الشيبانية تطلع على تجربة مخرجات برنامج "دعم الابتكار" بمجلس البحث العلمي

مسقط - الرُّؤية

نظَّم مجلسُ البحث العلمي -وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم- مُلتقى دعم الابتكار؛ تمَّ خلاله مُناقشة مُخرجات برنامج دعم الابتكار التعليمي؛ وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وبحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، وصاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد للابتكار، وعدد من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم ومجلس البحث العلمي والكوادر التعليمية والطلاب بحاضنات الابتكار، وعدد من أولياء الأمور والمهتمين.

وفي بداية الحلقة، ألقى صاحبُ السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي، كلمة؛ قال فيها: إنَّ هذا الملتقى يُعتبر ختامًا لبرنامج دعم الابتكار التعليمي الذي تم تنفيذه بالشراكة بين مجلس البحث العملي ووزارة التربية والتعليم؛ حيث يتمُّ خلال هذا الملتقى تقييم هذه التجربة من خلال وجهات نظر مختلف الفئات التي عملت في البرنامج من مديري مدارس ومعلمين ومشرفين وأولياء أمور وطلاب؛ وذلك للاستفادة من آراءهم وملاحظاتهم في المرحلة المقبلة.

وأشار سموه إلى أنَّ البرنامج يتضمَّن 5 حاضنات للابتكار في عدد من المدارس في محافظة مسقط؛ حيث حقَّقت هذه الحاضنات العديد من الإنجازات في مُختلف مساراته خلال 5 سنوات من عمر البرنامج، والتي من المؤمَّل أن توجَّه لدعم بيئة الابتكار في السلطنة في المرحلة القادمة والاستفادة من تجربة هذه البرنامج. وتقدَّم سموه بالشكر للفريق القائم على البرنامج على جهودهم التي بذلوها خلال المرحلة الماضية من عمر البرنامج، أملا أن يتم الاستفادة من مخرجاته في المرحلة المقبلة.

كما ألقى الدكتور حمد البوسعيدي مدير عام المناهج بوزارة التربية والتعليم، كلمة؛ تقدَّم فيها بالشكر لمجلس البحث العلمي على جهوده التي بُذلت لتنفيذ البرنامج خلال مرحلته التجريبية والدعم الفني العالي للمديرية وإداراتها لتمكين الطلاب وإكسابهم المهارات والقدرات البحثية والابتكارية.

كما أشار الدكتور حمد إلى جهود وزارة التربية والتعليم في مجال وضع الخطط والسياسات للاهتمام بمواد العلوم والتقانة والهندسة والرياضيات، والسعي لتعليم مجالات تلك المواد وتعزيز بيئات تعلمها وإيجاد نظام تعليمي ضامن للابتكار.. مؤكدا سعي مديريات التربية والتعليم في المحافظات التعليمية وفق المناهج الحالية لتحقيق مخرجات التعلم العلمية والنوادي المرتبطة بها من خلال فتح مراكز استكشاف ومراكز للروبوت ومراكز للتقنية.

ومن جانبها، ألقت الدكتورة زهرة بنت راشد الرواحية مديرة دائرة القدرات الابتكارية بمجلس البحث العلمي، ورقة عمل حول الدراسة التقييمية للبرنامج؛ أشارت خلالها إلى الأهداف العامة للبرنامج، ومن ثم استعرضتْ معايير التقييم في الدراسة؛ وهي: الملاءمة والفعالية والكفاءة والاستمرارية، والتي تمَّ قياسها على عدد من المحاور؛ وهي: محور تقييم مرحلة بناء القدرات المؤهلة في مجال الابتكار والريادة، ومحور تقييم بيئة حاضنات الابتكار في المدارس التجريبية، ومحور تقييم مصادر برنامج الابتكار التعليمي، ومحور مؤشرات الأداء سواء للطلاب أو المعلمين والإدارة وأداء الحاضنة وأداء البرنامج. كما استعرضتْ الدكتورة زهرة الرواحية تحليل استبانة الطلاب والمعلمين حول آراءهم في البرنامج، ومدى استفادتهم منه والصعوبات التي يواجهونها فيه، إضافة إلى محور المستفيدون من برنامج نشر الوعي في المحافظات ومحور تقييم العام لمدربي الابتكار.

وقد أوضحتْ الدراسة التقييمية ارتفاعَ مستويات التقييم في أغلب المحاور، وعكست مدى النجاح الذي تحقَّق من خلال البرنامج وأثره الواضح على الإدارات المدرسية والمعلمين والمشرفين والطلاب وأولياء الأمور ووجود بيئة داعمة للابتكار في المدارس وزيادة في ثقافة الريادة والابتكار والبحث العلمي لدى الأوساط الطلابية والمدرسية، كما أوضحتْ ارتفاع مؤشرات الأداء لدى الطلاب وإقبالهم الكبير على برامج وأنشطة الابتكار في الحاضنات.

وقد خرجتْ الدراسة التقييمية بعدد من التوصيات؛ أبرزها: تضمين إطار مخرجات التعليم، للمهارات والكفايات الخاصة بالابتكار والريادة، وهي متوافقة مع كفايات القرن الواحد والعشرين، وإعادة بناء المناهج على أساس تناول قضايا ومشاريع وأنشطة تفاعلية واستقصائية وتعلّم نشط ذاتي ضمن سياقات حياتية مختلفة من خلالها يبني المتعلم المعرفة والمحتوى، إضافة إلى اعتماد التعلّم النشط كإستراتيجية تعلّم رئيسية، ومن ثمَّ تدريب جميع معلمي السلطنة على ذلك، والتعلّم من خلال المشاريع والاستقصاء وحل المشكلات، وكيفية دمج مهارات الابتكار والريادة في المحتوى التعليّمي.

كما أوصت الدراسة التقييمية بأهمية اعتماد نظام معايير وطني للموارد البشرية العاملة في التعليم، يكون من ضمنها معايير خاصة بالابتكار والريادة، ورفع كفاءة الموارد البشرية من خلال برامج تدريبية متخصصة لتمكين المعلم من مهارات الابتكار والريادة وأساليب التعلّم النشط، خاصة التعلّم من خلال المشاريع والاستقصاء وحل المشكلات، وأوصت الدراسة أيضا للانتقال إلى نموذج القيادة التشاركية التمكينية للمدارس وتطبيق برنامج متكامل لنشر ثقافة الابتكار والريادة عند الأهل، إضافة إلى استثمار الإمكانات الهائلة التي توفرها التكنولوجيا في تنمية مهارات البحث، ومهارات التعلّم الذاتي المستمر مدى الحياة عند الطلاب.

وقد تقدَّمت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم عقب استعراض هذه الدراسة التقييمية بالشكر الجزيل لمجلس البحث العلمي وفريق دعم الابتكار التعليمي على ما بذلوه من جهد لنجاح هذا البرنامج.. مشيرة إلى أنَّ برنامج دعم الابتكار التعليمي وبرنامج دعم التنمية المعرفية حققا نقلة نوعية في مجال الابتكار، موضحة بان الأنظمة التعليمية الأفضل أداءً هي التي تركز على الموائمة بين متطلبات سوق العمل والتنافسية الدولية.. مشيرة إلى أن المطلوب المضي قدما في هذا الجانب، وأن الوزارة مستعدة لتقديم كافة الدعم المطلوب في هذا الجانب، وتقدمت معاليها بالشكر للمدارس التي بادرت بجهود ذاتية لتنفيذ مشاريع تدعم الابتكار، وشجعت الطلبة على بذل المزيد من الجهد لتحقيق أهدافهم.

وبعد ذلك، تم عرض فيديو حول البرنامج وأبرز الأنشطة والفعاليات التي نظمها البرنامج خلال مسيرته الماضية، تم أيضا استعراض عدد من نماذج مشاريع الطلبة الابتكارية والتي تعتبر مخرجات لحاضنات الابتكار التعليمي.

كما تمَّ خلال الملتقى عقد جلسة حوارية بحضور عدد من المعلمين ومشرفي الابتكار بالحاضنات وأولياء أمور وطلاب؛ حيث تمَّ استعراض ومناقشة محورين رئيسيين؛ أولهما: مسارات برنامج دعم الابتكار التعليمي الثلاثة التي تم تنفيذها، وهي: مسار التطبيق المنتظم لمنهج الابتكار كحصة مستقلة، ومسار تطبيق المنهج من خلال ورشات ودورات لمجموعة من الطلاب ضمن جماعات طلابية، ومسار الأنشطة والفعاليات الداعمة للابتكار والريادة داخل الحاضنات والمدارس التجريبية، إضافة إلى مناقشة الأهداف التي تحققت من خلال هذه المسارات؛ سواء على الطلاب أو المدرسة أو الأسرة والمجتمع المحلي.

أما في المحور الثاني، فتم مُناقشة برنامج نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، والذي يُعتبر برنامجا تدريبيًّا تم تنفيذه خلال السنوات الماضية واستهدف ما يقارب الـ4000 مدير مدرسة ومعلم ومشرف تربوي وأولياء الأمور في كافة محافظات السلطنة؛ بهدف تمكين العاملين في الحقل التربوي من المفاهيم الأساسية للابتكار والريادة، وإيجاد بيئات صفية محفزة على الابتكار من خلال تضمين أساليب التعلم النشط في البرنامج التدريبي، إضافة إلى تعزيز الممارسات الأسرية السليمة في احتضان أبنائهم المبتكرين. وقد أجمع المشاركون في الحلقة النقاشية من معلمين ومشرفين وأولياء أمور وطلاب على أهمية البرنامج واستفادتهم الكبيرة منه؛ الأمر الذي جعل المدرسة بيئة جاذبة للتعلم وللابتكار والأفكار الإبداعية والريادية.

كما تم على هامش الملتقى تنظيم معرض للابتكارات الطلابية اشتمل على العديد من المشاريع الابتكارية لطلاب الحاضنات، والتي تم تنفيذها بناء على المهارات التي اكتسبوها من برنامج الابتكار التعليمي ضمن حاضنات الابتكار التابعة للبرنامج.

تعليق عبر الفيس بوك