"نفق الشعبية" بولاية الرستاق يشكو الإهمال.. والأهالي يطالبون بتوسعته لفك الاختناق المروري

◄ اللمكي: طبيعة النفق تعيق انسيابية الحركة.. والحل في توسعته

◄ اليعربي: الانتظار لمدة نصف ساعة على الأقل يفاقم معاناة السكان

◄ الجابري: وقوع العديد من الحوادث المرورية نتيجة ضيق النفق

◄ عضو المجلس البلدي: تهالك النفق جرس إنذار بكارثة محدقة

◄ الهنوي: نأمل من الجهات المعنية النظر في القضية ووضع حلول جذرية تنهي معاناة الأهالي

◄ الهنائي: إنشاء النفق في التسعينيات لم يُراعِ التطورات المستقبلية والزيادة السكانية

يشكو أهالي ولاية الرستاق -لاسيما سكان منطقتي الشعبية وحي النهضة- من ضيق نفق الشعبية الذي اتَّخذه الأهالي معبراً للوصول إلى الضفة الأخرى؛ حيث يُعتبر الممر الوحيد للوصول إلى المنطقتين أو الخروج منهما، كما يتسبَّب ضيق النفق في تكدس السيارات على الجانبين وتعطيل المرور، علاوة على احتمالية وقوع حوادث مرورية. ويُمثِّل نفق الشعبية -المخصَّص في الأصل لعبور المشاة عند إنشائه- المتنفسَ الوحيدَ للدخول والخروج من المنطقتين.

وقال سعيد بن ناصر اللمكي إنَّ أهالي أحياء حي النهضة الشرقية والغربية والمساكن الاجتماعية بولاية الرستاق يُعانون من صعوبة انسيابية الحركة المرورية في نفق المساكن الاجتماعية ذي المسار الواحد، والذي يستخدمه سكان هذه الأحياء للعبور اليومي إلى مقار عملهم أو للعودة إلى منازلهم. ومع تزايد أعداد المركبات وتنامي الحركة العمرانية في هذه الأحياء، أدَّى استخدام هذا النفق بشكل متزايد إلى اختناق مروري، خاصة خلال ساعات الذروة؛ حيث يقضي سائق السيارة وقتا طويلا إلى حين الانتهاء من عبور جميع المركبات الني تنتظر بفارغ الصبر انسيابية الحركة.

الرِّستاق - طالب المقبالي

وأضاف اللمكي -وهو أحد ساكني حي النهضة- بأنَّ الأهالي ناشدوا الجهات المسؤولة في الولاية وضع حل جذري يُساهم في تخفيف هذه المعاناة؛ وذلك بإنشاء نفق ذي مسارين، على غرار الأنفاق الني يتم تشييدها مؤخرا في بعض ولايات السلطنة؛ عوضا عن الجسور العلوية والتي تكلف تنفيذها أكثر من قيمة الأنفاق الأرضية. وتابع اللمكي بأنَّه يقطن هذا الحي منذ أكثر من 20 عاما، ويستخدم النفق للعبور اليومي ذهابا إلى مقر العمل أو للمستشفى أو للتسوق، لكن الوضع بات أكثر صعوبة نتيجة الاختناق المروري مع تنامي الحركة العمرانية بحي النهضة وما جاوره من أحياء، والتي يستخدم معظم قاطنيها هذا النفق للعبور اليومي، لاسيما خلال فترات الذروة في الصباح وأثناء عودة الموظفين مساءً، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على حل المشكلة وفي أسرع وقت ممكن.

معاناة الأهالي

وأكد ناصر بن مهنا اليعربي -وهو من سكان المنطقة- معاناة الأهالي مع هذا النفق.. وقال: إنَّ النفق يفتقر لأدنى معايير السلامة، وكان ساحة لمشاكل وحوادث لا تزال تنتظر حنكة المخطط وعزم المسؤول لإيجاد حل دائم لها، وإيقاف سيل التذمر الجارف من قبل مستعملي الطريق.

ويطرح اليعربي مقترحاً لحل هذه المعاناة؛ من خلال توسيع النفق ليكون حارتين مع تنفيذ إضاءة ليلية؛ الأمر الذي سيُسهم في حل معاناة عشرات الآلاف من المواطنين ومن مرتادي المنطقتين.

