تحويلة العامرات..لا مبالاة مميتة!!

إبراهيم الهادي

لا يشير الطريق الرئيسي للعامرات- بما عليه الآن من إغلاق للمداخل وللمخارج بسبب الأعمال - وتحويلة العامرات/ بوشر إلى أدنى مؤشر على سرعة إنجاز العمل في ذلك الطريق؛ فإعلان بلدية مسقط عن مشروع تثبيت الصخور على المنحدرات الجبلية لمنع تساقطها على الطريق لم يحمل في طيّاته سوى رسالة واحدة؛ مفادها: التغاضي- بشكل مستغرب جدا- عن مصلحة الآلاف من مستخدمي الطريق سواءً كانوا قاطنين بولاية العامرات أو قريات أو مقيمين ببعض ولايات جنوب الشرقية.. ففي الآخر لن يكون بمقدور هؤلاء سوى التحلي بالصبر الجميل!!

وعلى ما يبدو أنّ ساعات الانتظار الطويلة التي يقضيها مستخدمو الطريق يوميًّا لقطع مسافة 7 كيلومترات لا تعني للبلدية شيئًا كثيرا، لاسيما وأنّها لا تضيرهم في شيء. وعلى الرغم من أنّ الشركة التي أُسند إليها المشروع بإمكانها أن تعمل في الاتجاه المعاكس من الطريق في أوقات الذروة، وتستأنف عملها في باقي الطريق بعد أوقات الذروة الصباحيّة؛ إلا أن البلدية لم توجه بذلك؛ ربما لأنّ أعداد المتضررين لم تصل بعد إلى مئات الآلاف، وإنما هم فقط عشرات الآلوف!

وحقا أقول إنَّ الوضع سيتفجر لا محالة، خصوصًا إن لم تكترث بلدية مسقط لما يجري هناك؛ فالشركة المنفذة كما يتَّضح جليًّا لم تبالِ هي الأخرى بأولئك الذين يعانون، رغم بساطة الحلول ومرونتها والتي هي أصلا متاحة بالفعل أمام الجميع ولاتحتاج إلى كثير ذكاء، ولكن للأسف الشديد تحتاج لمعجزة في تطبيقها.. مما جعل البعض يستهجن هذا العمل الغريب من نوعه، حيث لم يُعر أحد الاختناقات المرورية غير المبررة وساعات الانتظار الطويلة أيَّ اهتمام؛ كما لم يبالِ أحد بما سبَّبه هذا الزحام الخانق من تعطيل لمصالح العباد وتأخير للموظفين عن أعمالهم، والتي لا محالة كلها في خدمة وطننا عمان.

... أنا وغيري من الموجودين على أرض هذا الوطن العامر، نؤمن تمام الإيمان بأنّ مشاريع البُنى الأساسية تتطلَّب وقتًا للتنفيذ، ولكنّ المنطق والعقل يقولان إنّه وقبل الشروع في أي أعمال أو تصليحات على طرق يستخدمها عشرات الألوف من الناس يوميًا يجب على البلدية والشركة المنفذة ومجلس المناقصات وكل جهة معنية بالأمر أن توفر البديل المناسب قبل البدء في تنفيذ المشروع.

أناشد حكومتنا الرشيدة والمعنيين بهذا الشأن التحرك بشكل عاجل، واتخاذ كافة الحلول الجذرية؛ لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه قبل أن يتأزم الوضع أكثر من ذلك.

ibrahim@alroya.net

تعليق عبر الفيس بوك