تكريم الطلبة الفائزين في المسابقة السنوية "رتل وارتق 10" برعاية وزير الخدمة المدنية

2852 طالبا وطالبة شاركوا في التصفيات الأولية

الحوسني: القرآن غذاء الأرواح وترياق القلوب ونبراس يضيء جنبات الحياة

المسابقة ترسخت جذورها وتفرعت أغصانها وأينعت ثمارها

الرؤية - مالك الهدابي

تصوير/ راشد الكندي

رعى معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية مساء أمس الأول في القاعة الكبرى بمسرح جامعة السلطان قابوس الثقافي، حفل تكريم الطلبة الفائزين بالمسابقة القرآنية السنوية "رتل وارتق (10)" والتي نظمها هذا العام مجلس الآباء والأمهات بالتعاون مع مدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-10)، وقد شملت جميع مدارس الذكور والإناث الحكومية بولاية بوشر، ومدارس الذكور وبعض مدارس الحلقة الأولى والإناث الحكومية بولايات: السيب ومطرح ومسقط، والعامرات، مع إشراك عدد أكبر من المدارس الخاصة والعالمية والدولية من محافظة مسقط. كما وجهت الدعوة لمشاركة مجموعة من المدارس الحكومية والخاصة من خارج محافظة مسقط. ويأتي هذا الحفل بتنظيم من مجلس الآباء والأمهات بولاية بوشر ومدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-10) بالتعاون مع دائرة الإرشاد والتوجيه الديني بعمادة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس.

وحضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وجمع من المسؤولين ومجموعة من أعضاء مجلس الآباء والأمهات بولاية بوشر، ومشرفي ومشرفات مادة التربية الإسلامية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط وأولياء أمور الطلبة والطالبات المكرمين.

وقد استفتح الحفل بتلاوة لآيات من القرآن الكريم تلاها الطالب جابر بن أحمد بن جابر المسكري، ثم استعراض لنماذج من تلاوات بعض الطلاب المشاركين والطالبات، ثم قام راعي المناسبة بتدشين نشيد وشارة المسابقة.

غذاء الأرواح

عقب ذلك ألقى المشرف العام للمسابقة حمد بن عبد الله الحوسني كلمة المسابقة، قال فيها: إن القرآن الكريم غذاء الأرواح وترياق القلوب وراوي النفوس العطشى، وهو النبراس الذي يضيء جنبات هذه الحياة، ويهدي لأقوم السبل. أنزله الله - تعالى- صالحًا ومصلحاً لأهل كل زمان ومكان، ومحققاً لمصالح الأفراد والمجتمعات؛ فهو ينسج لهم خيوط السعادة في الدنيا، ويعلي منزلتهم في الآخرة إن هم أخذوا به.

وأضاف: ولما كان المنهج الإلهي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق ذلك كله، فإن توجيه انتباه طلاب المدارس إلى عظمة مصدره الأول الذي هو القرآن الكريم، وضرورة وجوده في حياتهم منهجا وسلوكا وأخلاقا يعد مسؤولية الأفراد والجماعات، ويأتي في مقدمة هؤلاء طواقم المدارس والمربون، ومن هذا المنطلق وتجسيدًا لقول الله تعالى : (ورتلِ القرآن ترتِيلًا)، وقوله عز وجل: "إِنا نحن نزلنا الذكر وإِنا له لحافِظون" ، وقوله سبحانه وتعالى: "كِتابٌ أنزلناه إِليك مباركٌ لِيدبروا آياتِهِ ولِيتذكر أولو الألبابِ".

وعملا بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «علموا أولادكم القرآن فإِنه أول ما ينبغِي أن يتعلم مِن عِلمِ اللهِ هو»، وقوله: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، فقد أقيمت مسابقة سنوية للقرآن الكريم موجهة لطلاب وطالبات المدارس في الصفوف (1-12)؛ وهي مسابقة "رتل وارتق" ؛ والتي استوحت عنوانها من حديث يوضح الدرجة العلمية والإيمانية التي سينالها قارئ القرآن؛ حيث ينادى يوم القيامة للصعود في مدارج الجنان بهذا الصوت: «اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" .

