مساع حثيثة لرأب الصَّدع اليمني

إنَّ ما تقوم به السلطنة من جُهود كبيرة، ومساعٍ حثيثة؛ بهدف التوصُّل لحلٍّ سلميٍّ للأزمة اليمنيَّة، أمرٌ يتسقُ مع ثوابتها، وينسجمُ مع مبادئها كصَوْت للسلام، وداعية للوئام الذي يُبعد المنطقة عن التناحر، وينأى بها عن الصراع الذي يُهدِّد الاستقرارَ ويهدمُ أركان الأمن.

وجُهود السلطنة الرامية إلى إعادة الاستقرار لليمن الشقيق غير خافية على أحد، وتتبدَّى نتائجها يوما بعد آخر، ولعلَّ آخرها ما تمَّ مساء أمس من مساعدة عُمانية للحكومتين الأمريكية والسنغافورية فيما يخصُّ رعاياهما المفقودين في الجمهورية اليمنية؛ وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وقد أثمر هذا الجهد عن العثور على مواطن أمريكي وآخر سنغافوري؛ وذلك بعد التنسيق مع الجهات المعنيَّة في اليمن؛ ليجري نقلهما من صنعاء إلى السلطنة تمهيدا لعودتهما إلى بلديهما.

وهذه المساعي تندرجُ في إطار إنساني تحرصُ السلطنة على القيام به لمدِّ يدِ العون لمن يحتاجها، كما أنها في الوقت ذاته تعمل جاهدة على إقناع الأطراف اليمنية على الجلوس إلى مائدة التفاوض لإيجاد الحلول السلمية للأزمة بعيدا عن مسارات التصعيد التي لا تخدمُ الشعبَ اليمنيَّ بمختلف أطيافه ومكوناته.

وفي هذا الصدد، يُمكن الإشارة إلى ما نُشر من أخبار عن إحراز جهود السلطنة في التقريب بين وجهات نظر الأطراف اليمنية، تقدما ملحوظا يُنبئ بإمكانية التئام الأطراف اليمنية على مائدة التفاوض في المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة، ومن المنتظر أن يُحدَّد موعدها لاحقا؛ بهدف إنهاء هذا الصراع الدَّامي الذي راح ضحيته أكثر من ألفي شخص. ويُؤمل أن تنجح كلُّ هذه الجهود في التوصل لاتفاق لإبرام هدنة طويلة وإحياء الحوار السياسي بما يُعيد الأمن والاستقرار لليمن الشقيق.

تعليق عبر الفيس بوك