مصيرة الكنز الثري

يوسف البلوشي

تعتبر جزيرة مصيرة من أجمل بقاع السلطنة حيث تتميز بشواطئها البكر المترامية الأطراف، وهي تطل على بحر العرب والمحيط الهندي، وتتمتع بمناخ معتدل حيث تنخفض فيها درجات الحرارة في عز الصيف، لكنها تفتقر إلى بعض الخدمات مما يضعف إقبال السياح عليها، ويأتي معظهم لأجل الحصاد السمكي كونها تطل على بحر عمان الغني بثرواته.

وتحتاج جزيرة مصيرة إلى أن تمتد لها يد التعمير والتطوير حتى تصبح وجهة سياحية تجتذب السياح من كل نواحي المعمورة، ويساعدها على ذلك الهدوء الذي يسودها والذي يستدعي إلى الخيال قصص المغامرات البحرية والسندباد، وتلك الحياة البدوية والبحرية التي كان يعيشها أسلافنا في الماضي.
كما تحتاج إلى أن تقام بها المنتجعات الحديثة والمرافق العامة التي تقدم الخدمات ذات الجودة العالية.
ومن ثم جعلها وجهة لكل المواسم والأوقات وذلك بخيارات الاستثمار الأمثل فيها وتحسين مستوى الخدمات وفقاً لمتطلبات السياحة الحديثة.
ولا تزال حتى الآن تعاني شح الخدمات التي يفتقدها الأهالي ويشكل تأخر وصول الخدمات إليها عائقاً أمام السياح الذين يودون قضاء الأوقات الجميلة بها.
ويفترض أن يقوم التجار والمستثمرون بالالتفات إلى تلك البقعة الجميلة بشيء من الاهتمام واستثمار أموالهم فيها، بالإضافة إلى تشجيع الحكومة لهم وتهيئة البيئة المناسبة لهم بما يتفق وتطلعات المستقبل الهادفة في تعزيز الدخل القومي وتنشيط الاقتصاد وبناء خزينة اقتصادية وترسانة قومية للمستقبل.
كما أنه يجب أن يرافق ذلك أيضاً إنشاء البنية الأساسية، في الوقت المناسب للبناء وتعزيز مقدرات المنطقة لتكون وجهة سياحية جذابة، خاصة مع اتجاه السلطات إلى تدعيم الاقتصاد الريعي والاتجاه إلى خلق اقتصاد يقوم على الخدمات في ظل تراجع أسعار النفط، ومن هنا ينبغي على الجهات المعنية الالتفات إلى مثل هذه المشاريع من خلال وضعها ضمن الخطط الاستراتيجية، والعمل على دعم المشاريع السياحية التي تعزز من الناتج المحلي الإجمالي.

أسوة بالدول التي تعتمد في اقتصاداتها على السياحة والتي تشكل الجزر فيها مناطق استقطاب سياحي مثل شرق آسيا والقارة الأمريكية. وهذا ما يطمح له مواطني جزيرة مصيرة وهو أن تصبح الجزيرة مقصداً سياحياً للمواطنين والزوار.

تعليق عبر الفيس بوك