عصابات الابتزاز عبر الإنترنت تنصب الأفخاخ للضحايا من باب "التعارف"

مسقط - الرؤية

يعتبر الابتزاز عبر الإنترنت من الجرائم الحديثة والخطيرة التي باتت تفرض خطرها وتبث سمومها في المجتمعات الخليجية ومن بينها المجتمع العماني بعد أن أصبحت التكنولوجيا الصديق الحميم للشباب، فقد فتحت التكنولوجيا بابا على مصراعيه أمام الشباب ليخوضوا عالم المتاهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع المحتالين والدجالين الذين يتصيدون الأخطاء للإيقاع بهم وينصبون الأفخاخ للضحايا.

ويستغل المحتالون المشاكل النفسية والفراغ العاطفي الذي يُعاني منه بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يعمل المحتالون خطوة بخطوة بتصرفاتهم الأنثوية لجر الضحية عن طريق برنامج "ماسنجر" أو "فيسبوك"، فإذا وجد التجاوب من الضحية الذي غالباً ما يكون لفترة قصيرة يقوم المحتال بإرسال رابط لتحميل برنامج "سكايب"، ويتحول الحوار من تعارف إلى الدخول في الخصوصيات، وذلك بإقناع الضحية بالقيام بحركات جنسية أمام كاميرات الحاسب الآلي عبر برنامج "سكايب"، التي يتم تسجيلها من قبل المحتال، ثم ما يلبث أن يتحول الحوار من تعارف إلى تهديد الضحية بنشر الصور أو مقطع الفيديو، إذا لم يدفع لهم مبالغ مالية نقداً بالمقابل.

وللأسف يستمر الابتزاز مرات عدة، ورغم ذلك يتم نشر هذه المقاطع أو الصور على مواقع تحظى بنسب مشاهدة عالية في كل دول العالم من قبل مستخدمي الإنترنت، ومن هنا يدخل الضحية في صراع نفسي من التفكير في نفسه وأهله وسمعته داخل المجتمع التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

ومن الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الشباب ضحايا لهذه المواقع، عدم الإلمام بالمخاطر التي قد تنجم عن الاستخدام السيئ لهذه المواقع ودخول وسائل الاتصال الحديثة بصورة كبيرة في حياة الأسر وضعف الوازع الديني لدى المهتمين بمثل هذه المواقع المنافية للأخلاق.

والحل الأنسب للقضاء على هذه الظاهرة، هو توعية مستخدمي الإنترنت من مخاطر السقوط ضحية الاحتيال؛ حيث إنه كلما زادت المعرفة والإطلاع لدى الأفراد قل عدد الضحايا. إذ مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي ودخول الأجهزة الذكية إلى المجتمع، دخلت معها محاذير ومخاطر وجب الحذر منها. فعدد ضحايا الابتزاز الجنسي وخاصة من المراهقين يتزايد، والذي يسبب ضغوط نفسية وشعور بالمهانة والخوف من الفضيحة لدى الضحية، مما يدفع بالبعض إلى الانتحار أو الرضوخ للتهديد.

من هنا يجب على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عدم الانجراف بإقامة العلاقات المشبوهة وتبادل المعلومات الشخصية مع الغرباء. وفي حال وقوع الشخص في شباك الاحتيال عليه ألا يعطي هؤلاء المحتالين فرصة للابتزاز، وذلك بعدم التفاوض معهم لتنفيذ طلباتهم، وحذف البرنامج فورا، كما يجب ألا يشعر بالخجل أو الحرج من اللجوء إلى السلطات المختصة كالإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية بشرطة عمان السلطانية وهيئة تنظيم الاتصالات للتعامل مع قضيته؛ حيث إنّ الجهات المختصة بمكافحة هذا النوع من الجرائم تتعامل مع الموضوع بكل سرية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة