تتجدد في الخامس عشر من مايو كل عام، ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.. هذه الذكرى التي تعيد إلى الأذهان التهجير والتشريد والمعاناة التي بدأت قبل سبعة وستين عامًا ولا تزال، بل تستحكم فصول المأساة عاما بعد آخر، وتزداد كوارث المحتل، ويزداد بطشه بالفلسطينيين يوما تلو الآخر..
هاهي الذكرى السابعة والستين للنكبة تحل، لتعيد إلى الأذهان فصلاً داميًا من تاريخ التسلط الصهيوني على الفلسطينيين، ولتذكر أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة التمسك بالثوابت الوطنية، المتمثلة في حق عودة اللاجئين، وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إنّ حق العودة، أمر لا ينبغي المساس به باعتباره حقًا أصيلاً للذين هجرهم الغاصب المحتل من أراضيهم تاركين خلفهم ديارهم وممتلكاتهم، فالتمسك بهذا الحق وتفنيد كل الدعاوى الرامية إلى التغول عليه والقفز فوقه، هو السبيل إلى استرجاع كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة.
لقد سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة على أكثر من 770 قرية ومدينة فلسطينية، وعمد إلى تهجير سكانها، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
وخلال المرحلة الحالية من النضال، تتعاظم المسؤوليات على الفلسطينيين في أراضي الدولة الفلسطينية، وفي أراضي الـ48، وفي الشتات بكل المخيمات وعواصم العالم للالتفاف والتأكيد على حق العودة، خاصة وأن الاحتلال يزداد شراسة، ومرشح إلى أن يكشر عن أنيابه بصورة أفظع مما هو عليه حالياً مع تشكيل حكومة تعد الأكثر تطرفاً وعدواناً ضد الفلسطينيين والتي لا تخفي نواياها في تصعيد العدوان، ومواصلة الحرب المفتوحة ضد شعب فلسطين وقيادته، والاستمرار في نهج بناء وتوسيع الاستعمار الاستيطاني والاعتقالات الجماعية وسياسة الهدم التي تهدف لتطبيق سياسة التطهير العرقي.
ولا شك أنّ الوحدة والوفاق والمصالحة الفلسطينية هي السبيل الأمثل لمواجهة الاحتلال وإجهاض مخططاته الرامية إلى زعزعة ثقة الفلسطينيين في ثوابتهم الوطنية.