وقال عبدالرحمن بن سعيد الجابري من سكان المنطقة: إنَّ نفق الشعبية من وصلات الطرق المهمة التي تربط بين منطقة الشعبية الغربية والشعبية الشرقية والامتداد العمراني الذي وصل ذروته ليغطي ما يزيد على ألفي منزل. وأضاف بأنَّه نفق حيوي جدًّا، لكن للأسف ذو مسار واحد فقط؛ الأمر الذي يجعلنا أحيانا ننتظر لما يزيد على ربع الساعة وأكثر، حتى نجد فرصة للعبور خاصة وقت الذروة. وتابع بأن حوادث كثيرة وقعت في هذه المنطقة علاوة على افتقاره للصيانة؛ حيث قامتْ الجهات المعنية مؤخرًا بصيانته بعد أن ظهر حديد الخرسانة وهو صدئ؛ فقامت -وللأسف الشديد- بإعادة صبِّه مُجددا كعمليات ترقيع لإخفاء معالم الحديد الصدئ. وزاد بأنَّ الأهالي نفَّذوا معسكرات ليلية عدة لصيانته بعد أن ظهر حديد الخرسانة الأرضي جليًّا، وبدأ بتمزيق إطارات السيارات. وأوضح أنَّ المنطقة تضم 3 مدارس كبيرة، وعدة مؤسسات حكومية وشركات قطاع خاص، كلهم يرتادون النفق إضافة لأعداد السيارات التي تود الالتفاف للجهة الأخرى، وقد ضاق هذا النفق بأهله.. داعيا إلى النظر بجدية والسير نحو استبداله بنفق ذي مسارين وبمواصفات عالية ليخدم الجميع على حدٍّ سواء.

وزاد الجابري بأنَّه في كلِّ يوم نغادر منازلنا في طريقنا للعمل، علينا أن نحسب حسابنا لنفق الشعبية، فإلى أن يصل الدور على السيارة يمكن لقائد المركبة أن يقرأ صفحة جريدة كاملة، حيث يطول الانتظار لأكثر من نصف الساعة، الأمر الذي يدفع البعض للخروج من الشارع الفرعي إلى الشارع العام ومنه إلى دوار العراقي المزدحم أيضا. وقال إنَّ النفقَ يخدم منطقتين كثيفتي السكان من الشرق والغرب، وبها ما يزيد على 3 مدارس حكومية وخاصة، الأمر الذي يجعل الوضع مزعجا للجميع.

انتظار طويل

وقال خليل بن مبارك اللمكي: إنَّ النفق يُمثل مركزا حيوياً إذ يربط بين الأحياء السكنية في منطقة الشعبية وحي النهضة، ومع الصباح الباكر للذهاب إلى العمل أو المدارس تكمُن المشكلة في التأخير الشديد؛ بسبب الازدحام في طريق الدخول إلى النفق؛ مما يؤدي لتأخر الطلاب عن مدارسهم والموظفين عن عملهم، وقد يؤدِّي أحيانا إلى وقوع شجار بين الطرفين، وكلٌّ يدّعي أنه الأسبق في دخول النفق. وأضاف بأنه نتيجة لذلك نطالب الجهات المختصة بتوسعة النفق أسوة بالنفق الموجود مقابل كلية التقنية في المصنعة من أجل حل مشكلة الازدحام وتجنب الشجار الذي قد يحدث بسببه.

وقال علي بن سعيد العبري عضو المجلس البلدي -وهو من سكان المنطقة: "نأمل خيراً في تأهيل وتوسعة نفق عبور السيارات بمنطقة الشعبية ضمن مشروع تأهيل الشارع العام الحزم مكتب الوالي، والذي يخدم قاطني هذه المناطق لأكثر من 30 سنة مضت، ولا يخفي على أحد أن هذا النفق أصبح غير صالح، مع تزايد الطفرة العمرانية ووجود مؤسسات حكومية ومدارس بهذه المناطق، حيث يتسبب كل ذلك في حدوث اختناقات مرورية، فضلا عن كون النفق يعاني التصدعات والتشققات، مع العلم أنه يخدم أكثر من منطقه كحي النهضة الغربية وحي النهضة الشرقية والمحلات التجارية القريبة من النفق؛ لذا نأمل من المسؤولين النظر في هذا المطلب الذي بات يؤرق المواطنين.

