خبراء: شبكة الجيل 4.5 تعزز إنتاجية المؤسسات مع توفير سرعات إنترنت "قياسية".. والتحدي الأكبر في تغطية السلطنة بالكامل

مسقط - محمد الإسماعيلي

 

اتفق خبراء ومختصون في تقنية المعلومات على أن تدشين شبكة الجيل الرابع والنصف سوف يعزز إنتاجية المؤسسات من خلال توفير سرعات إنترنت "قياسية"، إلا أنهم قالوا إن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية تغطية السلطنة بالكامل، ومواجهة الطلب المتزايد من المستخدمين.

ودشنت الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) أسرع شبكة للاتصالات المتنقلة وهي شبكة الجيل الرابع والنصف (4.5)، والتي تتيح سرعات عالية لتصفح الإنترنت تصل إلى 200 ميجابايت في الثانية، وتقدم هذه الشبكة حلولا جديدة لاتصالات المؤسسات الحكومية والشركات وقطاعات التعليم العام والخاص وقطاع الأعمال والمؤسسات.

 

 

وقال خالد الشكيلي مهندس شبكات بهيئة تقنية المعلومات إنّ الأجيال السابقة للشبكات تختلف عن الجيل الرابع والنصف، مشيرا إلى الاختلافات بتعريف كل جيل قائلا إن الجيل الأول عبارة عن تقنيات أتاحت لنا القدرة على استخدام الهاتف أثناء التنقل من مكان لآخر، والجيل الثاني عبارة عن تقنيات مكنتنا من إرسال الرسائل النصية بتحويل البيانات في رسالة إلى إشارات رقمية وإرسالها عبر شبكات الموبايل، أما الجيل الثالث فقد أضاف ميزة إرسال صوت وصورة ونص مكتوب؛ وهذا الجيل الجديد يشبه الجيل السابق لكن سعته أكبر، أما الجيل الرابع والنصف فيتميز بقدرته على إرسال البيانات بسعة استيعابية أكبر 8 مرات من الجيل السابق.

أما أهم المميزات التي توفرها الشبكة الجديدة، فيوضحها علي كشوب مدير أول تطوير المنتجات بوحدة الأعمال التجارية في "عمانتل" وتتمثل في تعزيز إنتاجية المؤسسات، وتقديم الحلول المبتكرة المقدمة لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتسهيلات الملتزمة بها الشركة تجاه هذا القطاع.

وقال خالد بن خليفة الإسماعيلي الحاصل على درجة الماجستير في تقنية المعلومات ونظم الاتصال: "يعد هذا الجيل متأخرًا إذا ما قمنا بمقارنته مع الدول الأخرى مثل كوريا الجنوبية التي بدأت باستخدام شبكة الجيل الخامس والنصف".

فيما قال محمد بن حمد الصبحي طالب صحافة بجامعة السلطان قابوس: "هو ليس تأخرا حسب ما لدي من معلومات ولا يهم إن تأخرنا، لكن الأهم هو أن تكون الخدمات المقدمة بالجودة المطلوبة، لأنه وللأسف نحن نستخدم الجيل الرابع ولا تزال هناك مناطق كثيرة في السلطنة يكون فيها إرسال الشبكة ضعيفاً جدًا".

وبهذا الصدد يقول حمود بن محمد الكندي فني بقسم الشبكات الخارجية للجي إس إم في عمانتل إن خدمة الجيل الرابع والنصف تعد من الخدمات الحديثة على مستوى عالم الاتصالات، وعمانتل سبقت شركات عالمية في تفعيل هذه الخدمة؛ لذلك لا أرى هناك تأخيرا في إطلاق هذه الخدمة.

وفي حديث نشرته مجلة الخزينة بتاريخ 18 ديسمبر 2014 مع معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي، قال معاليه إن الشبكة في السلطنة ليست ضعيفة، لكنها تواجه عقبات، مشيرا إلى أنه يجري إعداد خطة وطنية لترحيل الترددات وتوفير مزيد من نطاقات الطيف الترددي للاستخدامات المدنية والتجارية على مدار 3 سنوات تنتهي في العام 2015، وتم تخصيص مبلغ 50 مليون ريال عماني لتنفيذ الخطة؛ حيث تم الانتهاء من إخلاء جزء كبير من الترددات الواردة في الخطة وتوفير الكثير منها إلى المشغلين مما مكنهم من البدء في تقديم خدمات الجيل الرابع، وزيادة رقعة التغطية لشبكات الجيل الثالث، وتحسين جودة الخدمات، كما أشار إلى أنه يجري العمل حالياً على تنفيذ مراجعة شاملة لقانون تنظيم الاتصالات؛ لإعداد قانون جديد يواكب تطورات سوق الاتصالات، حيث تم الانتهاء من إعداد المسودة الأولى للقانون الجديد من قبل الوزارة.

 

استفادة كبيرة

وحول مدى استفادة القطاعات المختلفة من استخدام الجيل الرابع والنصف في مجال أعمالهم، قال حسن بن علي اللواتي المدير العام لشركة رمز الاتحاد: "إن عالم التكنولوجيا الرقمية في تقدم مستمر ويجب على شركات الاتصالات مواكبة هذا التطور بحيث أن التسويق الالكتروني خصوصا عبر قنوات التواصل الاجتماعي أصبح من أساسيات النجاح لأي مؤسسة، لأننا في السابق كنا نسوق عن طريق نشر إعلان على شكل ملف أو صورة رقمية واليوم تطورت الأمور وأصبحنا ننشر مقاطع إعلانية لتسويق منتجاتنا حيث إن هذه المقاطع يجب أن تكون بجودة عالية حتى تصل الفكرة للفئة المستهدفة من الإعلان، وبالمقابل يجب توفر شبكة تتحمل هذا الضغط الهائل من المعطيات الرقمية".

وقالت منى بنت ناصر المعمري مدير الصحافة والإعلام في شركة عمانتل إن الشبكة الجديدة توفر سرعة تعادل ثلاثة أضعاف شبكة الجيل الرابع من شأنها أن تضمن تجربة استخدام أفضل للإنترنت والتي ستعمل على تحسين تجربة المستخدمين سواء على قطاع الأفراد أو قطاع الأعمال، كما أن السرعة ستلبي احتياجات المشتركين من حيث سرعة الولوج للإنترنت والبقاء على تواصل دائم مع أعمالهم".

وحول مدى توافق هذه السرعة مع الاستخدامات اليومية للإنترنت في حال تعميمها على نطاقات واسعة في السلطنة، قال مشعل بن عبد الله النخيلي: "كل يوم هناك تزايد في احتياجات سرعات أكبر للإنترنت ما يعني ضغطا أكبر سيواجهه موفرو الخدمات، ومن الممكن أن 200 ميجابايت في مرحلة أولية قد تلبي احتياجات الأفراد، إلا أن المؤسسات ربما قد تحتاج سرعات أكبر حسب احتياجها واستخداماتها للإنترنت، وفي نفس الوقت أعتقد أن المستخدم دومًا يطمح إلى سرعات أكبر في ضوء التطور التقني والمعرفي الحاصل".

ويوافقه الرأي حمود بن محمد الكندي قائلا: "هناك مستخدمون يقومون بتحميل الملفات بشكل سريع جدًا؛ لذلك بكل تأكيد فإنّ سرعة هذه الشبكة الجديدة تتناسب مع تطلعاتهم، وكذلك في استخدامات الشركات والمؤسسات التي تعمل على تخليص أعمالها بشكل أسرع".

تقنية متقدمة

وتدعم تقنية الجيل الرابع والنصف في هذا الوقت جهازين، هما جهاز HTC وجهاز Galaxy S6 Edge الذي تقدمه عمانتل بسعر تنافسي من خلال عرض ترويجي يناسب احتياجات المشتركين ويضيف قيمة حقيقية على استخدام الجهاز، ويأتي هذان الجهازان ضمن سلسلة الأجهزة الذكية التي ستطرحها الشركة لاحقًا والتي تمنح مستخدميها تصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديو وتنزيل المحتوى والألعاب الإلكترونية بسرعات عالية تصل إلى 200 ميجابت/ثانية.

فقد خصصت الشركة هذه الشبكة لفئة محددة من المستخدمين متمثلة في رجال الأعمال، والتجار والمستثمرين، وقطاعات التعليم الحكومية والخاصة، والمؤسسات والمنظمات غير الربحية.

فماذا لو عممت هذه الشبكة لأكبر شريحة ممكنة من المستخدمين، ولم تقتصر على تلك القطاعات فقط؟ "بالتأكيد سيكون هنالك تأثير كبير جدا على سرعة نقل البيانات، ما يلازم ذلك من إيجابيات كثيرة علي مجتمعنا ويسهم في تطوير الخدمة كثيرا"، هكذا أجاب خالد الشكيلي عن مدى تأثير تعميم هذه الشبكة لأكبر قطاع من المستخدمين.

ويوافقه الرأي حمود بن محمد الكندي بقوله إن تعميمها سيؤثر إيجابا وسيرضي شريحة كبيرة من المشتركين في نطاق شبكة عمانتل.

لكن خالد خليفة الإسماعيلي يرى أنّه لن يكون له تأثير كبير إذا ما تمت مقارنته بشبكات الدول الأخرى، كما يقول مصطفى تقي اللواتي، أخصائي دعم فني "لا جدوى إذا لم تغط السلطنة بأكملها بالجيل الرابع والنصف".

تعليق عبر الفيس بوك