"الزارعة" تفتتح الدورة التدريبية حول "سوسةالنخيل الحمراء" في عبري

عبري - ناصر العبري

بدأت أمس بقاعة الفلج بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة الدورة التدريبية حول برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، وذلك تحت رعاية المهندس سالم بن سعود الكندي المدير العام للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة، وبمشاركة 35 متدربًا من المهندسين والفنييين العاملين بوقاية المزروعات بعدد من محافظات السلطنة.

وألقى الدكتور سالم بن علي الخاطري مدير مركز بحوث وقاية النبات بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية، محاضرة تحدث من خلالها عن خطورة سوسة النخيل الحمراء والتصنيف العلمي لها. وقدم الخاطري نبذة تاريخيّة عن الإصابة بها على مستوى العالم، وتاريخ تسجيل أول إصابة بالسلطنة، وانتشارها بين المحافظات. وتناول الدكتور المحاضر مظاهر واعراض الإصابة بسوسة النخيل الحمراء ودورة حياتها، ووصف الأطوار المختلفة للحشرة وآلية الكشف عن الإصابة، كما استعرض الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة والثروة السمكية والتشريعات والقوانين وعمليات المكافحة المتعددة ووضع برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، وأثر تلك الإجراءات في الحد من انتشار السوسة بالسلطنة.

فيما قدّم المهندس ناصر بن محمد العبري رئيس قسم بحوث الحشرات الزراعية محاضرة تناول فيها المكافحة السلوكيّة لسوسة النخيل الحمراء. وقال العبري إنّ المكافحة السلوكية من أهم العناصر المعتمدة في نظام الإدارة المتكاملة لحشرة السوسة، وهي تعتمد على اصطياد أعداد كبيرة من الحشرات الكاملة، وذلك باستخدام فرمونات متخصصة ومواد جاذبة للحشرة. كما تناول آلية استخدام المصائد الفرمونية وطرق عملها لضمان الحصول على أفضل النتائج، مستعرضًا أنواع المصائد الحشرية كالمصائد الضوئية واللاصقة والأرضية والفرمونية.

وقال العبري إنّ من مميزات مصائد السوسة أنّها لا تسبب أي ضرر على البيئة والحشرات النافعة ولا على الإنسان، فهي صديقة للبيئة نظراً لاستخدام فرمونات مستخلصة من الذكور نفسها، كما تناول المشاكل الشائعة المصاحبة لاستخدام المصائد الفرمونية للسوسة، وكيفيّة التغلب عليها.

إلى ذلك، قدّم المهندس سعيد بن حمد الوائلي كبير أخصائي وقاية النبات بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة، محاضرة تحدث خلالها عن المبيدات الحشرية واستخدامها في مكافحة الحفارات. وأوضح الوائلي أنّ الحفارات تعمل على تهيئة المكان المناسب لحدوث الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، وذلك عن طريق حفر ثقوب في جذوع النخيل، الأمر الذي يساعد إناث السوسة على الدخول إلى الجذع ووضع البيض فيها، لذلك يسهم القضاء على الحفارات بشكل عام في تقليل نسب الإصابة بالسوسة. وبين أنّ المصائد الضوئية تعد من أهم الوسائل الصديقة للبيئة وهي مثالية لجذب الحفارات، ومن ثمّ التخلص منها والتقليل من ضررها.

واختتم اليوم الأول للدورة بمحاضرة حول المكافحة التشريعية لسوسة النخيل الحمراء، ألقاها المهندس طارق بن حمود المنذري رئيس قسم مكافحة الآفات بالمديرية العامة للتنمية الزراعية؛ حيث بيّن أهميّة التشريعات والقوانين التي أقرتها وزارة الزراعة والثروة السمكية لمنع دخول فسائل النخيل وما يشابهها إلى السلطنة عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية، وذلك بهدف الحد من انتشار الحشرة بمختلف المحافظات. ولفت المنذري إلى أنّ هذه التشريعات والأنظمة يعتمد نجاحها بالدرجة الأولى على وعي المزارعين والمواطنين وإدراكهم بخطورة الحشرة، داعياً الجميع إلى إعطاء هذا الجانب الاهتمام الأكبر، وعدم السماح بنقل أو إدخال أي فسيلة مهما كان نوعها إلى مناطق وقرى لم تثبت بها الإصابة بسوسة النخيل الحمراء.

تعليق عبر الفيس بوك