وقال حافظ بن سليمان الهنوي: إنَّ نفق الشعبية بات يمثل معاناة حقيقية لقاطني المنطقة، سواء القاطنين في الضفة الشرقية أو الغربية، خاصة وأنَّ الكثافة السكانية بهذه المناطق مرتفعة.. مشيرا إلى أنَّ النفق يخدم مناطق الشعبية الشرقية والشعبية الغربية وحي النهضة الشرقية وحي النهضة الغربية على طول امتداد الشارع من دوار جامع السلطان قابوس، وحتى دوار الوشيل بمسافة أكثر من 5 كيلومترات تقريباً، فلا يمكن الرجوع والانعكاس إلى الشارع الآخر إلا عن طريق هذين الدوارين أو عن طريق هذا النفق ونفق آخر بعده صغير وغير مُهيَّأ خاصة للسيارات الكبيرة. وتابع بأن أسهل منطقة التفاف هو هذا النفق؛ كونه واقعا في منتصف المسافة تقريباً بين الدوارين المذكورين؛ مما يزيد الازدحام اليومي ومن معاناة سكان المنطقة الذين يشكون من ضيق النفق.

وزاد بأن مُعاناة الموظفين في الدوائر الحكومية الواقعة على ضفتي النفق تتزايد؛ مما يُؤدي لتأخيرهم عن الدوام، فضلا عن الضغط النفسي الذي يترتب جراء طول فترة الانتظار. وقال إن المنطقة تضم مدرستي الفضل بن العباس والنعمان بن بشير ودائرة الكاتب بالعدل، فضلا عن وجود بعض المرافق الخدمية كعيادة للمرضى ومحطة للبنزين ومدرسة خاصة وفرع غرفة تجارة وصناعة عمان، وهي كلها مواقع حيوية يرتادها السكان بشكل يومي.

واستطرد: "أقول ذلك من واقع تجربة كوني معلمًا في إحدى هاتين المدرستين وأحس بالمعاناة بشكل يومي، فإما أن ننتظر نحن وإما أن ينتظر من هم في الضفة الأخرى، وتطول مدة الانتظار لمدة طويلة جدا في بعض اﻷوقات، ويصل عدد السيارات في فترة الانتظار الواحدة إلى عشر سيارات".

وأوْضَح: من مشاكل النفق الأخرى غير مشكلة الازدحام: أزمة عدم تهيئة النفق؛ لما يعانيه من شقوق، وتم وقف السير في النفق لعدة مرات للقيام بعملية اﻹصلاح، لكن دون جدوى؛ فكانت عملية اﻹصلاح فقط خارجية تجميلية، وهذا بحد ذاته يعد خطراً لمرتادي هذا النفق. وأشار إلى أن المشكلة الثالثة في النفق أنَّ النفق يُعتبر أيضا معبراً للمشاة؛ حيث يستخدمه طلاب المدارس للعبور إلى الضفة الثانية عبر هذا النفق، لعدم وجود معبر خاص للمشاة؛ لذا يضطر أصحاب السيارات الانتظار أثناء عبور هؤلاء المشاة؛ وذلك نظراً لضيق النفق؛ مما يزيد ذلك من المعاناة اليومية، أو أن هؤلاء المشاة يضطرون للمجازفة بأرواحهم من خلال عبور الشارع ذي الاتجاهين؛ الأمر الذي تسبَّب في وقوع العديد من الحوادث.

وأوْضَح أنَّ هناك مطالبات عدَّة لتوسيع النفق، حتى يصبح نفقاً ذا اتجاهين، أسوة ببعض اﻷنفاق الحديثة مثل نفق الكلية التقنية بالملدَّة، وتزداد المطالبة أكثر بعد البدء في مشروع تطوير مشروع عقبة الرستاق؛ حيث إنَّ الوضع يتطلَّب كذلك إعادة تأهيل الشارع المتهالك والذي تم إنشاؤه منذ بدايات عهد النهضة المباركة؛ لذلك نناشد جميع الجهات المعنية ترتيب الوضع وإعادة تهيئة النفق والشارع معا.

وقال حَمَد بن هاشل السعيدي -وهو من سكان المنطقة: "إنَّ نفق الشعبية ذو أهمية كبيرة؛ كونه يربط شرق وغرب المنطقة؛ نظرا لوجود حركة كثيفة على هذا النفق ووجود مدراس غرب الشارع ودائرة الكاتب بالعدل وأحياء سكانية ذات كثافة مرتفعة. وأضاف بأن المعاناة تتزايد يومياً، خاصة وقت الصباح عند توجد الناس إلى مقار عملهم، وأيضاً عند انتهاء الدوام، وتستمر المعاناة لما بعد صلاة العصر؛ حيث يتوجه الأهالي إلى الأسواق. ويرى السعيدي أنَّ النفق يحتاج لتوسعة وإعادة تأهيل.

