مسؤولون وإعلاميّون ورواد أعمال: العيسري خلف نهجا متميزا في خدمة الوطن.. وإرثا دعويا متفردا.. ورصيدا ضخمًا من المحبة والإيجابية

الرؤية - مدرين المكتومية

عبر أعضاء بمجلس الشورى ومسؤولون وإعلاميون ورواد أعمال، عن حزنهم لرحيل الشيخ خلفان العيسري، وعددوا مآثر الفقيد، الذي كرّس حياته لطلب العلم، وإشاعة المعرفه ونشر الدعوة الإسلامية بطريقة مبسطة ومحببة للشباب..

وقالوا أنّ العيسري رحل مخلفًا رصيدًا كبيرًا من المحبة في قلوب عارفيه، وإرثا متميزًا ونهجًا دعويًا متفردا، ترك أثره على كثيرين.

بداية قال سلطان بن ماجد العبري عضو مجلس الشورى: فقدنا أخا عزيزًا وقائدًا فذًا علم الناس وهو بينهم علم، فالله العلي القدير إذا أحب عبدًا حبب الناس فيه ومن النظر للشيخ المرحوم تنحاز لمحبته لما يتّسم به من نزاهة وحبه لغيره مثل ما يحب لنفسه، حيث كان يتمثل سيرة الأنبياء والرسل فلا يقابل الإساءة إلا بالمحبة والصفح.

وأضاف: برحيل الشيخ العيسري، فقدت عمان أحد أبرز أعلامها، فهو محبوب في عمان وخارجها وعليه سيماء الصالحين ولا نزكي على الله القدير أحدا، ومثله لا يُحزن عليه فقد وصل إلى هدفه بنجاح مع النبيين والصديقين والشهداء.

واختتم العبري قائلا: رحمك الله شيخنا وجعل مثواك مثوى الأنبياء والرسل في الفردوس الأعلى.

المؤازر والداعم

وعبر خليفة بن سعيد العبري الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن حزنه لوفاة الشيخ خلفان العيسري وقال: أتقدم بالعزاء لأسرة الفقيد باسم جميع العاملين في قطاع ريادة الأعمال من موظفين وأصحاب أعمال وكل من سمحت لهم ظروف العمل بأن يستفيدوا من خبرات المغفور له وتوجيهاته لرواد الأعمال وشباب عمان كافة في مختلف الميادين.. وأضاف: المغفور له كان شمعة من الشموع التي أضأت طريق كثير من أصحاب الريادة سواء بكلماته التحفيزيّة الطموحة أو وقفاته النبيلة التي ستظل في أذهان جميع من سنحت لهم الفرصة في التعامل والتواصل مع هذا الإنسان المتفائل، وقد كانت له مواقف عديدة في دعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والآخذ بأيديهم للبدء بالعمل الحر، ولقد كان من أهم المشاركين الفاعلين بندوة سيح الشامخات وبالتحديد ممن تفاعل في محور ثقافة ريادة الأعمال..

واختتم العبري بالقول: فعلا فقدنا شخصا داعما ومؤازرا، وعزاؤنا أنّ هناك نخبة من شباب هذا الوطن استفادوا مما كان يحمله الفقيد من خبرات ومعرفة زرعها فيهم ليحذوا حذوه ويواصلوا نهجه.

المشاعر الإيجابية

وقال خالد الزدجالي: علاقتي بالشيخ خلفان العيسري قديمة وممتدة، فهو رجل يحمل في دواخله كل المشاعر الإيجابية والجوانب الإنسانية الجميلة، فهو من الشخصيات القريبة للمجتمع والناس، سجل حضوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصل لقلوب الشباب عبرها، وقد نجح الكثير من تلامذته بفضل الله ثمّ لتوجيهاته القيمة، وقد كان الشيخ خلفان يحمل في داخله كاريزما جاذبة ومشحونة بالطاقة الإيجابية الرائعة التي لا حدود لها في زمن يكثر فيها التذمر، فمثل هذه الشخصية نادر، فهو يقدم للناس إيجابياته بكلمات بسيطة، بالحب الإنساني، وللكيان البشري، يرى الإنسان قبل الاختلاف.

وأضاف الزدجالي: علم الشيخ خلفان الكثيرين معنى حب الوطن والأرض، الحب الذي يجب أن نقدمه للآخر، بكلمات بسيطة ولغة رشيقة، لقد تعاملت مع أناس كثر، ولكنّه كان من الأفذاذ الذين التقيتهم، فهو متصالح مع ذاته قبل أي شي آخر. كان يعاني المرض والوجع ووصل لمرحلة صعبة ولكنه شاكر لرب العالمين فهو يسمي مرضه "منحة" من رب السماء لينشغل بذكر رب العالمين، فالشيخ خلفان العيسري ترك في دواخلنا سيرة عطرة تظللنا جميعًا لنستمر في كل ما قدمه لنا كتلاميذ له، كان لا يشعر الآقل منه أو تلميذه بشيء من القصور بقدر ما يتعامل معهم بشيء من النضج، ويعاملهم كأساتذة ناجحين في حياتهم، فالعزاء ليس فقط لأسرة الشيخ وأنّما لعمان بأكملها.

