفريق الكتالوني يشارك أربع مرات في نهائي دوري أبطال أوروبا معادلا الرقم القياسي لكلارينس سيدورف في التتويج باللقب في المرات الأربع.

تعليق عبر الفيس بوك