وتابع الحوسني: وها هي وبعد مرور عشرة أعوام من تأسيسها، تأتي المسابقة في نسختها العاشرة وقد تحققت كثير من أهدافها، وترسخت جذورها، واشتد عودها، وتفرعت أغصانها، وأينعت ثمارها.

واستطرد: لقد توسعت هذه المسابقة، وازدادت العناية بها في مدارس محافظة مسقط كما وكيفا، حتى أفصحت عن وجود كوكبة رائعة، يحفظون القرآن الكريم سطورا ومعنى، قولا وعملا، مما يشهد بمستقبل جميل لأبناء هذا الوطن العزيز.

وزاد قائلا : نأمل أن تكون المسابقة أنموذجا يحتذى في عدد من الولايات والمحافظات الأخرى؛ لأن الذي يميزها هو أنها تسير جنبا إلى جنب مع المسيرة التعليمية بمختلف التوجهات والهوايات، وليست حظا مقسما لطلاب الشريعة والإسلاميات.

وتوجه الحوسني في ختام كلمته بالشكر والتقدير إلى مجلس الآباء والأمهات بولاية بوشر، وإلى مدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-10) للبنين، وإلى وحدة مادة التربية الإسلامية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وإلى كل من أسهم في إنجاح هذه المسابقة من جهات حكومية وخاصة وأفراد .

مشاركة واسعة

عقب ذلك قدم عرض مرئي متعلق بفعاليات المسابقة. بعدها جاء عرض أوبريت بعنوان: "النور المعجز".ثم قدم عرض مرئي حول مشروع الإجازة القرآنية بجامعة السلطان قابوس. ثم عرض لقاء مصور مع أحد الطلاب الفائزين وهو سليمان بن أحمد بن سعيد القسيمي من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين.

ثم قام راعي الحفل بتكريم الطلاب الفائزين، وتكريم المشرفين على جماعات حفظ القرآن الكريم من المدارس الفائزة، والمدارس الفائزة بالمركز الأول، والمساهمين في إنجاح المسابقة من مؤسسات وشركات راعية وأشخاص، ثم تم عمل سحب على مجموعة من رحلات العمرة ومجموعة من الهدايا للجمهور الحاضرين.

وقد شهدت هذه النسخة من المسابقة أكبر مشاركة على مدار الدورات السابقة، حيث بلغ عدد المشاركين في التصفيات الأولية 2852 طالبا وطالبة؛ بمعدل 2209 مشاركين في مجال : التلاوة والحفظ، والفهم والتدبر، و 643 مشاركا في مجال: عذوبة الصوت القرآني وإتقان التلاوة . وتأهل منهم للتصفيات النهائية 597؛ بمعدل 542 في مجال التلاوة والحفظ والفهم والتدبر و 55 في مجال: عذوبة الصوت القرآني وإتقان التلاوة من 81 مدرسة؛ شاهدة أقوى منافسة في تأريخها؛ حتى أنه في بعض الحالات يكون الفرق بين خمسة مراكز أولى في نفس المستوى هو أجزاء من الدرجة.

وتأتي إقامة هذه المسابقة لترفد مسابقة حفظ القرآن الكريم التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، والمحافظة التعليمية. وتهدف إلى تحفيز الطلاب على حفظ القرآن الكريم وتجويده، بل والمنافسة في جودة حفظه وحسن تلاوته، إضافة إلى بث روح حب القرآن في نفوس الطلبة.

وتأتي هذه المسابقة برعاية من قبل شركة محمد جمعة سلطان وشركة كابلات عمان وهيئة تنظيم الاتصالات والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وميثاق للصيرفة اﻹسلامية وشركة حيا للمياه وشركة الصفاء للأغذية والشركة العمانية القطرية للاتصالات (أوريدو) وبرعاية إعلامية صحفية من جريدة الرؤية ورعاية إعلامية إلكترونية من صحيفة أثير الإلكترونية.

