الحريبي: مؤتمر عمان للطاقة والمياه يبرز جاذبية الاستثمار في القطاع.. والترشيد يعزز الموارد

◄ المحروقي: 368 ألف مشترك بقطاع المياه بنهاية العام الماضي

◄ الوهيبي: 363 مليون ريال عماني استثمارات "نماء" خلال 2014

◄ الصبحي: المؤتمر يسلط الضوء على مستجدات التكنولوجيا الحديثة بالقطاع

أكَّد معالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات، أنَّ مُؤتمر ومعرض عُمان للطاقة والمياه يُبرز جاذبية هذا القطاع الحيوي في السلطنة.. مشيرا إلى أنَّ ترشيد الاستهلاك يسهم في تعزيز الموارد الطبيعية التي تزخر بها السلطنة.

جاء ذلك خلال افتتاح معاليه للمؤتمر والمعرض الذي تنظِّمه الهيئة العامة للكهرباء والمياه، بالتعاون مع شركة أعمال المعارض العُمانية "عُمان إكسبو"، خلال الفترة من 19-21 بمركز عُمان الدولي للمعارض، وبحضور عدد كبير من المسؤولين الحكوميين، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وأصحاب الأعمال والأكاديميين المهتمين بموضوعات الطاقة والمياه.

الرُّؤية - أحمد الجهوري

وقدَّم سعادة مُحمَّد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه، كلمة في بداية المؤتمر؛ أوضح من خلالها أنَّ حكومة السلطنة أولتْ قطاعي الكهرباء والمياه عناية خاصة منذ بداية النهضة المباركة؛ باعتبارهما عنصرين مهمين في منظومة التنمية، ولارتباطهما الوثيق بعناصر التنمية الأخرى في كافة المجالات، علاوة أنَّ ذلك ترجمة لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. وقال إنَّ القطاعين حظيا باهتمام كبير في الخطط الخمسية الماضية، وقد انعكس ذلك جليًّا على مدى تطور وانتشار خدمتي الكهرباء والمياه في مختلف المحافظات؛ فبعد أن كانت الطاقة الإنتاجية للكهرباء لا تزيد على 2 ميجاوات قبل عام 1970، و2596 ميجاوات خلال عام 2005 -أي حين إعادة هيكلة قطاع الكهرباء وتخصيصه- فقد وصلت مع بداية هذا العام 2015 إلى أكثر من 7594 ميجاوات، فيما تشير التوقعات إلى زيادة نمو الطلب على الكهرباء خلال السنوات الأربع المقبلة بمعدل لا يقل عن 11 بالمائة سنويا ليصل حوالي 9133 ميجاوات بحلول عام 2019.

وتابع المحروقي بأنه وفيما يتعلق بمبدأ إتاحة الفرص للقطاع الخاص للاستثمار في المشاريع الخدمية؛ فقد تم خلال الأعوام الأخيرة إنشاء 6 محطات جديدة لإنتاج الكهرباء تم تنفيذها جميعا عن طريق نظام الاستثمار الكامل من قبل القطاع الخاص، وبلغتْ التكلفة الإجمالية ما يقارب الـ2.6 مليار ريال عماني.. لافتا إلى أنَّ السلطنة أولتْ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة اهتماما متزايدا بمجال الطاقة المتجددة، لما أكده عدد من الدراسات والبحوث في السلطنة عن مدى إمكانية استغلالها في إنتاج الكهرباء؛ كي تصبح أحد مصادر الطاقة الكهربائية في المستقبل.

أما قطاع المياه، فقد أكد سعادته أنَّه شهد تطورا ملموسا خلال السنوات الثماني الماضية، وهو ما أملته الظروف والمستجدات نتيجة للنمو السكاني المرتفع والتوسع العمراني والتجاري المطرد؛ حيث ارتفع عدد المشتركين من 167 ألفاً في العام 2007 إلى 368 ألف مشترك في نهاية العام 2014؛ بنسبة ارتفاع بلغت 120 بالمائة، وارتفعت كمية المياه الموزعة من 121 مليون متر مكعب في العام 2007 إلى 283 مليون متر مكعب في العام 2014؛ بنسبة زيادة قدرها 133 بالمائة، فيما تشير التوقعات إلى أن يصل معدل الطلب على مياه الشرب قبل حلول العام 2020 إلى مليون متر مكعب يوميا.

وكشف سعادته أنَّ الهيئة العامة للكهرباء والمياه قامتْ بإعداد إستراتيجية طويلة المدى حتى العام 2040 تسعى فيها إلى ربط معظم محافظات السلطنة عبر نظام تكاملي باستخدام خطوط نقل رئيسية وتغطية حوالي 98 بالمائة من المحافظات، وسيتم توفير المياه عبر توسعة محطات التحلية القائمة وإنشاء محطات تحلية جديدة، والتي تعتبر توجها وخيارا إستراتيجيا لدى الحكومة نظرا لمحدودية المياه المنتجة من الأحواض المائية والآبار الجوفية، كما ستسعى خلال الخطة إلى خفض المياه غير المحتسبة لتكون أقل من 25 بالمائة بحلول العام 2020 أقل من 15 بالمائة بحلول العام 2040.

مجموعة نماء

إلى ذلك، قدَّم المهندس عُمر بن خلفان الوهيبي الرئيس التنفيذي لمجموعة نماء، كلمة؛ قال فيها إنَّ مؤتمر عمان للطاقة والمياه لعام 2015، يأتي كجزء من احتفالات الذكرى العاشرة على تأسيس شركات مجموعة نماء، وإن مشاركتهم بالمؤتمر تتمثل في تقديم عدة أوراق عمل لمشاركة القطاع بأهم إنجازات المجموعة في تلبية رؤيتهم وتطوير مواردهم البشرية لتقديم حلول كهربائية آمنة ومستدامة لمشتركيها. وأضاف بأنَّ نسبة التعمين في قطاع الكهرباء بلغت 91% في العام الماضي، وأن هذه النسبة تعكس إيمانَ المجموعة بأن الكوادر الوطنية هي أساس النمو والتطور؛ حيث بلغ عدد موظفي المجموعة 2828 موظفا في العام 2014، فيما زاد عدد المشتركين خلال العشر سنوات الماضية بنسبة 76% من 529758 مشتركا في العام 2005 إلى 932208 مشتركين في العام 2014، وأن الزيادة جلية في زيادة إمدادات الكهرباء منذ تأسيس شركات المجموعة؛ حيث زادت إمدادات الكهرباء لتصل إلى 25121 جيجاواط في الساعة بالعام 2014. وأشار الوهيبي إلى أن الغاز الطبيعي هو الوقود الرئيسي المستخدم لإنتاج الطاقة في السلطنة، وأن الجهود ركَّزت لرفع كفاءة محطات التوليد مما نتج عنه تراجع معدل استخدام الغاز لكل وحدة من الإنتاج بمعدل 24% بين عامي 2005 وحتى العام 2014؛ وذلك باستخدام التكنولوجيا المتطورة في انظمة التوليد، وستعمل المجموعة في السنوات المقبلة على رفع كفاءة استغلال المحطات الجديدة ذات الكفاءة العالية لتحقيق معدلات أفضل في تقليل استهلاك الغاز لكل وحدة من الإنتاج.

وأكَّد الوهيبي أنَّ مجموعة نماء تقدم أهم الخدمات الاساسية للفرد والمجتمع، كما أنَّها تعمل على مساندة احتياجات النمو الاقتصادي تحت القيادة الرشيدة لجلالة السلطان من خلال التعاون مع الجهات المعنية في تنفيذ خطة لمواكبة الخطط التنموية؛ حيث استثمرتْ المجموعة 363 مليون ريال عماني في العام 2014، وتستخدم المجموعة عوائد الاستثمارات في تحسين وتطوير كفاءة الشبكات؛ مما يُساهم في توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين أينما كانوا. وحسب الخطة الخمسية الموضوعة للمجموعة، فإنه من المتوقع أن تصل قيمة الاستثمار إلى 429 مليون ريال عماني في العام 2015؛ وذلك لتوسعة شبكة الكهرباء وتعزيزها، وتم استثمار في تخفيض الفاقد من الكهرباء من 21.6% في العام 2006 إلى حوالي 12% في نهاية العام 2014.