وقفة للتأمل

وقال خلفان الطوقي: إن رحيل الشيخ خلفان العيسري فاجأ الجميع وأثّر على العمانيين، حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر رحيله مما يدل على أنّ العمانيين أجمعوا على محبة هذا الرجل، وهي محبة لم تأت من فراغ، بل من تفان وتضحية الشيخ خلفان في حب الوطن وحب الشباب العماني وحب اﻹنسانية وحب الخير للغير وحب العلم والعمل والوحدة والتآلف بين جميع أفراد المجتمع، كان خير مثال للداعية العقلاني المتزن للإسلام، كان -يرحمه الله - معطاء ومحفزًا ومن الشخصيات العمانية الوطنية النادرة الذي سلك طريقا واضحًا وهو تمكين الشباب العماني من خلال القطاع الخاص والعام وحتى العمل الحر، وكان ذلك جليًا في توصياته في مجلس الدولة أو من خلال محاضراته الخاصة أو العامة.

وأضاف: إنّ رحيل الشيخ خلفان وقفة للتأمل والعبرة، وإن هذا الإجماع على محبته لا يكون إلا إذا كان وطنيا صادقا مخلصا محبًا معطاء محفزًا، وعلينا نحن كأفراد أن نقتدي بهكذا أشخاص، فمحبة الوطن ليست بالشعارات البراقة، بل بإقتران الكلمة بالفعل المفيد والهادف للمجتمع، داعين الله جلّ جلاله أن يرزق فقيد عمان الفردوس الأعلى، وأن يصبرنا جميعا على فراقه.

سفير للثقافة العربية

وقال عبد الرزاق الربيعي: احتل الشيخ خلفان العيسري مكانة في قلوب محبّيه، وتجلّت هذه المكانة من خلال متابعة محبّيه له، ورغم كلّ المنجز الذي قدّمه للناس، في عمره الذي لم يتجاوز الخمسة عقود، يكتب بكلّ تواضع "كأني لم أقدم رصيدًا يذكر فيما مضى من عمري وأملي أن أضاعف جهدي في خدمة المجتمع والوطن" .

وأضاف الربيعي: لقد الشيخ خلفان متشبّثا بالحياة، متحدّيا المرض، حتى آخر رمق.. وتابع: إنّ الرجل الذي خدم المجتمع، وعمل لتكون حياتنا أجمل من خلال محاضراته، وكتاباته، كان بمثابة سفير للثقافة العربية والإسلامية، والعمانية على وجه الخصوص.

وعبّر علي المطاعني عن حزنه لرحيل الشيخ خلفان، وقال أنّه خسارة كبيرة علي الجميع ويفقد الوطن أحد ابناءه المخلصين الذين نذروا حياتهم لخدمته من خلال الدعوة والتوعية بالعديد من الجوانب مثل حث الشباب على العمل وكذلك المساهمة في إجراء الدراسات لإيجاد حلول للعديد من المشكلات، وهو داعية إسلامي معتدل أسهم في إلقاء محاضرات كثيرة في أوروبا عن الإسلام وقدّم الدين بصورة صحيحة.

داعية مستنير

وقال خلفان العاصمي: كنت أتابع وباستمرار الحالة الصحية للمغفور له الشيخ خلفان العيسري عن طريق أحد أقربائه، وكنت أرى فيه ذلك الشموخ، وتلك الثقة التي يتميز بها فبالرغم من مرضه وعلمه بخطورته، إلا انّه لم يستسلم بل تعامل معه بكل إيجابية كإيجابيته التي ينشرها بين كل من هم حوله، ولقد وصف ما أصابه من مرض في أحد لقاءاته الإذاعيّة بأنّه هدية من المولى عزّ وجل، مما يؤكد أنّه كان متعايشا مع مرضه مكملا ما يقوم به من أعمال سواء كانت في مجال الدعوة أو التدريب أو من خلال عضويته بمجلس الدولة، وكذلك لم ينقطع عن أداء واجبه الاجتماعي متى ما أتيحت له الفرصة وكم مرة شاهدته بكرسيه المتحرّك يدعم الشباب، ويشد على أزرهم كان لي الشرف أن أستضيفه في أحد البرامج الإذاعيّة وكان الحديث عن ساعة الأرض فوجدته موجها ناصحًا للحفاظ على هذا الكوكب وشدتني موسوعيته في مختلف المجالات إذ بحق كان رحمه الله علامة وداعية ومحفزا ومدربا غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.

نصير الشباب

من جانبه قال عبدالعزيز المجرفي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الحارة الراقية: لقد تلقينا نبأ وفاة الشيخ خلفان العيسري بكل حزن وأسى ولكن لا راد لقضاء الله وقدره، بالفعل نحن كرواد أعمال كانت لنا وقفات ومواقف عديدة لا تعد ولا تحصى مع هذا الرجل الذي نعده نابغة وسط المساندين لشباب عمان، بابتسامته ومزحه وجده ونصائحه واستشهاداته، بقربه وتواضعه بدعمه وإرشاده للصغير قبل الكبير، كان أحد الشخصيات الذي يعده البعض من رواد الأعمال مرجعا لهم سواء بالاستشارة أو الكلمة الطيبة المحفزة. والجمع الغفير الذي شهد مواراة جثمانه الثرى خير شاهد على حب الجميع للفقيد الراحل.

تعليق عبر الفيس بوك