حوادث الغرق.. مآسٍ إنسانية تتجدد في الصيف مع استهانة مرتادي البحر وإغفال معدات السلامة

مسقط- الرؤية

تتجدد في فصل الصيف حوادث غرق الأشخاص في البحر، في مآس إنسانية تنجم عن استهانة مرتادي البحر باحتياطات الأمن، وإغفال معدات السلامة على القارب أيضًا.

وعلى الرغم من أن البحر يمثل مكانًا مميزا لقضاء أوقات ممتعة، كما أنه المكان الأنسب لممارسة العديد من الرياضات المائية المختلفة، إلا أنه ولنتيجة تأثر البحر بدرجة كبيرة بالعوامل الجوية المختلفة التي قد ينجم عنها ارتفاع مفاجئ في مستوى أمواج البحر، فإن الأمر يتطلب من مرتادي البحر التعامل بحذر أثناء ممارسة السباحة ورياضات الغوض.

ومع اقتراب الإجازة الصيفية يزيد عدد مرتادي الشواطئ، حيث تقوم الكثير من الأسر خلال هذه الفترة بزيارة الأودية والشواطئ، الأمر الذي سيتطلب معه توخي الحيطة والحذر ومراقبة الأبناء أثناء ممارسة السباحة وتفادي مخاطر الغرق.

ولتسليط الضوء على حوادث الغرق، أوضح مصدر مسؤول بقيادة شرطة خفر السواحل أن معظم حوادث الغرق تحدث بسبب عدم مراقبة الأطفال أثناء اصطحابهم إلى البحر وتركهم دون رعاية، والسماح بنزول أكثر من طفل واحد في البحر مما يصعب السيطرة عليهم، بالإضافة إلى عدم ارتداء سترات النجاة،كما يعود سبب الغرق إلى قيام بعض الأشخاص بالسباحة في الأماكن التي توجد بها تيارات بحرية وأمواج عاتية مما يشكل خطراً عليهم لعدم إلمامهم بالسباحة، أو الخروج في هذه الرحلات البحرية دون أخذ الحيطة والحذر أو معرفة أحوال الطقس، كما يحدث الغرق في العيون المائية أثناء قفز الأطفال في المياه من الأماكن المرتفعة دون معرفة عمقها وهذا ما يعرضهم أحياناً للكسور في الرقبة والعمود الفقري، أو حدوث شد عضلي أو إغماء مما يؤدي إلى غرقهم.

وأضاف المصدر أنه عند تعرض الشخص لخطر الغرق عليه القيام ببعض الإجراءات التي من الممكن أن تساعده في إنقاذ نفسه، ففي البداية عليه طلب النجدة من الآخرين فوراً. ودعا المصدر الموجودين في مكان الحادث إلى سرعة نجدة المستغيث والإسراع في ذلك، مع الأخذ بمبدأ عدم المجازفة لمن لا يجيد السباحة أو أن صعوبة المكان لا تسمح بنزولهم للإنقاذ؛ حيث إن حسن التصرف في الموقف يؤدي إلى إنقاذ الشخص.

وتابع أن الأمر يتطلب من الشخص الذي سيقوم بعملية الإنقاذ التوجه إلى الغريق مسرعاً مدركاً أهمية الوقت، كما أن عليه أن يأتي الغريق من الخلف وعدم مواجهته تفادياً للإمساك به بقوة وسحبه معه، وفي حالة الوصول إليه عليه أن يلف الذراع على صدر أو رقبة الغريق وسحبه إلى خارج الماء.

أما بالنسبة لكيفية تفادي حوادث غرق الأطفال، أوضح المصدر أنه يجب على أولياء الأمور تزويد أطفالهم بسترات النجاة عند القيام بالسباحة سواء في البحر او البرك والأحواض، كما يجب منعهم من السباحة في برك المياه الراكدة او العكرة، بسبب استحالة معرفة العمق فيها وتعذر رؤيتهم في حالة تعرضهم لحوادث الغرق، وعدم السماح لهم بالسباحة في مناطق التيارات البحرية العالية؛ حيث يصعب حتى على مراقبي الأطفال مساعدتهم عند تعرضهم لمخاطر الغرق بسبب خطورة الأمواج الناجمة عن تلك التيارات، وبالتالي صعوبة القيام بعملية الإنقاذ اللازمة في حينها، ويجب على أولياء الأمور معرفة أعماق الأماكن المراد السباحة فيها قبل السماح لأطفالهم بذلك، وعدم السماح لهم بالسباحة بعد غروب الشمس؛ وذلك نظراً لصعوبة القيام بعمليات البحث في حالة تعرضهم لحالات غرق.

تعليق عبر الفيس بوك