السياسات المستقبلية

وألقى المهندس أحمد بن حمد الصبحي الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور" رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر، كلمة؛ أوضح خلالها أنَّ من أهم أهداف المؤتمر عرض الإستراتيجيات والسياسات المستقبلية لقطاعي الكهرباء والمياه اللذين يُعتبران العمودَ الفقري للتنمية في اقتصاديات البلدان والأسواق الناشئة.. مشيرا إلى أنَّ تلك الإستراتيجيات التي من شأنها توفير تنمية مستدامة وطويلة الأمد للنهوض باقتصاد السلطنة.

وأشار إلى أنَّ المؤتمر يُتيح للباحث والممارس التعرف على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في سوق صناعة الطاقة والمياه، والتركيز على التعرف على تكنولوجيا الطاقة المتجددة أو النظيفة بقيمة المساهمة في بلورة سياسات تساعد على استخدام تلك التكنولوجيا التي تسعى جميع دول العالم لاستخدامها للتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة للبيئة والاستفادة على المدى الطويل.

دفع التنمية

ويأتي هذا المؤتمر والمعرض في إطار جُهود السلطنة الحثيثة لدفع معدلات التنمية، عن طريق خلق العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف أنحاء البلاد؛ حيث ازدادت الحاجة لتوفير الطاقة التي تلبي احتياجات مشروعات البنى الأساسية، والنهضة الصناعية، والمشاريع العمرانية.

ونظرا لأهمية توفير المياه اللازمة لنمو المجتمع والاقتصاد العُماني وما تمثله من أهمية؛ كونها أحد أهم التحديات نظراً لندرة موارد المياه في السلطنة؛ الأمر الذي دفع الجهات المعنية للبحث عن أفضل الطرق وأكثرها استدامة لتوفير احتياجات السلطنة من المياه، وتطبيق أفضل نظم إدارة الموارد المائية والحفاظ عليها.

ويغطي المؤتمر والمعرض عدَّة مواضيع؛ من بينها: مستقبل الطاقة في سلطنة عُمان وإستراتيجيات كفاءة توليد واستخدام الطاقة وتطبيقات الطاقة المتجددة والبديلة، وسبل ترشيد استهلاك الطاقة في السلطنة على مستوى الاستهلاك المنزلي والصناعي، والإدارة المستدامة للمياه في سلطنة عُمان والسياسات والقرارات المائية وكفاءة إنتاج واستخدام المياه وترشيد استخدام المياه والحفاظ على الموارد المائية.

ويُشارك في هذه الفعالية عدد من الجهات الحكومية؛ منها: وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة الدفاع، وشرطة عُمان السلطانية، وبلدية ظفار، وتشارك فيه الشركة القابضة للكهرباء في هذا الحدث بصفتها شريكا إستراتيجيا، والشركة العُمانية لشراء الطاقة والمياة، والشركة العُمانية لنقل الكهرباء، وشركة كهرباء المناطق الريفية، وممثلون عن شركات توليد ونقل وتوزيع الطاقة، وممثلون عن الشركات الخاصة العاملة في مجال بناء وتشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه، وممثلون عن شركات الاستشارات العالمية العاملة في قطاع الطاقة والمياه في السلطنة، والجمعية العُمانية للمياه، والجمعية العُمانية للمياه، وجمعية علوم تقنية المياه، ومجلس صناعات الطاقة التطبيقية، وجمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية.

مشاركات واسعة

ويَرْعَى هذا الحدث عددٌ من الشركات من بينها شركة سيمنس كراعٍ رئيسي، وشركة أكواباور كراعٍ ذهبي، وشركة نحاس عُمان كراعٍ مشارك، وشركة نماء، وشركة وارتسيالا، ومستوبيشي، وجي.بي.إس.

