250 أداة تعليمية في انطلاق مبادرة "خير أمة" بولاية ضنك للتعريف بمنجزات الحضارة الإسلامية

ضنك - ناصر العبري

انطلقت، مؤخرًا، في مدرسة فدى للتعليم الأساسي بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، مبادرة خير أمة "روائع الحضارة الإسلامية"، والتي جاءت تتويجا لمراحل عمل ثلاث بدأت في العام الدراسي 2012/2013.

وتشمل المبادرة ما يقارب الـ250 أداة تعليمية في مختلف المواد الدراسية، وكذلك مشاريع الطلاب المنفذة والجاهزة للعرض، ومشروع القبة الفلكية -يتم نفخها وقت الحاجة وتتسع 10 طلاب- وتوضع بها الأجهزة الفلكية المختلفة، وتم وضعها بالقاعة متعددة الأغراض- كما تضم القاعة الرئيسية سبعة أقسام وسبورة تفاعلية وأنشطة صفية، وجانبا لعرض مشاريع الطلاب ونماذج من الورش المنفذة، إضافة إلى غرفة للأدوات والأجهزة التعليمية.

ودُشِّنت المبادرة بتنفيذٍ من: أمل راشد الكلبانية -معلمة تاريخ- ومهرة سالم اليحيائية -معلمة صعوبات تعلم- بالتعاون مع إدارة ومجموعة من المعلمات والأفراد داخل وخارج المدرسة.. وتتلخص رسالة "خير أمة" في التعليم من خلال التعرف على المكتشفات التي حققها العلماء المسلمون، واستكشاف بعض الجذور العلمية والثقافية للحضارة الحديثة من خلال المعروضات والوسائل التفاعلية والأنشطة المبتكرة، وتمكين ذلك من خلال ربطه بالمناهج الدراسية؛ حيث إن أول الخطوات قام بها فريق العمل كانت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتوفير فرصة زيارة المعرض العالمي المتنقل "ألف اختراع واختراع"، والذي أقيم بدولة قطر، وكذلك زيارة متحف الفن الإسلامي ومعرض جذور عربية.

أهداف المبادرة

وتقول مهرة اليحيائية معلمة صعوبات تعلم بمدرسة فدى للتعليم الأساسي (1-12): إن أهداف مبادرة "خير أمة" تتلخص في التعريف بالمنجزات العلمية التي حققتها الحضارة الإسلامية في العصر الذهبي (من القرن الثاني إلى الحادي عشر الهجري)، وتقديم صورة دقيقة لما أحدثته حضارتنا الإسلامية من أثر في تشكيل حياتنا المعاصرة، والاعتزاز بالدور الحضاري الذي أسهمت به بلدنا عمان في بناء الحضارة الإسلامية، وربط المناهج الدراسية بفعاليات المبادرة من خلال الأجهزة والأدوات المتوفرة بالمبادرة، وربط الطلاب بالبيئة والمجتمع المحلي من خلال الأنشطة الخاصة بالمبادرة.

وتابعت بقولها: بدأت مراحل العمل على "خير أمة" في العام الدراسي (2012/2013م) حين قمنا بوضع خطة وفريق العمل من المعلمات والطلاب، وكذلك وضع تصوُّر للقاعة الرئيسية، وجلب الأثاث اللازم للعرض وحفظ أدوات وأنشطة وأجهزة المبادرة، وكذلك طباعة الصور والسجاد التي تحوي إنجازات المسلمين، وتوفير كم كبير من الأدوات والأجهزة التي تم جلبها من خارج السلطنة، والتعاقد مع مصممي ألعاب البرمجة لتنفيذ بعض الأعمال المتعلقة بالمبادرة، وكذلك قمنا بمخاطبة بعض الجهات الحكومية والخاصة لتوفير الدعم اللازم للمبادرة، ومن البداية كانت لنا مشاركات في فعاليات ومناشط المدرسة.. أما المرحلة الثانية؛ فكانت في العام الدراسي (2013/2014م)، حيث تم وضع تصور لتصميم قاعة المبادرة وجمع المعلومات والصور الملائمة والتعاقد مع شركة لتصميم وتنفيذ قاعة المبادرة، والاستمرار في تنفيذ الفعاليات التي تستهدف كل المراحل الدراسية، والاستمرار بتزويد المبادرة بالأجهزة والأدوات، تصميم وإعادة صنع اختراعات العلماء المسلمين من قبل الطلاب، وكذلك تم في هذه المرحلة توفير قبة فلكية صغيرة وتوفير أجهزة فلكية بسيطة، وتم وضع دليل شامل بالأدوات والأجهزة المتوفرة للمشروع وتوزيع نسخ منه للمعلمات لاستخدام الأدوات في تحقيق أهداف المناهج الدراسية، مع استمرار الفعاليات والأنشطة المصاحبة، والبدء في زراعة حديقة خير أمة.

وتضيف اليحيائية: وفي المرحلة الثالثة (2014/2015م)، تم الانتهاء من التصميم النهائي للقاعة الرئيسية لخير أمة، وتم توفير غرفة صغيرة لوضع الأدوات والأجهزة المتوفرة وتصنيفها حسب المواد الدراسية ووضع دليل شامل لها لتسهيل استعارتها، وكذلك طلب قبة فلكية من الخارج ووضعها في القاعة متعددة الأغراض وتتسع لحوالي عشرة طلاب، وتم استكمال الأعمال في حديقة خير امة وزراعة بعض المحاصيل التي زرعها المسلمون وعمل ورش من منتجات الحديقة المصاحبة لخير أمة، وكذلك أصبح بإمكان المعلمات تنفيذ حصص في قاعة المبادرة وبإمكان الجميع زيارة المبادرة والاستفادة من كل ما تحويه.

وتُكمل: هذا العام اتضحت أركان المبادرة، وتكمن أهمية "خير أمة" في أنه تم وضع سجل استعارة للمعلمات من داخل وخارج المدرسة ويصل عدد الاستعارات أكثر من 50 أداة ووسيلة تعليمية في الشهر الواحد، وفي استبانة استطلاع آراء الطلاب في مدى الاستفادة من مبادرة "خير أمة" يتضح من خلال تحليل نتائج استطلاع رأي الطلاب والطالبات حول مدى الاستفادة من مبادرة خير أمة أن نسبة كبيرة من أفراد العينة بلغت 98% تشعر بالرضا بشكل عام عن مستوى الخدمات التعليمية التي تقدمها المبادرة، وبنفس النسبة ترى عينة الاستطلاع أن المبادرة ساعدها في إثراء معلوماتهم التاريخية والعلمية وما طرأ عليها من تطور، ولاقت عبارة طرق العرض للمعلومات والأدوات والأجهزة في المبادرة منظمة موافقة بنسبة كبيرة بلغت 95%، وبنسبة قريبة 94% جاءت الموافقة على عبارة أن الأدوات والوسائل التعليمية الموجودة بالمبادرة متلائمة مع تطورات العصر الحديث، بينما جاءت أقل عبارة في النتائج قبولا بنسبة 77% هي عبارة هناك إعلانات وإرشادات واضحة في المعرض لمساعدتي في التعرف على خدمات المبادرة، ويرجع ذلك إلى أن الفترة الزمنية التي طبق فيها هذا الاستطلاع إلى بداية إقامة المبادرة؛ مما دفع القائمين بالمبادرة إلى مراعاة ذلك في المراحل اللاحقة وتم العمل والأخذ بالاقتراحات في هذا الجانب.

نشاطات متنوعة

أما عن دور المبادرة في دعم الابتكار، فتقول اليحيائية: هناك العديد من الأعمال التي نفذت منها على سبيل المثال زراعة حديقة خير أمة، وتم من خلال هذا العمل التعرف على طرق الفلاحة الإسلامية من خلال تهيئة الأرض وتوضيح الأهمية الدينية والعملية للحدائق بالنسبة للمسلمين، ومسابقة رسم الاختراعات الإسلامية، بهدف التعرف على المنجزات الإسلامية، وإدراك قيمة التأمل في مخلوقات الله، إلى جانب البيت الإسلامي والحناء، حيث تم زراعة شجرة الحناء في حديقة خير أمة، وإقامة ورشة عن تاريخ الحناء وفوائده الطبية...وغيرها الكثير من الورش والفعاليات التي تدعم الابتكار كالزجاج والفن الإسلامي وإنتاج الحلويات الموسمية كما صنعها المسلمون قديما، وصنع المجسمات الورقية والتجارب العملية كمشاريع طلابية.

وعن الرؤية المستقبلية للمبادرة، تقول اليحيائية: نطمح إلى توفير مساحة أكبر من المقر الحالي نظرا لما يتطلب من تخصيص مساحات للأدوات والمشاريع المنفذة ومساحة لعمل الورش المتعلقة بالمبادرة، وكذلك نسعى مستقبلا على إقامة معرض متنقل باستخدام محتويات المبادرة لنقل الفائدة لشريحة أكبر من المجتمع، وتخصيص ركن متكامل للأدوات والأجهزة والوسائل التعليمية مصنفة بشكل جيد يسهل الوصول إلى الجهاز أو النشاط وأدواته اللازمة لعمله، وكذلك تخصيص ركن لأعمال الطلاب ومشاريعهم المنجزة في المبادرة، كما نأمل تزويد المبادرة بأدوات ووسائل أكثر للاستفادة منها في المناهج الدراسية، ونسعى كذلك لتوفير قبة فلكية متكاملة مع أجهزة العرض الفلكية الخاصة بها وتكون أكبر من القبة الحالية، ونعمل جاهدين على توسيع قاعدة الفئات المستهدفة وتقديم خدمات علمية وتعليمية ذات جودة أشمل وأعلى، والتعاون مع مؤسسات علمية وتعليمية معروفة على المستوى العالمي من أجل جلب مزيد من الخبرة لتطوير المبادرة وتحقيق أهدافها.

تعليق عبر الفيس بوك