إننا لا نطلب المستحيل...!

خالد الخوالدي

لا أحد يستطيع أن يُبرِّر ما يحدث في الهيئة العامة للكهرباء والمياه من أزمات متتالية، والتي تنمُّ عن وجود خلل إداري؛ وهو ما يبدو من التعثرات المتكررة التي باتت واضحة للعيان.. فخلال أيام ومعاناة بعض المواطنين مستمرة مع انقطاع المياه في عدد من المحافظات، وسبق ذلك انقطاع للتيار الكهربائي عن العاصمة مسقط وغيرها من الولايات، لساعات طويلة وفي بعض الحالات أيام متكررة.

ورغم إيماننا بالجهود التي بُذلت والتي تُبذل في تعزيز دعائم البنية الأساسية في السلطنة، إلا أنَّنا نتفاجأ بأن هذه البنية تنهار بسهولة عند أول اختبار؛ فالبنية الأساسية الحقيقية هي التي تؤسَّس على معايير ورؤى تجعل في الحسبان كل الاحتمالات وتضع مبدأ الإدارة المتكاملة ومعالجة الأزمات سبيلا نحو النجاح.

أمَّا ما نشاهده ونسمع عنه في هذه الأيام، فهو يثير المخاوف بشأن المبادئ الإدارية المعتمدة داخل الهيئة؛ ففي عبري الواعدة -كما أطلق عليها مولانا المعظم- نجد أنابيبَ المياه كل يوم متفجرة ومتهالكة، والمياه تشكل أودية وأنهارا على مرأى ومسمع من الجميع، بمن فيهم الهيئة العامة للكهرباء والمياه، وفي محافظات مسقط وشمال وجنوب الباطنة ومحافظة البريمي كان الأنين على أشده بسبب تعطلات الكهرباء، علما بأنَّ الدولة تخصص ملايين الريالات لدعم البنية الأساسية للسلطنة.

وهنا.. يتبادر إلى ذهني سؤالٌ مُحير؛ وهو: أين دور المسؤولين في الهيئة العامة للكهرباء والمياه؟ فخلال أيام وبدون سابق إنذار عشنا أياما صعبة مع انقطاع المياه، أياما اختلط فيها الحابل بالنابل؛ فلا نجد الآبار الجوفية التي كانت تسقينا من قبل، ولا المياه المحلاة التي اعتمدنا عليها، وأصبحنا بين ليلة وضحاها نتنافس ونتقاتل على قطرات من المياه.

إن مسؤولي الهيئة العامة للكهرباء والمياه مطالبون بالعمل من أجلنا نحن، مطالبون بالاهتمام بنا، لا أن يعتذروا كل يوم ويقدموا لنا تبريرات لسنا بحاجة إليها.. إننا بحاجة إلى أن تصل المياه إلى منازلنا، وأن ننعم بالكهرباء باستمرار دون انقطاعات ولا منغصات، وهذا أحسبه لن يأتي إلا من خلال توجيهات وأوامر مباشرة من مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لوضع حلول لمعالجة الأزمات، ويمكن أن يشير إليها المواطن العادي غير المتخصص بعد أن فشلت الشركات المتعاقد معها بمهندسيها وخبرائها في معالجة المشكلة ووضع حلول لهذه الأزمات.

... إنَّنا لا نطالبهم بالمستحيل بل نطالبهم بعمل آبار ارتوازية احتياطية تكون مربوطة بشبكة كل ولاية من ولايات السلطنة، ومتى ما كانت هناك حاجة استخدمت هذه الآبار بدلا من أن نستجدى الماء. كما نطالبهم بعمل عدد من الخزانات الكبيرة في كل ولاية تغطي النقص خلال أيام الأزمات وأيام الصيانة.. ونتمنى مستقبلا أن تكتمل عندنا منظومة المياه والكهرباء وتتم محاسبة كل من تهاون ويُقصر في هذا الأمر، وكل من ساهم في التعاقد مع شركات لم تهتم لأمر المواطن.. دمتم ودامت عمان بخير!

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك