"دعم الحياة على المريخ"يتوّج بالجائزة الخاصة في مسابقة "إنتل للعلوم والهندسة" بوكالة "ناسا" الأمريكية

مسقط - الرؤية

حصد مشروع "دعم الحياة على المريخ" للطالبات شما بنت سلام التوبية وشهد بنت سيف العمرية ولجين بنت يعقوب الرقيشية من مدرسة أم الخير للتعليم الأساسي الجائزة الخاصة في مسابقة انتل للعلوم والهندسة 2015 من وكالة ناسا لأبحاث الفضاء في أمريكا.

وعقدت المسابقة مؤخرًا في مدينة بتسبيرج في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وشاركت السلطنة بثلاثة مشاريع هي: مشروع المكنسة الصحية في مجال الهندسة البيئية، ومشروع نظام دعم الحياة على المريخ في مجال الهندسة البيئية، ومشروع الطريق السريع الحساس للمطر في مجال هندسة الحاسب الآلي والذكاء الصناعي، وذلك ضمن أكثر من 1700 مشروع من 75 دولة من مختلف أنحاء العالم. وتعد هذه المسابقة الأضخم على الإطلاق على مستوى العالم في مسابقات العلوم والهندسة للأعمار من 14-18 سنة، وتركّز على البحث العلمي والابتكار.

وتتمحور فكرة المشروع- الذي شاركت به الطالبات- حول اختراع جهاز داعم للحياة على سطح كوكب المريخ، وهو دعم لمؤسسة هولندية سترسل ألفي شخص للاستقرار على المريخ إلى الأبد عام 2023، وفكرته تتمثل في الاستفادة من الجليد المتشكل فوق قشور وصخور المريخ المشبع بثاني أكسيد الكربون وغير الصالح للاستخدام، وتحويله من خلال عدة إجراءات لماء صالح للشرب والزراعة، وقد استغرقت الطالبات مدة ستة أشهر من البحث والتجربة.

وعبّرت الطالبة شما بنت سلام التوبية عن سعادتها بهذا الإنجاز، وقالت: "كم هو شعور رائع أن تكون طالبا بين آلاف المشاركين من أكثر من 75 دولة على مستوى العالم في هذا المحفل العلمي العظيم، حيث ولّدت المسابقة في نفوسنا الحماس والإصرار على مواصلة الاجتهاد وتحقيق أعلى المراتب العلمية في المستقبل". وأضافت: "تعلمنا من خلال هذه المشاركة أنّ الطلاب في العالم متقاربين جدا في رغبتهم في حل مشكلات الكون، ومن خلال إحتكاكنا معهم لمسنا فيهم حماسًا منقطع النظير، كما هو عندنا في البحث عن حلول علمية منطقية تسهم في إسعاد البشرية". وتابعت أنّ الفوز بهذه الجائزة الخاصة ليس فوزا لنا فحسب بل فوزًا لعمان كلها، فقد أثبتنا بالتجربة أنّه لا مستحيل مع الإرادة والإصرار، فلم تكن اللغة عائقًا، ولم تكن المشاريع المنافسة الأخرى عائقا أيضًا، لثقتنا التامة بأنفسنا، وأنّ المشروع الذي ننافس به جئنا به إلى المعرض للمنافسة لا للمشاركة، ونحن على العهد وسنستمر في المشوار ونحقق الأمل ونحافظ على العهد لعمان ومن أجل عمان.

حافز كبير

وقالت الطالبة شهد بنت سيف العمرية: "يغمرني شعور كبير بالفرحة والسرور، فعندما نسمع اسم عمان في منصة التتويج تختلج صدورنا بفرحة لا توصف، فها نحن بنات عمان نحلق عاليًا في السماء بين الكبار في مجال البحث العلمي والابتكار، ولقد عملنا كفريق متكامل الأركان وبذلنا طاقتنا في الإعداد والتحضير لهذا المعرض، وعندما دخلنا المنافسة بالتأكيد كنا قلقين بسبب قوة المشاريع الأخرى المنافسة من 75 دولة، لكن مع ذلك كانت ثقتنا بالله كبيرة وثقتنا بما لدينا حافزا في التمسّك بالفكرة والدفاع عنها مع المحكمين من وكالة ناسا ومع المحكمين الآخرين، وسنستمر وسنحقق أكبر من هذا الإنجاز وسنتحدث طويلا إلى زميلاتنا في المدرسة لكي يكون ذلك حافزًا لهم أيضًا لبذل المزيد من الجهد في طلب العلم فيه فقط يمكن أن تحل قضايا ومشكلات كوكبنا المعقدة.

وقالت لجين بنت يعقوب الرقيشية: "لا يمكن أن يصف الإنسان مشاعره تجاه وطنه فهي مشاعر عميقة يصعب التعبير عنها بالحروف فقط هذا الإنجاز ليس لنا فحسب بل هو لهذا الوطن العزيز الذي يعطي بسخاء منقطع النظير فهنيئا لطلاب عمان هذا الوطن.. نفتخر بهذا الإنجاز لعمان وسنواصل المشوار بإذن الله هي مرحلة البداية وأمامنا طموح أكبر أن نواصل دراستنا في التخصصات التي نريد لكي نكمل البناء، سنبذل جهدنا لنقل الفكرة لزميلاتنا فهناك العديد والعديد من الأفكار المخزنة في أذهان الكثير من الطلاب والتي في الغالب لا ترى النور بسبب عدم الاهتمام أحيانًا وعدم معرفة الطريقة العلمية للبحث أحيانًا أخرى، كان شعار المعرض هو أنّ الطلاب هم مستقبل العالم، وهم فعلا كذلك.

مشاريع متعددة

وقالت ميمونة بنت حميد العبرية مديرة دائرة المحتوى والتعليم الإلكتروني بوزارة التربية والتعليم: "إن النجاح والفوز بهذه المشاركة العالمية من قبل طالباتنا ما هو إلا نتائج خطط الوزارة في مجال الابتكار العلمي وتوظيف التقنية بالعملية التعليمية، فلدى الوزارة مبادرات ومشاريع متعددة في مجال البحث العلمي والابتكار التعليمي مثل: برنامج انتل للتعليم لإكساب معلمي السلطنة المهارات الأساسية لتوظيف التكنولوجيا داخل الصف الدراسي والتعلم عن طريق المشاريع، بالإضافة لبرنامج الابتكار التعليمي بالشراكة مع مجلس البحث العلمي، وبرنامج التنمية المعرفية لرفع مهارات الطلبة في أسس البحث العلمي والابتكار، ومشروع الروبوت التعليمي لرفع مهارات الطلاب في الهندسة الميكانيكية ولغة البرمجة.

وقال الربيع بن رضوان أولاد ثاني مشرف المسابقة: "نافس مشروع نظام دعم الحياة على المريخ مجموعة من المشاريع لنيل جائزة ناسا لأبحاث الفضاء ومركز في التصنيف العام في مجال الهندسة البيئية واختير المشروع من قبل وكالة الفضاء الأمريكية ضمن أفضل ثلاثة مشاريع بحثية، وطلابنا متميزون فقط يحتاجون للتوجيه والتعليم واكتساب مهارات في مجال البحث العلمي والابتكار، وبشهادة الكثير من الدول والوفود والمحكمين أنّ المشاريع العمانية تتقدم بخطوات ثابتة عاما بعد عام، فالشكر والتقدير لجميع الطلاب والمشرفين على تمثيلهم السلطنة هذا التمثيل المشرف".

تعليق عبر الفيس بوك