"تنمية نفط عُمان" تحتفل بالذكرى الثانية لزيارة المقام السامي بالتأكيد على تحسين الكفاءة وخفض الهدر

استعراض أساليب "ليين" للتحسين المستمر في يوم الشركة

عدد من الأسماء اللامعة في العمل العام بالسلطنة أرست أسس حياتها المهنية الناجحة في الشركة

الرؤية - نجلاء عبد العال

تخليدًا لذكرى زيارة المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله - لمقرها في 12 من مايو، احتفلت شركة تنمية نفط عُمان بـ"يوم الشركة"، وذلك وسط حضور عدد من الشخصيّات، وبهذه المناسبة دشّنت الشركة كتاب "أكاديمية التميز" والذي يسرد قصص النجاح المهني لعدد من المسؤولين رفيعي المستوى بالبلاد، وجميعهم موظفون سابقون بالشركة.

رعى الحفل معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز ورئيس مجلس إدارة الشركة، والذي بدأ حياته المهنية كمتدرب في الشركة، وكذلك معالي محمد بن سالم التوبي، وزير البيئة والشؤون المناخيّة، الذي كان يعمل في قسم المالية ثمّ الإدارة وبعدها بقسم الصحة والسلامة والبيئة في الشركة، إضافة إلى سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني، رئيس جامعة السلطان قابوس، الذي انضم إلى شركة تنمية نفط عُمان في عام 1980 كمهندس نفط.

وتمحور الموضوع الرئيسي لاحتفالات الشركة هذا العام حول أساليب "ليين"، وهو نظام التحسين المستمر في سائر الأعمال التي تنفذها الشركة بغيّة تحسين الكفاءة وخفض الهدر وإيجاد المزيد من القيمة بجانب تحقيق وفورات بعشرات الملايين من الريالات.

العيسري.. نموذج يحتذى

وبدأ راؤول ريستوشي، مدير عام الشركة، كلمته في الاحتفال بتقديم العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ خلفان العيسري مؤكدا أنّ فقدانه يمثل خسارة كبيرة للعمانيين جميعًا وبشكل خاص لمن زامله في شركة تنمية نفط عمان حيث كان نموذجًا يحتذى به في كل جوانب حياته.

وخلال الكلمة أوضح ريستوشي أنّ شركة تنمية نفط عمان تسعى دائمًا للتحسين المستمر ومن أجل هذا الغرض أدخلت الشركة منذ سنوات قليلة أساليب "ليين" التي تتضمن فلسفة عمل متكاملة تؤدي إلى وقف هدر الوقت أو الطاقة أو المال عبر برامج تشمل جميع مستويات العمل والإدارة.

وأضاف أنّ تاريخ الشركة ينعكس في الدرر اللامعة في سماء العمل في السلطنة في كل المجالات والذين الذين أرسوا أسس حياتهم المهنية الناجحة في شركة تنمية نفط عُمان، وظلت الشركة عبر السنوات تتمتع بسمعة تتنامى سنة تلو أخرى بوصفها واحدة من أفضل مؤسسات السلطنة من حيث تطوير قدرات كوادرها بإتاحة فرص مواصلة الدراسة والتدريب وصقل المواهب حتى تدرجت هذه الكوادر في السلم الوظيفي بلوغاً لقمة الهرم، فمنهم من أصبح لاحقاً وزيراً أو وكيلاً أو عضواً في مجلس الدولة، أو مديراً تنفيذياً لشركة أو مؤسسة غير حكومية أخرى. ومع أنّ هؤلاء الموظفين المتميزين قيّض لهم أن يتركوا العمل في الشركة إلا أنّهم ما زالوا ضمن أسرة الشركة يمدون لها يد المساعدة عند الضرورة ويحفّزونها لرفع مستوى أدائها".

وقال مدير عام الشركة راؤول ريستوشي: "في ظل المناخ الاقتصادي الصعب، يتعيّن علينا جميعاً أن تتضافر جهودنا لطرح أساليب عمل أكثر كفاءة، و"ليين" هي وسيلة ممتازة للعمل بكفاءة أكبر وإيجاد المزيد من القيمة في سائر أنشطتنا. لقد وصلنا الآن إلى نقطة تحول هامة في الشركة حيث يتم تحويل الطريقة التي نؤدي بها الأشياء عن طريق إزالة البيروقراطية وتمكين الموظفين على التفكير والعمل بأسلوب أكثر كفاءة وذكاء. وتعني "ليين" ببساطة: تحقيق إنجاز أكبر بموارد أقل".