نقلات نوعية للمسابقة

وحول المسابقة، قال حمد بن عبدالله الحوسني المعلم الأول لمادة التربية الإسلامية بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-10) والمشرف العام على المسابقة: انه انطلاقا من الوعي بأهمية العناية بالقرآن الكريم، وإيمانا بضرورة ربط الناشئة بدستور الأمة تلاوة وحفظا وفهما وتدبرا وعملا فإن مدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-10) للبنين اعتادت أن تقوم سنويا بعمل مسابقة للقرآن الكريم على مستوى ولاية بوشر تحت عنوان: "رتل وارتق"

واضاف:وشهدت المسابقة خلال الفترة الماضية مشاركة فاعلة من قبل مدارس الولاية، وأصبحت مدارس الولاية تستعد للمشاركة فيها سنويا. وقد كانت الانطلاقة الأولى للمسابقة في العام الدراسي (1425 / 1426هـ - 2004 / 2005م) برئاسة سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، الذي كان وقتها رئيسا لمجلس الآباء والمعلمين بالمدرسة، وبإشراف من الأستاذ ناصر بن حمود الهاشمي معلم المجال الثاني بمدرسة السراج المنير للتعليم العام (5-10) بمحافظة جنوب الشرقية حاليا، والذي كان في تلكم الفترة معلما بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي.وقد تضمنت مشاركة ست مدارس من ولاية بوشر، واشتملت على مستويين، وبلغ عدد المشاركين خمسة وعشرين طالبا.

وزاد الحوسني : وفي النسخة الثالثة من المسابقة تم تعييني مشرفا للمسابقة؛ كوني من أسرة مادة التربية الإسلامية بالمدرسة المسؤولة في المقام الأول عن تفعيل مسابقة حفظ القرآن الكريم التابعة لوزارة التربية والتعليم، ولأنني كنت وقتها -أيضا- مشرفا لجماعة حفظ القرآن الكريم بالمدرسة.

وتابع : وفي النسخة (السابعة) اقترح سعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بوشر أن يقوم مجلس الآباء والأمهات بولاية بوشر بتبني المسابقة، وعند ما تم الاجتماع قمنا بشرح فكرة المسابقة لسعادة الشيخ إبراهيم بن يحيى الرواحي والي بوشر ورئيس مجلس الآباء والمعلمين بولاية بوشر -سابقا-، وبمجرد ما عرضنا عليه الفكرة تشجع لها، وذكر أنها طالما تنصب في خدمة القرآن فشرف له أن يكون مساندا ومساعدا على إنجاحها، بل واقترح تبنيها بعد موافقة مجلس الآباء والأمهات بولاية بوشر، وقد كان ذلك بأن وافق المجلس.

واستطرد الحوسني : وبهذا شهدت المسابقة نقلة نوعية؛ مما أضاف أبعادا جديدة لسجل نجاحاتها، حتى أضحت محط اهتمام المدارس والطلاب الساعين لحفظ كتاب الله، وحققت المسابقة أهدافها المتوخاة، وارتفع صيت هذه المسابقة، وأصبحت المدارس والطلاب وأولياء أمورهم يستعدون لها منذ الصيف وخلال الفصل الأول من كل عام دراسي . كما شهدت النسخة (السابعة) إضافة أسئلة متعلقة بالفهم والتدبر بجانب أسئلة الحفظ، وكان ذلك باقتراح من الشيخ فهد بن محمد الخليلي.

كوكبة من الحفظة

وقال إنه ونظرا لنجاح هذه المسابقة، وبطلب من مشرفي وحدة التربية الإسلامية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط فقد تم توسيع المسابقة في النسخة (الثامنة)؛ لتشمل جميع مدارس الذكور بولاية مسقط، إضافة إلى مدارس الذكور والإناث بولاية بوشر، ومدارس الذكور بولايتي السيب، ومطرح. كما تم زيادة عدد المدارس الخاصة والعالمية المشاركة في المسابقة، كما تم توجيه دعوة لمدرستين حكوميتين من خارج الولايات السابقة للمشاركة في المسابقة كضيوف شرف. وقد شهدت هذه النسخة مشاركة فاعلة وتنافسا كبيرا من قبل المشاركين سواء على مستوى مدارس الذكور أو الإناث؛ فقد بلغ عدد المشاركين فيها ثلاثمائة وسبعة وأربعين طالبا وطالبة.

وأفاد بأن المسابقة توسعت وازدادت العناية بها في مدارس محافظة مسقط كما وكيفا، حتى أفصحت عن وجود كوكبة رائعة، يحفظون القرآن الكريم سطورا ومعنى، قولا وعملا، مما يشهد بمستقبل جميل لأبناء هذا الوطن العزيز.

وقال: وجاءت في نسختها (التاسعة) وهي تشهد تطورا ملحوظا؛ فقد زاد عدد المدارس الخاصة والدولية والعالمية المشاركة في المسابقة، وتم توجيه دعوة لخمس مدارس حكومية من خارج ولايات (بوشر، والسيب، ومطرح، ومسقط) للمشاركة كضيوف شرف. وبلغ عدد المشاركين فيها ألفا ومائة وتسعة عشر طالبا وطالبة، وتأهل منهم للتصفيات النهائية أربعمائة وثلاثة وخمسون من ثمانية وخمسين مدرسة، كان من بينها خمس مدارس من خارج محافظة مسقط؛ شاهدة أقوى منافسة في تأريخها.

وبيّن أن هذه النسخة من المسابقة شهدت الكثير من المستجدات؛ فقد تم اعتماد شعار جديد للمسابقة؛ يتميز بالبساطة والعصرية. وتمت إضافة مستوى جديد إلى مستوياتها، وهو حفظ القرآن الكريم كاملا؛ ليصبح عدد المستويات ستة. كما تم إنشاء صفحة لها على الفيسبوك، وصفحة أخرى على التويتر. كما رفعت قيمة الجوائز المقدمة للطلاب والطالبات الأوائل. إضافة إلى تطوير برنامج رعاية المسابقة؛ لتكون فيها دعاية أكثر للشركات، ودعم أكبر للمسابقة. كما تم عمل كتاب جديد للمسابقة بعنوان: "التقرير السنوي لمسابقة رتل وارتق التاسعة" . وتم تطوير طريقة تقييم المسابقة؛ لتكون أدق، وأكثر ممايزة بين مستويات المتسابقين، وقد وضع الخطوط العامة لطريقة التقييم الجديدة صاحب القراءات العشر والمحاضر بجامعة السلطان قابوس الشيخ المقرئ الدكتور عبد الله بن سالم الهنائي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم -قيد الإشهار - . وقد تم تتويج المسابقة بحفل أقيم لتكريم المشاركين والمساهمين في إنجاحها تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان بن محمد الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج .

وهاهي مسابقة "رتل وارتق" للقرآن الكريم تأتي هذا العام في نسختها (العاشرة)؛ بمتابعة مباشرة من قبل سعادة الشيخ مهنا بن سيف المعولي والي بوشر ورئيس مجلس الآباء والمعلمين بولاية بوشر، ومن قبل يعقوب بن سلطان الشكيلي مدير مدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-10) . وشملت هذه النسخة جميع مدارس الذكور بمدارس العامرات، إضافة إلى مدارس الذكور والإناث بولاية بوشر، ومدارس الذكور بولايات السيب ومطرح ومسقط . كما تم زيادة عدد المدارس الخاصة والدولية والعالمية المشاركة في المسابقة، ووجهت الدعوة لمشاركة مجموعة من المدارس من خارج الولايات السابقة للمشاركة كضيوف شرف. ويقصد بضيوف الشرف: المدارس التي من خارج الولايات الخمس: (بوشر، والسيب، ومطرح، ومسقط، والعامرات) التي تستهدفها المسابقة في نسختها العاشرة بشكل رئيس، ولطلاب مدارس ضيوف الشرف حق المنافسة كغيرهم من الطلاب.

تعليق عبر الفيس بوك