ويمثل معرض الطاقة والمياه منصة للشركات العاملة في مجال الطاقة والمياه لعرض أحدث الابتكارات، والمنتجات والحلول المتعلقة بإنتاج وإدارة وترشيد استهلاك الطاقة والمياه بالسلطنة، ويضم المعرض العديد من الأقسام؛ منها: قسم الطاقة، ويشمل "نظم توليد ونقل وتوزيع الطاقة- المحولات الكهربية- معدات الفحص والاختبار- نظم التحكم والإدارة- تخزين الطاقة، وقسم الطاقة البديلة (الخضراء)، ويشمل "تقنيات توليد الالطاقة البديلة مثل الشمس والرياح...وغيرها- ونظم ترشيد وتحسين استخدام الطاقة- نظم الطاقة المستدامة- نظم تحويل المخلفات إلى طاقة"، وقسم الهندسة الخضراء، ويشمل: التقنيات الهندسية، وشركات الاستشارات، ومراقبة الانبعاثات، والخدمات البيئية، والمنتجات الصديقة للبيئة. وقسم المياه، والذي يشتمل على: معالجة المياه، نظم التحلية، خطوط الأنابيب، الكيماويات المستخدمة في معالجة المياه، حفر الآبار، المضخات ونظم الري، أنظمة التخزين ومعدات المراقبة والاستشعار. وقسم خاص بالتوعية والمتعلق بسبل ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، ويشارك فيه الشركات المحلية كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية لتوعية المواطنين حول أهمية ترشيد الاستهلاك وما لذلك من آثار إيجابية عن طريق أنشطة ووسائط توعوية مختلفة تجذب اهتمام الزوار على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم، ويكون بمثابة منصة تستخدمها الهيئة وتعرض من خلالها الهيئة العامة للكهرباء والمياه حهودها في هذا المجال.

وتنظم الهيئة العامة للكهرباء والمياه هذه الفعالية نتيجة لزيادة الطلب على الموارد الطبيعية من الطاقة والمياه؛ حيث تظهر الحاجة الملحة لغرس الوعي بأهمية الطاقة والمحافظة على المياه، وبأنها تمثل أولوية من أولويات التنمية التي توليها السلطنة أهمية كبرى في عملية التنمية. ومن هذا المنطلق، تولدت فكرة تنظيم هذا الحدث ليكون فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على الجديد في هذا المجال من خلال المشاركين في المؤتمر والمعرض من السلطنة ومن الدول المشاركة فيه، وسعت الهيئة -وبالتعاون مع الشركة العُمانية للمعارض "عُمان إكسبو"- إلى تحقيق هذا الهدف من خلال تنفيذ هذا المؤتمر والمعرض، وتعتبر هذه الفعالية هي الأولى من نوعها في السلطنة.

وتمَّت دعوة عدد من المتحدثين الدوليين والمحليين، وتم إعطاء موضوع الخطة المستقبلية 2040 أهمية كبيرة في هذا المؤتمر والجانب المتعلق بخطة الحكومة في توفير الطاقة والمياه خلال الفترة القادمة بما تتناسب حجم الخطط والبرامج المعتمدة في تلك الخطة الوطنية، ومن بين المتحدثين المشاركين في هذا المؤتمر الدكتور ريتشارد برد وهو خبير في المجال الهيدروليكي، والدكتور تييري ريجاد وهو خبير ومدير لمشروع سكادا، ومن المتحدثين المحلين المهندس علي بن سعيد الهدابي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لنقل الكهرباء، والمهندس عمر الوهيبي الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء القابضة، والمهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية، والمهندس يعقوب الكيومي رئيس العمليات بالشركة العُمانية لشراء الطاقة والمياه، والمهندسة أماني العزام مدير التخطيط بالشركة الوطنية للكهرباء بالأردن، والدكتور فل كمار بلفج نائب رئيس شركة سيمنس، والدكتور عادل البوسعيدي مدير التخطيط وإدارة الأصول بالشركة العُمانية لنقل الكهرباء.

ويناقش المؤتمر الإستراتيجية الوطنية للطاقة لقطاع الكهرباء، ويركز على كفاءة الطاقة وطرق المحافظة عليها، ووضع سياسات وخطط عمل للطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وسوف تتناول أيضا ظاهرة تكرار نقص المياه والتدابير المتخذة لحل هذه المشكلة.

ويتناول برنامج المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة؛ منها: مستقبل الطاقة والمياه في سلطنة عُمان، والخطط الوطنية لقطاعات الطاقة والمياه، ومستقبل الطاقة المتجددة والبديلة في السلطنة، ومدى الاعتماد عليها كمورد رئيسي لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وعرض أفضل التقنيات في مجال الطاقة والمياه وأفضل التطبيقات العملية في دول الجوار.

تعليق عبر الفيس بوك