يوما بعد آخر؛ تتبدى النوايا المبيتة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوأد حل الدولتين، من خلال وضع العراقيل أمام قيام الدولة الفلسطينية، تارة برفضها من حيث المبدأ، وتارات بوضع الاشتراطات التعجيزيّة التي تؤدي في أحسن الأحوال إلى قيام دولة غير قابلة للحياة..
وبالأمس أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شروط جديدة لقبوله قيام الدولة الفلسطينية مما ينسف أي مسعى للسلام..
يشترط نتنياهو اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل، والتنازل عن حق العودة وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح..
هكذا يريد رئيس وزراء الاحتلال أن ينسف الأسس التي تقوم عليها القضيّة الفلسطينيّة، بهذه الشروط المجحفة والتعجيزيّة والتي تعكس الآيديولوجيا الصهيونية المتطرفة التي لا تزال تعشعش في ذهن نتياهو ومناصروه من اليمين المتطرف، وهي آيديولوجيا تنكر وجود القضية الفلسطينية، وتنفي الشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني، وهو ما ترتكز عليه سياسة الحركة الصهيونية.
إنّ هذه الشروط تعد بمثابة إعلان وفاة للعملية السلمية، كما أنّ ادعاءات نتنياهو بأنّ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة والعربية لا يشكل سببًا في صراع الشرق الأوسط، محاولة بائسة للقفز عن الواقع وتزوير مفضوح للتاريخ. فالاحتلال الإسرائيلي كان سببا لأربع حروب شاملة مدمرة. ولا يزال سببًا في التوترات المتواصلة في المنطقة. وهو كذلك السبب المباشر لاستمرار العنف والكراهيّة والتوتر.
إنّ مواقف الاحتلال، تبرهن على عدم الجدية في المسار السلمي؛ الأمر الذي يجعل من المحادثات الجارية حاليًا مفاوضات عقيمة لا طائل من ورائها، بل تستخدمها حكومة نتنياهو للتغطية على سياستها الاستيطانية العدوانية التوسعيّة، ولتخفي بها خططها الرامية إلى خلق وقائع جديدة على الأرض تدمر فرص حل الدولتين.