تُعد مُوافقة جماعة الحوثي اليمنية على الهدنة الإنسانية التي اقترحتها السعودية، تطورًا إيجابيًا، من شأنه الإسهام في رفع معاناة اليمنيين من خلال السماح للمساعدات الإنسانية من غذاء ودواء بالتَّدفق على اليمن.
والهدنة الإنسانية التي من المُقرر أن تبدأ غدًا الثلاثاء وتستمر لمدة خمسة أيام، يمكن التأسيس عليها لإرساء هُدنة مستدامة، ومن ثمَّ تحريك العملية السلمية والتوافق على حلول سياسية ترضى بها كل الأطراف الأمر الذي يضع حدًا للصراع الخطير الذي تدور رحاه حاليًا في اليمن..
إنّ مُقدمات نجاح الهدنة تتمثل في التزام الأطراف بوقف العدائيات، والهجمات المتبادلة لتهيئة الأجواء للمرور الآمن والسلس للمساعدات الإنسانية والمعونات الغذائية والطبية لمحتاجيها في مناطق الاشتباكات وفي كافة أنحاء اليمن الذي يمر حاليًا بوضع إنساني كارثي وفقاً لإفادات المنظمات الأممية والإنسانية المتخصصة.
فالتقارير التي تتواتر من هذه المنظمات تكشف عن تعقد الأوضاع الإنسانية في هذا البلد مع ازدياد حدة الصراع فيه بين الفرقاء والتدخلات الخارجية، كما أنّ عدم وصول أية معونات إغاثية تذكر حتى الآن فاقم الأوضاع الإنسانية خاصة في المناطق التي تشهد صراعات بين الأطراف المتحاربة..
وينبغي أن يحفز هذا الوضع الفرقاء، ويكون دافعاً لهم للجلوس إلى مائدة التفاوض والحوار بهدف التوصل إلى تسوية تضع حدًا لهذه المأساة. كما أن ذات الوضع الإنساني المأساوي يحتم تضافر الجهود الدولية لتبني مسعى لإغاثة أهل اليمن..
والقيام بدور حاسم وتبني خطوات سريعة وملموسة لإيجاد حل لهذه الأزمة حتى لا تتعقد أكثر من ذلك.
ويبقى الحل النهائي للأوضاع المأساوية التي يرزح تحت وطأتها الملايين من أبناء الشعب اليمني، هو التوصل إلى مخارج سلمية لهذا الصراع الطاحن.