المشاركون في حلقة "التراث الثقافي" يطالبون بهيئة وطنية لتأهيل الباحثين وتعزيز المشاركة المجتمعية في صون الموروث العُماني

مسقط - الرؤية

نظم مجلس البحث العلمي، أمس، حلقة عمل "التراث الثقافي العماني بين الواقع والأولويات"، بفندق سيتي سيزنز مسقط، وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالجوانب التراثية والثقافية بالسلطنة.

وهدفت الحلقة إلى مناقشة نتائج تقرير واقع بحوث التراث الثقافي المعد من قبل فريق العمل المنبثق عن اللجنة التوجيهية للبرنامج؛ لتحليل التحديات والثغرات في منظومة بحوث التراث الثقافي في السلطنة، إضافة إلى مشاركة الجهات المعنية والمهتمين في رسم الأولويات البحثية المستقبلية للبرنامج، كما تناولت حلقة العمل مجموعة من أوراق العمل، وثلاث حلقات نقاشية تمثَّلت في 3 محاور أساسية؛ هي: محور التحديات التي تواجه البحوث والمشروعات في التراث الثقافي العماني، ومحور الأولويات البحثية والمشروعاتية في التراث الثقافي العماني، ومحور الأهداف والمحاور المرجوة في برنامج التراث الثقافي العماني.

وناقش المشاركون في الحلقة التحديات التي تواجه البحوث والمشروعات في التراث الثقافي العماني، والتي تكمن في الازدواجية المتمثلة في تعدد الجهات المعنية بإدارة التراث الثقافي العماني وغياب التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني وقلة الوعي المجتمعي الكمي والنوعي بأهمية التراث الثقافي وأهمية البحوث في التراث الثقافي، إضافة إلى عدم وجود هيئة مركزية وطنية معنية بالبحوث في مجال التراث الثقافي العماني التي من الممكن أن تساهم في إجراء البحوث العلمية، كما تساهم في تأهيل الباحثين.. وقد دعا المشاركون إلى ضرورة تضمين مجالات التراث الثقافي في التعليم المدرسي والجامعي، وإيجاد برامج ودراسات جامعية خاصة بالتراث الثقافي...وغيرها من التحديات.

وقدم الدكتور يوسف بن حمد البوسعيدي مدير قطاع الثقافة والعلوم الاجتماعية والعلوم الأساسية بمجلس البحث العلمي، ورقة عمل؛ بيَّن فيها أنَّ التراث الثقافي بمختلف معانيه ومفرداته عنصرا مهما تُقيم وتبني به الأمم تاريخها، وتوظفه في التنمية المستدامة في عصورها المختلفة، كما يتم توظيفه لبناء وترسيخ قيم المواطنة في أفراد المجتمع من خلال تعريفهم بتاريخهم وتراثهم وغرس حب المحافظة عليه ونقله للأجيال المتعاقبة.

فيما قدمت الدكتورة عائشة الدرمكية الخبيرة في برنامج التراث الثقافي العماني، ورقة عمل؛ ناقشت فيها واقع إدارة التراث الثقافي في عمان وتحديد التحديات التي تواجه إدارة التراث الثقافي المتمثله في قلة المشروعات التي تتبناها هذه المؤسسات في مجال التراث الثقافي، إضافة إلى أن أغلب المشروعات أو البحوث تكون بالشراكة بين الباحث والمؤسسات الأخرى الحكومية منها والخاصة، وكذلك قلة المجلات المحكمة في هذه المؤسسات، والتي يمكن النشر فيها وقلة أو عدم توافر الدعم المالي لهذه البحوث والمشروعات.

أما ورقة العمل الثالثة "الاتفاقيات الثقافية لليونسكو"، والتي قدمها الباحث الدكتور حميد بن سيف النوفلي باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، فعُرض فيها عدد من الاتفاقيات الدولية في مجال التراث الثقافي، كما ركزت الورقة على كيفية استفادة السلطنة من اتفاقيات التراث الثقافي، والتي تأتي من خلال التعليم؛ وذلك عبر إثراء المنهج التعليمي بمفردات التراث الثقافي وإدماج مكونات التراث الثقافي في المناهج الدراسية لكل المراحل التعليمية؛ وذلك من خلال إنتاج معرفة جديدة حول مكونات التراث الثقافي وإشراك أفراد المجتمع المحلي في صون التراث الثقافي وتبادل المعارف والخبرات مع الممارسين من مختلف دول العالم.

ويُذكر أن مجلس البحث العلمي قام بتأسيس البرنامج الإستراتيجي في التراث الثقافي العماني للمساهمة في تعزيز الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة ورصد التجليات المادية والمعنوية لذلك الإرث الثقافي والمحافظة عليه ودعمه من ناحية والمساهمة في تطويره بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية للسلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك