تتنامى في الوقت الراهن الحاجة إلى تعضيد المصالحة الفلسطينية، وتجسير الفجوات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح.
حيث إنّ المصالحة الوطنية لا تزال تواجه تحديات رغم مرور ما يقرب من عام على توقيع حماس وفتح اتفاق المصالحة، كما أنّ الجانبين لم يحققا التقارب المرجو لتسوية خلافاتهما والتفرّغ لمعالجة القضايا العديدة التي تواجه الفلسطينيين.
وقد نشطت في الفترة الأخيرة الوساطات إلا أنّ الموقف لا يزال على حاله من حيث التباعد في مواقف الحركتين، وهو وضع يؤثر سلباً على مجمل القضيّة الفلسطينية، وأوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما توفر هذه الانقسامات مبررات لإسرائيل لتتحجج بأنّها لا تجد شريكًا فلسطينيًا للتعامل معه، ولتتخذ من ذلك ذريعة للتهرّب من استحقاق العودة لمفاوضات السلام.
إنّ الانقسام الفلسطيني يثير الكثير من مشاعر الإحباط، لانعكاساته المدمرة على الشعب الفلسطيني، وحلّ هذا الوضع بيد الفلسطينيين أنفسهم، ولا يمكن فرضه عليهم من الخارج، وهو وضع ينبغي إيجاد الحلول المناسبة له اليوم قبل الغد لتفويت الفرصة على الاحتلال الذي يصطاد في مياه الخلاف العكرة، ويعمل دومًا على تعكير صفو الوئام الفلسطيني حتى يمرر مخططاته الرامية إلى تكريس التوسع الاستيطاني، ومواصلة التحكم في مصائر الفلسطينيين..
ولعلّ من أبرز الإسقاطات السلبيّة للتباعد بين فتح وحماس التأثير على إعادة إعمار غزة، وتعطيل العملية الهادفة إلى إعادة بناء ما هدمته حرب العام الماضي، والتي ألحقت إسرائيل خلالها الدمار والضرر بأكثر من 130 ألفا من المنازل في القطاع. حيث إنه حاليا لا تدخل القطاع سوى كميات محدودة من مواد ومعدات البناء؛ الأمر الذي يفاقم معاناة أهل غزة .
المطلوب الآن تحرك فلسطيني عاجل لمعالجة أسباب الخلاف ووضع عربة المصالحة الفلسطينية على المسار الصحيح.