أفضل الممارسات العملية

واستعرضت مديرة مديرية التخطيط ابتسام الريامي البرامج الزمنية والأسلوب الذي اتبعته الشركة لتطبيق نماذج "ليين" للوصول إلى أفضل الممارسات في العمل، حيث تمكّنت الشركة من تحقيق وفورات تخطت عشرات أضعاف الكلفة.

وشرحت أنّ أساليب ليين ليست برنامجًا لخفض التكاليف على المدى القصير، لكنها الطريقة التي تعمل بها الشركة وهي طريقة للتفكير والعمل في الشركة بأكملها، وقالت إنّ تنمية نفط عمان تتبنى هذه الأساليب منذ عام 2011 وهي الآن تسجل النتائج بشكل واضح وهي مستمرة فيه على كل المستويات، بحيث يضمن أن يكون تأدية العمل على أفضل جودة وفي أقل وقت وبأقل كلفة.

وشاهد الحضور وموظفو الشركة خلال الاحتفال أكثر من 50 لوحة عرض عن أساليب "ليين"، والتي بدأت في الأساس بالانتشار من خلال النجاح الباهر الذي حققته شركة تويوتا عبر تطبيقها أساليب تحسين لنظام الإنتاج لديها وتسريعه، وهو ما عرف بأساليب ليين التي أصبح هناك آلاف المؤلفات والبرامج لتطبيقه.

وتقوم الشركة بتنفيذ هذا المفهوم في ستة مجالات من أعمالها أو ما يعرف بتيّارات القيمة، وهي إنجاز الآبار، والعمليات والصيانة، وإدارة الآبار والمكامن، والعقود والمشتريات، والموارد البشريّة، والصحة والسلامة والبيئة. وأدى ذلك إلى إحراز تقدم في التقليل من الهدر عن طريق تحسين عمليات المراقبة والتنبؤ بالشركة، وزيادة فعالية ورش الصيانة، وتحسين عمليات عقود العمل، وتقليص الوقت المستغرق في عملية التوظيف، وخفض وقت تنفيذ أنشطة الحفر المختلفة.

تدشين "ولاء وعرفان"

كما شهد "يوم الشركة" التدشين الإلكتروني لكتاب "ولاء وعرفان" حيث سيتمكن الآلاف من موظفي الشركة من كتابة عبارات شكر وتقدير للمقام السامي والذي سيرفع إلى مقام جلالته لاحقاً.

تجدر الإشارة إلى أنّ "يوم الشركة" كان قد احتفل به لأول مرة في 12 مايو عام 2014، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لزيارة جلالة السلطان المعظم إلى مبنى بيت ميناء الفحل، وكان الموضوع المختار هو القيمة المحلية المضافة، وتضمّنت الفعالية عروضاً توضيحية وأجنحة تبرز جهود الشركة في سعيها لزيادة فرص العمل والتدريب للمواطنين والدعم للشركات والمؤسسات العمانية ورجال الأعمال العمانيين.

وتؤكّد شركة تنمية نفط عمان أنّها تعمل على الارتفاع بمعدل الإنتاج إلى 600 ألف برميل يومياً بحلول عام 2019، من خلال تنفيذ برنامج نموى طموح رغم بيئة تقلب أسعار النفط، فخلال عام 2014، بلغ معدل الإنتاج اليومي للنفط 570534 برميلاً، مما يفوق بكثير الهدف الموضوع للشركة على المدى الطويل، والذي يبلغ 550 ألف برميل في اليوم. ويمثل هذا أعلى معدل لإنتاج النفط تحققه الشركة منذ عام 2006.

بالإضافة إلى ذلك، فقد بلغ إجمالي متوسط الإنتاج بالشركة (من النفط، والغاز، والمكثفات) 1,231 مليون برميل من مكافئ النفط في اليوم في عام 2014، وهو ثالث أعلى معدل في تاريخ الشركة، وحسب ما أكّده مدير عام الشركة فإنّ مستويات أنشطة مشاريع هندسة الآبار تواصل نموها، كما يجري ربط آبار النفط الجديدة بخطوط الإنتاج لتعزيز الإيرادات. وقال "الشركة مزوِّد يُعتمد عليه، ونعتزم أن نبذل المزيد من الجهود لتحسين أعمالنا في استكشاف الهايدروكربونات وإنتاجها وبكفاءة أفضل، والتي هي رافد رئيسي للاقتصاد الوطني وتلبي توقعات المساهمين". وخلال السنوات الخمس الماضية، أضفنا 700 مليون برميل لإجمالي الإنتاج بالرغم من عملنا في أكثر الظروف مشقة في صناعة النفط والغاز.

تعليق عبر الفيس بوك