الحوسبة السحابية أو التخزين السحابي

محمود الهلالي

غزت الأجهزة المتطورة حياتنا العصرية، وأصبح لا غنى عنها في تصريف أمورنا من أبسطها لأعقدها، وأصبح اقتناؤها حتميا، كل يوم تظهر لنا تقنية جديدة وخدمة جديدة في مجال يُعتبر له دور السلطة والقوة، بعدما ساهمت التقنية الحديثة في تطور ذات العلم وتطبيقاته التكنولوجية بسرعة كبيرة، وجعلته مختلفا تماما عن العالم. اليوم، تظهر لنا خدمة جديدة وهي التخزين، أو كما يطلق عليها في لغة التقنية باسم "الحوسبة السحابية"، وهي عبارة عن أجهزة كمبيوتر ضخمة تحتوي على مساحة تخزينية هائلة، يقوم المستخدمون برفع ملفاتهم عليها ليتم تخزينها. ومن أبرز المزودين لهذه الخدمة: جوجل درايف، أمازون، دروب بوكس. وتشير آخر دراسة إلى أن 95 في المئة من الشركات الإماراتية تستخدم تكنولوجيا الحوسبة السحابية. وهي خدمة وليست تقنية كما يعتقدها البعض.

ونستطيع أن نقول إنه لا حاجة للقلق من فقدان الملفات ومن حمل أدوات التخزين أينما نذهب, فمن مميزات التخزين السحابي يتم الدفع حسب الاستخدام وتقلل من تكاليف صيانة البيانات كـ"النسخ الاحتياطي" وصيانة البيانات وسهولة مشاركة الملفات عبر وسائط التواصل المتعددة وسهولة إدارة الملفات والبيانات عبر تطبيقات متاحة على الأنظمة؛ ومنها: أنظمة الهواتف النقالة.

إلا أنَّ هذه الخدمة أثارت العديد من التساؤلات المتعلقة بأمن وخصوصية المعلومات، ومتطلبات إدارة البيانات المخزنة في سحابات على الإنترنت؛ منها: مخاطر استغلال الخدمات السحابية للوصول إلى بيانات مالية أو مصرفية، أيضا إمكانية استغلال أنظمة الحوسبة السحابية لبناء "شبكات روبوت" سحابية، وهي شبكات تربط بين مجموعة ضخمة من الأجهزة المخترقة والتي يمكن استغلالها لتنفيذ هجمات واسعة على خوادم مستهدفة، أسئلة كثيرة تدور في أذهان المستخدمين لهذه السحابات!

وفي ظل وجود الإيجابيات والسلبيات لهذه الخدمة، كيف ستتعامل معها الشركات الكبيرة؟ وهل هناك حلول لجعل المستخدمين يقتنعون بأن نفعها أقل من ضررها؟

Twitter: @mhilali5

تعليق عبر الفيس بوك