أزمة قديمة

فيما قال محمود بن حمد الهنائي: إن مشكلة نفق الشعبية قديمة، وتعاني منها الرستاق منذ سنوات ماضية وليس الأمر مُستحدثا.. لافتا إلى أنه عندما أنشئ هذا الشارع في منتصف التسعينيات لم تُراعَ فيه أمور مختلفة؛ الأمر الذي أدى بالوضع للمعاناة الحالية التي يشكو منها السكان.

وأكد أنَّ النفق لا يخلو من الزحام في أي وقت؛ سواء كانت ساعة ذروة أم غير ذلك؛ وذلك نظرا لكونه نقطة وصل بين مخططين سكنيين كبيرين؛ هما: حي النهضة والشعبية من جهة الشرق والغرب، وهما منطقتان تتميزان بالكثافة السكانية العالية، فضلا عن أنه يستخدم من قبل أهالي الرستاق بشكل مستمر، كما أنه نقطة وصل لعدد من المؤسسات الحكومية؛ لذلك فإنَّ الحل لن يكون إلا من خلال توسعة النفق، أو إنشاء نفق آخر في الاتجاه المغاير.

وقال عبدالله بن سالم الخاطري: إنَّ نفق الشعبية يُعدُّ من الأنفاق المهمة، نتيجة لحركة المركبات المتزايدة من خلاله؛ إذ إنَّه يربط مناطق الشعبية وحي النهضة؛ وهما من أكبر المناطق الحديثة على مستوى الولاية ازدحاما بالحركة المرورية، كما أنَّ وجود عدد من المدارس الحكومية والخاصة وعدد من المؤسسات الحكومية ساهم في أهمية هذا النفق، وعليه يُعتبر هذا النفق العصب الحيوي لهذه المناطق.

وأضاف بأنَّه مما لا يخفى على أحد، أنَّ إنشاء هذا النفق بمسار واحد فقط منذ تسعينيات القرن الماضي كان بهدف تسهيل الحركة المرورية وكان حينها مقبولاً على هذا الشكل، لكن مع الزيادة المضطردة في عدد السكان والمساكن والمنشآت وكذلك المركبات، أصبح هذا النفق يُشكل مُشكلة حقيقية على مرتاديه، خاصة في فترة الصباح؛ حيث تظل عشرات المركبات مُتوقفة على طرفي النفق في انتظار مرور مركبة تلو الأخرى داخل النفق الضيق أصلا، فكم من مشادات حصلتْ بين قائدي المركبات لاعتقاد كل واحد منهم بأحقيته في دخول النفق، وكم من مُتأخر عن دوامه نتيجة الضغط الحاصل على هذا النفق، وهذا ما يحدث نفسه لطلاب المدارس.. ومضى يقول: إنَّ هذا النفق ينذر بكارثة حقيقية؛ إذ إنَّ جدرانه متشققة منذ فترة طويلة، وعلى مرأى ومسمع من المسؤولين أصحاب الاختصاص.

وقال: إنَّ الحل يكمُن في إعادة تأهيل هذا النفق وتوسعته، ليكون بمسارين ليسهل دخول وخروج المركبات في نفس الوقت، أو إنشاء نفق آخر بالقرب من هذا النفق.

وقال سليمان بن محمد الضوياني: إنَّ نفق الشعبية يُمثل معبرا حيويا ليس لسكان الشعبية وحي النهضة فحسب، بل لجميع سكان ولاية الرستاق دون استثناء؛ فهناك مجموعة من المدارس الحكومية والخاصة، كما أنَّ هناك مؤسسات حكومية وأهلية أخرى يرتادها الأهالي من جميع أرجاء الولاية. ويرى الضوياني ضرورة تعديل النفق ضمن مشروع إعادة تأهيل شارع الحزم-الرستاق ليكون على غرار نفق الملدة؛ الأمر الذي سينهي معاناة السكان ويسهم في الحد من الازدحام والحوادث المرورية.

تعليق عبر الفيس بوك