الرؤية- أحمد السلماني
وضع جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" حدا لمشواره الممتد على مدى 17 عاما على رأس أكبر هيئة كروية في العالم، وذلك بإعلانه استقالته من المنصب والدعوة لجمعية عامة استثنائية لانتخاب رئيس جديد، وبقدر ما كان الإعلان مفاجئا لكثيرين، كان خاتمة منطقية لمسلسل من الأحداث التي مهدت لهذا الحدث.
واستلم بلاتر رئاسة الفيفا في 1998 خلفا للبرازيلي جو هافلانج، ونجح طيلة السنوات التي تلت ذلك في فرض نفسه زعيما أوحد للكرة، وأقصى بسطوته أي فرص لبروز منافسين له على المنصب، وتجلى ذلك في تفوقه بسهولة في الانتخابات التي خاضها أعوام 1998 و2002 و2007 و2015، وكان أبرز من أقصاه بلاتر من طريقه السويدي يوهانسون رئيس الإتحاد الآوروبي السابق لكرة القدم والقطري محمد بن همام بعد ان ترشحا على رئاسة الفيفا حيث إنتهت بعد ذلك حياتهما الرياضية.
غير أن توالي فضائح الفساد نالت شيئا فشيئا من مكانة بلاتر رغم إصراره في كل مرة على تأكيد أنه "ربان السفينة ولا يتركها في بحر هائج مهما كانت صعوبة الموقف"، وذلك قبل أن تنكشف الفضيحة الأخيرة التي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
وبحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، فإن السبب الذي دفع بلاتر لتقديم استقالته بشكل مفاجئ، هو تسريب وسائل الإعلام لخطاب سرى يوضح مواجهة بلاتر فى قضايا فساد. وأضافت الصحيفة أن الخطاب السري الذي تم تسريبه لوسائل الإعلام، يؤكد ضلوع الفرنسي جيروم فالكيه سكرتير عام الفيفا والرجل الثاني بعد بلاتر، في قضية دفع مبلغ 10 ملايين دولار لمسؤولين في اتحاد الكرة لقارات امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف" ثمناً لكسب أصوات من أجل تنظيم جنوب إفريقيا لمونديال 2010، وهو ما يؤكد علم بلاتر نفسه بهذه الرشاوى التي يحقق فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي "اف بي آي"، ومتهم فيها مسؤولون رسميون في الفيفا.
الرسالة أنهت مزاعم الرئيس المستقيل بلاتر وساعده الأيمن جيروم فالكه، حول عدم علمهما بالرشوة المزعومة بشأن استضافة جنوب إفريقيا لكأس العالم 2010.
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية "إف بي آي"، تلقي نائب الرئيس السابق جاك وارنر ونائبه تشاك بلايزر في اتحاد الكونكاكاف رشوة 10 ملايين دولار، في مقابل منحهما الصوت لجنوب إفريقيا. وكان الأمين العام جيروم فالكه تورط في اشتباه تسلمه كتاب رسمي بهذا الخصوص من الاتحاد الجنوب إفريقي.الرسالة من رئيس اتحاد جنوب أفريقيا مولفي اوليفانت، كانت موجهة إلى فالكه، وطلب تسليم الأموال إلى الفيفا بدلا من وارنر لدعم كرة القدم في منطقة البحر الكاريبي.
وجاء في الرسالة المؤرخة بتاريخ 4 مارس 2008، جاء فيها ما يلي: "في ضوء القرار الذي اتخذته حكومة جنوب إفريقيا حول مبلغ 10 ملايين دولار مخصصة من الميزانية التشغيلية للجنة المنظمة؛ حيث نتمنى أن تدار وتنفذ مباشرة من قبل رئيس الكونكاكاف من أجل دعم كرة القدم في تلك المنطقة". ونفى بلاتر في وقت سابق أي علم له أو لأمين عام الفيفا بالموضوع.
واندلعت الأزمة الأخيرة قبل يومين من الانتخابات التي فاز بها بلاتر (79 عاما) بعد انسحاب منافسه الأمير الأردني علي بن الحسين، وكانت شراراتها إقدام السلطات السويسرية وبطلب من القضاء الامريكي على اعتقال سبعة من مسؤولي الفيفا واتهام آخرين بسبب ضلوعهم في رشى تصل إلى نحو 150 مليون دولار.
وتوالت التطورات بتوجيه وزارة العدل الامريكية اتهاما لـ14 شخصا- بينهم السبعة المعتقلون في سويسرا- لتورطهم في قضايا فساد ورشى ومنح صفقات متعلقة بحقوق البث التلفزيوني.
وتسود عالم كرة القدم من رؤساء اتحادات ونجوم كرة وشركات راعية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ترحيبا واسعا بالاستقالة المفاجئة لـجوزيف بلاتر من رئاسة الاتحاد أمس الثلاثاء بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه. فقد اعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ميشيل بلاتيني أن قرار الاستقالة "صعب وشجاع وصائب". من جانبه علق النجم البرتغالي لويس فيغو -الذي انسحب من الانتخابات- على استقالة بلاتر بالقول إن "هذا يوم جيد للفيفا ولكرة القدم". وأضاف "وأخيرا التغيير قادم".
كما رحب رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جريغ دايك باستقالة بلاتر، وقال "نعتقد أن هذا هو الأفضل للفيفا ولعالم كرة القدم"، معتبرا أن التغيير في رأس المنظومة الكروية أمر ضروري وخطوة أولى لإعادة إصلاح المؤسسة الكروية، وفق قوله.
ويعد الأمير علي بن الحسين أحد أبرز ممن عاد وأعلن عن ترشحه لرئاسة الفيفا كما ومن المتوقع ان يدخل الكويتي الشيخ أحمد الفهد والفرنسي ميشيل بلاتيني والهولندي مايكل براغ والكاميروني عيسى حياتو ومن المتوقع أن تدخل أسماء اخرى السباق الذي من المتوقع أن يكون حامي الوطيس بعد أن سقوط الأسطورة بلاتر.