بل عاصمة للدولة الفلسطينية

تنم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أطلقها أمس بخصوص القدس؛ عن تأصل روح العداء للسلام في أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف، كما تعكس طبيعة برامجه السياسيّة الرامية إلى تدمير حل الدولتين، وتقويض أي فرصة للتسوية السلميّة للقضيّة الفلسطينية.

وعندما يقول نتنياهو: إنّ "القدس الموحدة هي العاصمة الأبديّة لليهود فقط"، فهو لا يحاول إرضاء اليمين المتطرف في إسرائيل فحسب؛ بل يعبّر عن قناعات معشعشة في أذهان قادة الاحتلال، ضاربا بالقانون الدولي عرض الحائط، وفي إهانة واضحة لإرادة المجتمع الدولي، وقرارات الشرعيّة الدولية التي تنص على أنّ القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، مما ينفي أية حقوق أو مطالبات لإسرائيل فيها.

ولا شك أنّ مثل هذه التصريحات التي تصدر بين الفينة والأخرى، تحاول توفير غطاء لأعمال تهويد المدينة المقدسة والتزوير العلني لتاريخها، والتي ينفذها الاحتلال، وتهدف إلى السيطرة عليها بالقوة، وتهديد الوجود الفلسطيني فيها؛ مما يستوجب تحرك المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية في القدس، والضغط على الاحتلال من أجل فتح جميع المؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة، والعمل على معاقبة إسرائيل ومحاسبتها على انتهاكاتها الاستفزازيّة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. كما أنّ على الفلسطينيين اللجوء إلى كل المؤسسات الدولية لوضع حد لهذه السياسة المدمرة؛ لأنّ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة مواجهة كبرى بكافة أشكالها النضالية والسياسيّة.. لإيصال رسالة واضحة للاحتلال بأنّ المدينة المقدسة خط أحمر، وأنّ محاولات التغوّل الإسرائيلي عليها قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة وحريق لا يمكن السيطرة عليه..

كما على العالم أن يعي أنّه لن يكون هناك سلام أو استقرار في منطقة الشرق الأوسط بدون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

تعليق عبر الفيس بوك